الانتظار...أبشع شعور ممكن يعيشه الإنسان...والنسيان والتجاهل أصعب شعورين ممكن يمروا على الإنسان...
والحل الوحيد هو التناسي لفترة...لحد م يجي العلاج أو الفرج...
مرور سنتين على فقدان سارة كانت اصعب سنتين على الجميع. لكنهم تعودوا على وضعهم بالبزنس. ..وتنقلاتهم حول العالم صارت عادة...
وكبروا كتير..كانت السنتين كفيلات بجعل الطفل ..شخص بالغ..
....
اجتمع ياسين بعيلة سارة..زين وعز وعز ااصغير وسامي وخليل واخوانها وأولادها...وماري سيدرا ورشاد وأولادها الإثنين..
حبيت أخبركم انه احنا تخلصنا من حاق...خلص حاق بطل إله وجود....
كان الكل سعيد إلا زين..كانت اتعس حدا ع وجه الأرض
طيب وبعدين!!؟ موت حاق مش رح يرجع سارة يا ياسين
*بعرف يا زين بعرف...لكن عالاقل رح يريح روح سارة
نزلت دمعة من عين زين هزتلها كيانها كله...
قيصر بهاي اللحظة مسك ايد كاتي. .كانت كاتي عم تبتسم بقوة كأنها شافت حدا بتعرفه. .
لكن...كانت غير مفهومة هاي اللحظة...
مرت سنتين ع وفاة سارة...وصار وقت تنفيذ الوصية اللي بتقول انه كل واحد منكم إله حصة بالورثة. .
عشان هيك..رح ابلش ب عز...
وزع ياسين برفقة محامي سارة السيد صابر...
وكل واحد اخد حصته المتفق عليها...
وافترقوا بعد بأربع ايام كل واحد فيهم محمل بهمومه وبمشاعر الفقد اللي خلفتها سارة وراها...وبورثتهم
لكن اللي ما كانوا بيعرفوه أنهم رح يرجعوا يتقابلوا وأنه كل شي عملته سارة كان لمصلحة الجميع...
فهموا الموضوع وتقبلوه. ..
سافرت رزان مع ابتسام على باريس..رجعوا سكنوا بالفيلا اللي انتركتلهم...وكملت رزان بالبزنس هناك وعم تخطط هي وابتسام أنهم يسافروا حول العالم..
أما بالنسبة لقاسم ..اخد معه ورد وعنان وليلى وسافروا عاايابان...اشترى قاسم لإخوانه بيت واسع وكمل هو بالبزنس ...وهيك بكون متطمن ع اخوانه الصغار أما بالنسبة لخالد ف رفض فكرة انه يروح مع قاسم..وسافر على هنغاريا عشان يغير جو....ويشوف أيش رح يعمل بخصوص البزنس اللي هناك
....أما بخصوص ماري سيدرا ورشاد وأولادهم سافروا على أوروبا لأنه رشاد رجع محقق عالمي يحقق بقضايا وجرائم قتل وحالات اختفاء فجائية...
وبخصوص زين وعز الصغير وقيصر وكاتي فسافروا على ريو بالبرازيل...
اشترت هناك زين شاليه مطل عالبحر. .واشتغل قيصر بمطعم قريب من الشاطئ رغم انه برضه هو ماسك البزنس تبع أمه بالبرازيل. ..لكن كان بده يغير جو شوي بعيدا عن البزنس والجدية...
وبخصوص بقية أعضاء المافيا ف عز بعده ماسك كل شي....
أما سامي وخليل ف سافروا برضه ع ريو بس بعد بيومين من زين ..
...
دخل كنعان عالغرفة البيضا ولقا سارة سرحانة بالشباك وبايدها في زجاجة شمبانيا وكاس.
مش رح نبطل شرب!!
*هاد شمبانيا..يعني الخفيف
-مش مهم إذا كان خفيف او لاء..مالك سارة أيش في؟؟!
شربت سارة شوي من الكاس واتطلعت بعيون كنعان
انا مش مصدقة انه قربنا عالمرحلة الأخيرة...سنتين تقريبا..عشتهم بدون زين وبدون أولادي وبدون عيلتي. .
سنتين وهم عارفين إني ميتة واكيد ماتوا معي...
*سارة حبيبتي...هم لما نوصل للمرحلة الأخيرة...مش رح يتذكروا أي شي صار ...بداية بموتك نهاية لليوم اللي تلتقوا فيه...رح يكونوا عارفين أنك أنت سافرتي. .بس...وذكرياتهم كلها رح تتحول على هاد الأساس..أنك سافرتي سنتين وتركتيهم هم يشتغلوا عنك وأنهم اخدوا حصص من هالشغل بس...
-يعني....كل شي رح يكون طبيغي؟؟
*تقريبا...رح يضلهم يعاتبوك ع غياب سنتين...لكن طبعا كل شي رح يكون طبيعي. ..ما رح يعرفوا أصلا أنك كنت بالنسبة الهم ميتة...
