قبل ست سنوات
.....
"شو مخططاتك لبداية العام يا سارة!"
سأل عز سارة وهو عم يتصفح الجريدة اليومية
بتعرف انه كل يوم عندي مخطط غير شكل...ناوية اغير وازور بلدان الوطن العربي...بلشت من قبل ب مصر والعراق..وهلأ بدي اروح على اليمن
*ما فهمت..ليش عاليمن!
ضحكت سارة بقوة وقالتله
"في عندي بزنس هناك"
"يا حبيبي...مش مرتاح لطريقة الكلام...كيف يعني بزنس..من متى في بزنس باليمن"
ابتسمت
من زمان..لكن هلأ عالربيع العربي في اتفاقية مع جماعة هناك...بدي اسلمهم اسلحة
ضحك عز وهو مش مصدقها
م احلاكي وقت تمزحي
*مش عم بمزح..
أتطلع فيها عز وعيونه مندهشة ومصدومة. .
سارة...انتي بتعرفي الوضع كيف هناك!
*بعرف ي عز...لكن ضروري..
بلحظتها دخلت رانية اتطلعت فيها سارة بعيون مليانة حب واشتياق وركضت سارة لحضن رانية كأنها عم تحضن أمها
تعالي اسمعي يا رانية هالبنت شو بدها تعمل!
-خير أن شا الله؟؟
*بدها تروح عاليمن. ..عندها بزنس هناك..
ملامح رانية تدل على الضيق...حست بضيق نفس واتطلعت على وجه سارة بتحاول انها تفهم شو بدها سارة...لكنها ما كانت مفهومة ابدا...
انا اتخذت قرار....وما في اي تراجع...البزنس اللي بدي اعمله هناك بده يكبر اسمي....
قاطعها عز بانفعال سارة. ..اعقلي شوي...لا تنسي انه كل الوطن العربي حالته تعبانة. .
*عز انا قلتلك اني أخدت القرار وما في شي رح يخليني أتراجع عن قراري...
.............
بالليل..عالسرير. .بغرفة زين وسارة.....كان الجو بالغرفة منعش..هدوء..شوية إنارة أعطت للغرفة جو رومانسي...وأغنية رايقة كانت شغالة على تلفون زين..
زين بحضن سارة وسارة بايدها في سيجارة عم بتدخنها بشراهة
عرفت انك بدك تسافري
*شكله عز حكا للكل؟
-بيبي ما تزعلي من بابا..انتي بتعرفي أنه هو بحبك وبعزك..ويخاف عليك..وبده انه تضلي بخير...
*انا مش زعلانة منه..بالعكس..عز متل أبوي...وأنا بعزه كتير وبحبه اكتر....لكن المفروض أنه بيعرف...بل كلكم المفروض أنكم بتعرفوا اني ما بتراحع عن اي قرار بتخذه. .
علقت زين بسخرية قراراتك كلها غبية.
ابتسمت سارة ولفت وجه زين لعندها. ..زادت ابتسامة سارة اكتر وهي عم تقرب وجهها لوجه زين...
زمت زين شفاف سارة باصابعها وقالت زين انتي مجنونة...
*بعرف....وأنا بكون مجنونة اكتر وقت انتي تكوني جنبي ومعي بكل وقت
-انا معك...طول م انتي معي سارة
*ي عيون سارة انتي...
وانطبعت بوسة ع شفاف زين..وبحركة سريعة كانت سارة فوق زين...انطلقت تنهيدة من صدر زين بينما كانت سارة عم تطبع آثار على جسد زين...
ومع كل حركة كانت عم تعملها سارة...كانت زين تتأوه اكتر...واختفت التأوهات على نهاية الأغنية الجديدة...اللي اشتغلت بنفس الوقت اللي كانت شارة فوق جسد زين...كانت أغنية ملحمية. ..حولت سارة لشخص عنيف فوق جسد زين....
وكالعادة قالت زين لسارة ريحيني. .انتفض كل جسد سارة على الكلمة...إلى أن وصلوا لمرحلة النشوة.
....... ..... .......
ودعت سارة زين وعز وركبت بطيارتها الخاصة وتوجهت من الأردن عاليمن...رغم انه الوضع باليمن غير مريح ابدا...ما حست بالوقت وهي بالجو لأنها قضت معظمه عم تحاول تحسب حسبة التجارة اللي بدها تصير هناك...وكان بالها طول الوقت أيضا مشغول بكمية البضاعة وكيف التسليم...
وكان القلق مرافقها طوال الرحلة أيضا..إلى ان حطت الطيارة بأرض اليمن...
استقبلها هناك شخص يدعى صفوان..سلم عليها بحرارة وقوة وقلها بلهجة مختلفة عن لهجته الحمدلله على السلامة ستنا سارة
*الله يسلمك يا صفوان...كيف الحال؟
-بخير الحمدلله...كيف الحال عندك يا ستنا ؟
*تمام تمام...
ركبوا سوا بالسيارة وتوجهوا لبيت صفوان
لا مؤاخذة ستنا..لكن البيت اللي بالعادة بتقعدي فيه....راح
*كيف يعني راح؟؟؟
-كيف اقولها. ..استحوذت عليها جماعة تابعة .....
*قول عادي..تابعة للحوثي صح؟؟
-صح يا ستنا. ..والله ما قدرت اعمل شي...وحاولت اتواصل معك لكن ف كل مرة كان الاتصال ينقطع...
مسحت سارة جبينها وحاولت تتمالك نفسها...
