رشاد

100 4 0
                                    

أعوام عدت وانا كنت عم بلحق بسارة. .بس كان بدي أمسك عليها دليل قاطع على انها هي اللي قتلت اخوي رشدي...قبل م اتزوج ماري سيدرا. .
كانت ماري سيدرا محكومة بالسجن لعدة سنوات لأنها أقدمت على جريمة قتل...قتلت وقتيها ساحر عراقي ...
انا ورشدي كنا ورا قضايا ماري سيدرا...اللي تعدت جرائمها سابقا بما يقارب عشرة جرائم قتل...
رغم اللي عملته ماري ورغم انها بهاي الطباع..إلا انه فعليا حبيتها وهي بالسجن..وكل يومين كنت اتحجج بأي شي بس عشان ازورها واشوفها. ..
لحد م عرف اخوي رشدي بالموضوع ف قرر أنه ينقلها لمكان بعيد عني...وعرفت وقتيها سارة بموضوع النقل ف قررت انها تقتحم المكان وتهرب ماري سيدرا...بلحظتها لقطها رشدي وقرر انه يتمشكل معها وكان السلاح هو خيارهم الوحيد...
وكانت بهاي الاثناء البوابة مفتوحة ف قدرت ماري تهرب...لكن وقت هربت وتخطت باب السجن..كان في صوت طلقة اخترقت صدر رشدي...
وكانت سارة موجودة هي وماري. ..
انقتل اخوي ع ايد سارة...وبعدها قررت اني اتخلص بأي طريقة من سارة...فينا نحكي انتقام..
تزوجت من ماري سيدرا...وانجبتلي ابني البكر رشدي الصغير..الذي ما عاد صغيرا...
كان بحبها لسارة كتير بينما انا كنت اعصب  عليه بسبب حبه لسارة...
بأخر فترة الها تحسنت علاقتي معها..ما بعرف كيف...اجت لعندي ع مركز الشرطة...وكانت عيونها حمرا وعم تتوجع بكل جسمها...
قعدت وكنت انا معصب كتير..ومش قادر أحل قضية قتل وصلتنا مؤخرا...
جيتي بنفسك على المركز...يعني فرصة اني احبسك
*رشاد..ما اجيت عشان أسلم نفسي..لا تقلق..عمري مارح ادخل السجن
-واثقة من نفسك..
ضحكت سارة وقتيها بهدوء بعدين اتطلعت فيني وانمحت الابتسامة عنها وعني
حسيت في شي غلط بعيونها سارة..فيك شي؟
*اول مرة بتسألني عن حالي...
-إذا هالشي بدايقك  ف بسكت
*لاء رشاد...بالعكس. ..
وكأني وقتها نسيت انه القاعدة قدامي بتكون هي اللي قتلت اخوي....نسيت انه بيني وبينها عداوة...وإني بكرهها وإني بس بدي احبسها. .
ما كانت منيحة ابدا..كانت ضايعة. .كل شوي ملامح وجهها بتتحول لملامح شخص عم يتوجع
سارة...احكيلي أيش في؟
أخدت سارة نفس عميق وعيونها صارت تدمع..اول مرة بشوفها عم تدمع..لطالما عرفتها قاسية م هي بتضل زعيمة مافيا ما حدا قدرلها ابدا ولا حدا كان قدها...
مسحت دموعها واتطلعت بالسقف وبدون أي مقدمات حكت رشاد انا عم بموت.
ضحكت..فكرتها عم تمزح او عم تعمل فيني مقلب...لكن نظراتها الي كانت بتحكيلي انها مش عم تمزح...انها عم تحكي جد...مسحت الضحكة بسرعة واتطلعت فيها سارة بتحكي جد؟؟
*بحكي جد...رشاد...ما حدا بيعرف هاد الشئ اللي بدي احكيلكياه...لسة بكير ت يعرفوا...اوعدني انه يكون سر!
-يعني افهم انك واثقة فيني؟!
*جدا
-بوعدك. .ما حدا رح يعرف غير بالوقت المناسب
*ممتاز...
وحكتلي...حكتلي كل شي...مش بس الحجر الأسود...سارة كانت مريضة بالسرطان..وكانت رافضة العلاج الكيماوي..ما كان بدها تضعف..وبنفس فترة الحجر...صار الألم ضعفين. ..صار الألم غير محتمل..ما كانت ابدا قادرة انها توقف ع رجليها...