-ريحتني. ..
بلحظتها اندق باب البيت...قامت سارة وطلعت من الغرفة البيضا واتجهت نحو باب البيت
تأخرتوا يا شباب
*حقك علينا زعيم...لكن الطريق زحمة كتير...بقصد المطار كان كتير زحمة وتأجلت الرحلة سبع مرات لحد م زبطت معنا..
-أدخل سيف أدخل...وين مازن ؟؟
*عم يطلع اغراضنا. .
*أهلا فيكم يا سيف وفارس....
بهاي اللحظة وصل مازن اشتقتلك يا زلمة
#حقك علي زعيم.. وحط مازن أغراضهم عالارض وحضنتهم سارة ..حضر كنعان قهوة للجميع وضلوا سوا لليل...ولما صارت الساعة 12..جهزوا حالهم وطلعوا يكملوا سهرتهم ع شاطىء ريو...
كان القمر مغطي كل الشاطئ. .عتمة الليل والهدوء اشعروا سارة بالسلام الداخلي...حس فيها كنعان فابتسم ...
طلع مازن زجاجات الشمبانيا وناول سارة كاس منها..
فرشوا عالارض...شغلوا نار ...والتموا خمستهم حوليها. .شغل فارس المسجلة ع صوت اغاني هادية. ..
وسهروا للفجر. ...
........
سارة قاعدة ببيت مطل عالشط. ..زين كمان قاعدة بشاليه مطل عالشط...
وصار موعد المرحلة الأخيرة...
لبست سارة قميصها الفيروزي الفاتح...ولبست بنطلون اسود وشوز ابيض...زبطت شعرها وطلعت برفقة كنعان وسيف ومازن وفارس...
مشيت كم خطوة لحد م وصلت لشاليه زين...قلبها عم يرجف كله..توترت أكتر..نبضها بدق بسرعة...
مسك كنعان ايدها وابتسم لها بحب وطمأنينة
ما تتوتري..اصلا باللحظة االي رح تشوفك فيها..رح تعاملك على أنك كنت مسافرة و هلأ رجعتي....مش رح تتذكر ابدا...أنك كنتي ميتة بالنسبة الهم...
*كنعان...شباب خليكم معي
-احنا معك زعيم رد عليها سيف...
دقت سارة جرس الشاليه. .وفتح قيصر الباب..وتفاجئ بوجود أمه...
ماما أطلق بعديها شهقة طويلة وضمها بقوة...عناق طويل اختصر كل هالفترة. .وصار يبكي بقوة
يا حبيبي أنت شو اشتقتلك
*طولتي الغيبة
-بعرف حقك علي سامحني....بس تبكي..ما بحب أشوف دموعك
مسحت دموع قيصر ودخلت لجوا ووراها الشباب
سيف ومازن وفارس...وكنعان
*بتذكرهم بس كنعان أول مرة
-كنعان مختلف...
استراحوا بالصالة واستنوا دقيقتين لحد م إجت زين
كالعادة...بتسافر سارة وبتغيب....بس هالمرة طولتي
انتفض كل جسم سارة وقت سمعت صوت زين...
وجهها صار أحمر ودموعها هربت منها بدون إرادة...
قربت على زين بكل هدوء...مسكت ايدها..وحاوطت بالتانية خصر زين...وجبينها ع جبين زين...أنفاسهم عم تتضارب بهدوء لكن...نبضات قلبهم عم تتضارب بعنف وبتدق بعنف...
ليش ما اتصلتي علي؟؟ سنتين غايبة عني
*بعتذر. .لكن والله ما كان بإيدي. ..
-وبعدين سنتين...سنتين يا سارة. ..؟
*ما بعرف شو اقولك وكيف رح أعتذر منك
-بتعتذري فوق... ونظرة لعوبة ارتسمت بعيون زين..ابتسمت سارة وفهمت...
*وبعدين ليش ما قلتيلي عن قيصر وكاتي؟؟؟ ما عرفت عنهم غير بعد م سافرتي...
-كان لازم يصير هيك...لكن مش مهم هلأ...هلأ هيك انا بين أعز ناسي....عشيقتي الوحيدة...وأولادي الإثنين..بل الثلاثة ...مع عز الصغير...ورجالي
*الجميع كانوا بانتظارك... علقت زين
-بعرف. .وهيني رجعت...رح ازبط وضعي هون ب ريو..وأشوف شو صار بالبزنس وبركي بنعمل سفرة عالاردن أشوف البقية..
*قصدك اخوانك؟؟؟ قاسم وإخوانه باليابان..خالد بهنغاريا. .ورزان وابتسام بباريس...وبابا ضل بالأردن...تولين وكريم رجعوا عالكويت. ..وسامي وخالو خليل هون ب ريو
-جد؟؟؟! طب شو رأيك نعمل لم شمل...؟؟؟!