مش مشكلة صفوان...اهم شي انه احنا نضل بخير بعيدا عن المشاكل
وصلوا ع البيت..حمل صفوان حقيبة سارة ودخلوا جوا البيت ت تستقبلهم زوجة صفوان
ستي..هاذي زوجتي...منى..ام محمد
*أهلا وسهلا ام محمد..
-أهلا فيك..تفضلي تفضلي
جهزت منى طاولة الاكل..وقعدت تشرح لسارة اسم الأكلة لكن سارة كانت مش مركزة كتير...تفكيرها صار محصور بالبيت ألي راح...
بعد الأكل دخلتها منى ع غرفة نوم. .ارتمت سارة على السرير وغطت بنوم عميق...
وصحيت منه وهي بالغرفة السودا...وكانت الغرفة باردة جدا حتى صار جسم سارة يرتجف كله...وعلى الزاوية كان واقف تميم
سارة!
*تميم؟
-كيفك؟؟
*مش وقته ابدا تميم
-بعرف...لكن بدي احكي معك ضروري
*مش متطمتة من وجودك
ضحك تميم وحط ايديه على كتف سارة وقلها بهدوء عمرك م اتطمنتي من وجودي...
بعدين بعد عنها شوي وقال بجدية نحكي شوي بموضوعنا. ..نقلتك لهون لحتى اقولك انه لازم تجمعي فريق...انتي بحاجة لفريق
*ما عندي غير رجالي اللي هون. .ما بينفع اجيب ابدا فريقي يا تميم..تولي وكريم ورفعت القناص والباقي...
-مع انك بحاجة لهدول. .لكن إذا عم بتقولي انه صعب...ف انتي مضطرة انك تجهزي اللي عندك هون...لانه عندك مهمة جاي عالطريق...وانتي بحاجة إلى تجهيزات...
وفجأة حست سارة كأنه في حدا رمى عليها ماي باردة...انتفضت كلها بقوة كأنها شافت كابوس...وفضلت طول الليل وهي سهرانة...
فكرت باللي قاله تميم...وسألت نفسها معقول في شي رح يصير؟؟
هزت رأسها بالنفي وقالت كله ماشي...ما رح يصير شي...
.....
بعد بيومين توجهت لمكان كبير شوي..فيه ساحة وداخل الساحة كان في 12 شخص ..وجنب كل واحد فيه سيارة..
اتطلعت سارة فيهم بلحظة دخولها..الكل كان واقف باحترام لوصول الزعيم...
قرب عليها صفوان وقلها كل جاهز مثل م طلبتي
*ما بدي اشي ناقص يا صفوان
-ما تقلقي ستنا. ..كله متل م بدك وأكثر.
*هاي المرة خطيرة يا شباب....كل حدا بهاي العملية أكبر منا....سلطات عالية..وحوثي. .
حطت ايدها ع قلبها وقالتلهم بتعرفوا كلكم ليش احنا اليوم مجموعين. ..في عملية بيع أسلحة لجماعة تابعة للحوثي. .والحكومة رح تلاحقنا إذا عرفت انه احنا بنبيع ونهرب أسلحة ....ورح ننحط تحت قائمة الإرهابيين والمطلوبين. ..انا ما بدي اي غلطة توصلنا لهاي المرحلة مفهوم؟
كلهم بصوت واحد مفهوم..
ركب الجميع السيارات انطلقوا باتجاه المكان اللي اتفقت سارة مع كبير الجماعة بأنهم يتقابلوا فيه...
اجتمعوا سارة والكبير سوا ..
والله انا لسة بدي أدخل الشحنة لهون
*يعني قديش وقت؟؟!
-من يومين لثلاث
*احنا بحاجة الهم اليوم
-بعرف يا معلم أيمن...بدك تصبر علي
*ماشي رح نصبر....
وبعد بيومين سلمتهم سارة كمية الأسلحة اللي اتفقوا عليها ودفعولها بالدولار...لكن فاجئوها بشغلة خطرة جدا...
بعد م استلم أيمن الأسلحة من سارة...أعطى أمر لرجاله بقتل سارة وكل من معها....
بحركة فجائية باغتها بإطلاق النار عليها وعلى رجالها...وهي كانت سريعة بإخراج مسدسها من الحزام واطلاق النار بشكل عشوائي...
حاول رجالها يحتموا خلف السيارات لكنها خسرت كتير منهم وتبقى لها فقط أربعة...
وبعد نصف ساعة توقف ايمن عن إطلاق النار...كانت سارة تحتمي خلف سيارتها...جالسة على الأرض ضهرها متكي على باب السيارة عم تاخد أنفاس عميقة ت يخف وجع صدرها شوي...أنفاسها كانت ثقيلة..ساخنة...تحتاج إلى الراحة..
رفعت رأسها شوي لتشوف الوضع...وبينما عم تراقب الوضع كان ايمن عم يقرب منها بكل هدوء وبطء وهي مش حاسة بوجوده..لكن بعد ثواني حست سارة بشيء غريب بقربها...لفت راسها بالاتجاه التاني لتشوف ايمن واقف وماسك مسدسه وفوهة السلاح قريبة جدا من راس سارة....ابتسمت سارة اول م شافته واتطلعت فيه تطليعة ثاقبة...
أنت تقرأ
وريث الزعيم
Romanceلم تنتهي حكاية سارة تركي القصير الوريث... ما زالت ذكراها تصدح في كل الأمكنة... كلنا ما زلنا نشعر بالعجز بعدها.. رحيلها كان أشبه ببتر ذراع وارواحنا