وتحججت بالحجر....لحد م سلمت روحها...
كانت منهارة...كانت جبل من التلج..فجأة نزل عالارض. ..كانت بالعالي وياجبل م يهزك ريح..لكن هاد الجبل كان مهزوز. ..كان ضعيف من جوا لكن من برا كانت رافضة الضعف..عشان بس تبين لكل شخص حوليها انها ما زالت قوية...
وقت توفت..بكيت متل الطفل ..بكيت من قلبي...ماري كانت مستغربة لحد م نمت بحضنها...ما كنت قادر استوعب فكرة أنه سارة توفت...بأخر فترة كتير طلعنا سوا...كتير تمشكلنا وكتير ضحكنا...حتى اني قلتلها وينك من زمان؟
*انت اللي كنت بس بدك تحبسني
وكنا ننفجر من الضحك...كل ما بتذكرها بحس بغصة بحلقي. ..ليش صار هيك...حسيت اني فعليا بحاجتها. ..
كانت تتقاتل معي وقت نتمشكل انا وماري...ومع هيك تصالح بينا....كانت تساعدني كمان بحل قضايا وانا كنت اساعدها برضه...
لكن فجأة....كل شي وقف...
يمكن الكل حكا انه الحياة ما بتوقف عند حدا....بس فعليا...حياتنا احنا وقفت عند وفاة سارة...عم نحاول بكل طاقاتنا انه...نكمل حياتنا...بس في شي ناقص...
اه في شي ناقص...سارة..هي الشئ الناقص..
كانت بتملأ الفراغ اللي فينا...كانت تحسسنا انه لازم نتحسن. .انه لازم نحس انه احنا إلنا قيمة..بل نتأكد من هاد الشئ...وكانت تشجع كل شخص..انه يفكر بالمستقبل...
لكن...ولا حدا فينا قادر يفكر بشكل واضح..
مشوش عقلي..نومي صاير قليل....وماري مش عارفة شو تعمل معي...
......
دخلت المكتب. .بعدنا برومانيا. ..ماسك البزنس هون تبع سارة..
دخل شاب والقى تحية سريعة علي وقال
كيف حالك سيدي رشاد؟
*الحمدلله بخير...
-انا سفيان...ابن راسيل
*مش راسيل كان باليابان؟؟
-اه كان...لكن ستنا سارة نقلتني انا لهون وخلت بابا باليابان
*ع كل حال أهلا فيك سفيان
-شكرا...
سكتنا شوي لحد م قطع سفيان هالصمت وقال ستنا سارة كانت شخص منيح كتير....لما جيت بدي اتزوج من سنتين...فتحتلي بيت..وزادت لي بالراتب شوي...وعطتني سيارة..وسفرتني انا وزوجتي شهر عسل ب دبي...كله كان ع حسابها...
*اه سارة كانت كريمة...الله يرحمها
-بتمنى انك ترتاح معنا سيد رشاد...وأنا موجود وبالخدمة دوما
*ما بتقصر سفيان..تسلم
......................

الاشتياق...يدمر تلك الأعمدة التي كنا نستند عليها حينما كنا نعيش في فترة قبل أن الخسارة..
عنيف ذلك الاشتياق الذي يهزنا. .كأنه زلزال يضرب كل جسدنا. .وكياننا. ..
نحن لا نشتاق لمن فارقنا فحسب...بل نشتاق لانفسنا حينما كنا معهم..
.........
شربت قهوتي وسرحت بالسقف...وقعدت أتذكر سارة..كيف كانت تنفعل بسرعة لكن بعد لحظة تكون أبرد من الثلج...كيف كانت ضعيفة وهشة من جوا...لكن من برا كانت اقوى من القوة واقسى من الحجر ويا جبل م يهزك ريح...
ابتسمت على الذكريات...أسندت راسي على الكرسي ودخلت بنوم عميق....وأنا أشعر م الداخل بتأنيب ضمير اتجاه سارة

وريث الزعيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن