قصة سارة تصلح ان تكون فيلم او مسلسل طويل حلقاته تتعدى المئة حلقة...من بعدها لازم انه ننسى، او بمعنى اخر نتناسى، لأنه الحياة ما بتوقف عند حدا رغم انها وقفت حياتنا لفترة عند موت سارة، ويمكن الكل حكا نفس الحكي...الزمن توقف وبالنيبة النا حتى الارض وقفت عن الدوران....
الاسرار اللي اكتشفناها من بعد وفاتها كانت صعبة انها تتصدق....كأنها شخص ما عمرنا عرفناه، بعد وفاتها لما بدت الاسرار تنكشف، ولا حدا فينا قادر يصدق انه هاي الاسرار كانت للشخص الوحيد اللي معروف عنه انه ما عنده اسرار...
لما عم بتطلع ع صورتها ..بل صورها المعلقة بكل مكان...بسألها "مين أنتي
وكأن الشخص اللي متعلق بالصورة ابدا مش سارة...
حتى بالاشياء البسيطة كانت غامضة...وكانت بتكذب علينا معناته بكتير اشياء، حتى بتوافه الامور
متل مثلا نوع الموسيقى اللي بتحب تسمعه..كنت بعرف انها بتحب موسيقى الجاز والكلاسيكية، لكن...بكتشف انه عندها على جهازها اللابتوب، في كتير موسيقى ملحمية تصلح لأنها تكون موسيقى شي فيلم فنتازيا مثلا..او لفيلم خيال علمي...
موسيقى رهيبة ملحمية بتخلي الواحد يتحرك من جوا، وتتحرك مشاعره لاارادي....
سافرت انا وقيصر على بريطانيا وقعدنا بالبيت الصغير اللي كانت بتمتلكه بلندن...
دخلت على غرفتها، اول مرة بشوف غرفة متواضعة بسيطة من فترة طويلة....
غرفتها كانت عادية جدا...ما فيها كتير اثاث زي باقي غرفها بكل مكان، ما فيها شي يبين انه هاي الغرفة لشخص كبير متلها، لشخص بمكانتها، حتى انه البيت كان صغير بالنسبة لبقية بيوتها بكل مكان....
قعدت على السرير..تطلعت بالشباك..الجو هون بلندن بارد شوي ...
مسحت جبيني وانتبهت لوجود مكتبة شوي صغيرة..
كمان هاي المكتبة صغيرة جدا بالنسبة لباقي المكتبات اللي كانت سارة تمتلكها بكل اماكنها...
قد م كانت مضغوطة بالبزنس وبحياتها الشخصية وبكل امورها الا انها كانت تلاقي وقت لتقرأ...تلاقي وقت لتجمع كتب...وتمارس هوايتها...الكتابة....كنت وما زلت استغرب، كيف انها كانت تلاقي هيك وقت لتمارس الاشياء اللي كانت بتحبها!!
كتابة، وقراءة، ولعب كرة سلة وكرة قدم وريشة ...
رغم كل شي مرت فيه الا انها كانت تمتلك متسعا من الوقت، بحياتنا ما فهمناها..وهلأ بعد وفاتها مل شي عم يصير اغرب واغرب، مبهم...غامض، غير واضح....كأنه عم نحكي عن شخص مختلف عن اللي كنا بنعرفه...
بنتساءل كلنا انه معقول هاي الاشياء اللي عم نكتشفها...كانت مجتمعة بعقل سارة!! كانت قادرة تقوم بعمل هيك اشياء!!تسافر ع مدن لسة احنا مش مخططين نوصللها، ولا حاطينها ببالنا متل هنغاريا!! لنكتشف ايضا خلال ساعات مضيناها بالجو انا وقيصر باتجاه لندن انها مش بس كانت بتتعامل مع ناس بهنغاريا، كانت كمان تتعامل مع ناس باليونان...وبإفريقيا....بأكتر من دولة بإفريقا..من كتر التفكير مش قادر اتذكر شو هم الدول الافريقية اللي عرفت انها كانت تسافر لها بدون علم احد وترجع عالاردن ولا كأنها غابت عنا فترة....
أنت تقرأ
وريث الزعيم
Romanceلم تنتهي حكاية سارة تركي القصير الوريث... ما زالت ذكراها تصدح في كل الأمكنة... كلنا ما زلنا نشعر بالعجز بعدها.. رحيلها كان أشبه ببتر ذراع وارواحنا