* برضه مش غلط...
مسكت سارة ايد زين وهمستلها دليني عالغرفة.
*تعالي معي
كانت زين ماشية قدام سارة وهي ما زالت ماسكة ايدها...بالممر إلي بجي بعد الدرج كانت زين تتلفت براسها باتجاه سارة...وهي عم تفتح أزرار قميصها...بالتصوير البطيء وصلوا عالغرفة...
كانت زين فاكة كل الأزرار لكن لسة ما خلعت القميص بالكامل...أشعة الشمس اللي طلت عليهم من الشباك بكل هدوء وحب استقرت ع جسد ووجه زين...
تأملت سارة عيون زين...وقبل م تتمدد زين عالسرير مسكتها سارة ورفعتها شوي عن الأرض...ولفت رجلين زين ع خصر سارة...
ما بتعرفي اديش تعبت وانا بعيدة عنك
*انا اللي تعبت يا سارة...
-يا عيون سارة انتي..بوعدك إني مش رح أكرر هالشي
*اوعديني أنك تريحني هلأ
-بوعدك إني اليوم رح اعوضك عن الغيبة..ومستعدة اني اعوضك طول العمر. ..
*سارة
-روح سارة وعيونها
*ريحيني
انتفض جسم سارة كله...قربت على وجه زين وباستها. ..قربت سارة بسرعة عالسرير وهي ما زالت تحمل زين وبتقبلها ..حطت سارة جسم زين بسرعة على السرير وضلت فوقها...وبحركة سريعة بدلوا أماكنهم وصارت زين فوق سارة...
وبكل حركة..أجسامهم بتطلع وبتنزل. .صوت انينهم الهادي. ..وولعة قلوبهم وشغفهم ببعض...
لحد م وصلوا لمرحلة الذروة..تعالت أصواتهم سوا بكل ثانية بتمر...لحد م ارتاحوا...
تمددت زين بجسدها العاري جنب جسد سارة..وحطت رأسها ع صدر سارة...شغلت سارة سيجارة وزين ما زالت بحضن سارة...
أخيرا علقت زين بحب أنفاسها ما زالت بتهدا. .
ابتسمت سارة وكملت سيجارتها
سارة
*عيوني!!
-بحبك
*بعرف..
وغطوا بنوم عميق سوا....
.........
المسا اجتمعت سارة مع سامي وخليل
كانت خدعة مرتبة علق خليل
بعرف ردت سارة بنبرة لعوبة
بس الحمد لله خلصنا حكا سامي
*اه الحمد لله ردت سارة
هلأ شو رح تعملي؟؟! سألها سامي
-هلأ! ولا شي...خلص انتهينا ...من وقت الانقلاب لهاي اللحظة ....بدي هلأ اعمل لم شمل..نقعد سوا فترة وبعدين كل واحد بيرجع بعيش حياته عادي...
بس أهم شي انه كل شي طبيعي..
*أهم شي
........تمددت زين على السرير..واستنت سارة تقرب ت تشدها...لكن سارة كانت واقفة قدام الشباك وسرحانة بالشط
بيبي
لكن سارة ما ردت..كانت شاردة لدرجة أنها تناست كل شي حوليها. .تأفأفت زين وفردت ذراعيها عالسرير وانتظرت
واخدت سارة وقتها...ايدها الشمال بجيبها والتانية ماسكة فيها كاسة قهوة...
السما مليانة نجوم..هوا الشط منعش .
التفتت سارة لزين وابتسمت وقت شافتها نايمة. .تركت القهوة وشغلت سيجارة وكملت شرود بالشباك...
وتذكرت السنتين..كيف كانت عايشتهم بعيدا عن زين وأولادها....
كلهم يحملوا ذكريات متشابهة لذكرياتهم اللي اختفت..اللي كانت عن موت سارة..وتبدلت لذكريات قريبة منها لكن محورها عن غياب سارة سنتين للشغل.
لكن...سارة الوحيدة اللي حاملة الذكريات.هاي...
........
الصبح اجتمعوا كلهم بمنزل سارة القريب من الشاطئ..
حضروا سوا الفطور وافطروا مع بعض...
زين وسارة وعز الصغير...كنعان وبنته سار...قيصر وكاتي..وفارس ومازن وسيف..وسامي وخليل...
.....
الإبتسامة ع وجوههم...كاتي بحضن سارة عم بتطعميها..وكاتي عم تلعب بشعر سارة...
كانت أسعد أيامها...وأخيرا اجتمعت معهم...بس كان ناقص اخوانها وعز الكبير....
ابتسمت سارة مجددا ع ابتسامة زين القريبة منها..
وفكرت اديش عانت عشان هاي اللحظة..
همس كنعان بعقله ووصل لسارة
هاي هي المرحلة الاخيرة؟؟!
-هاي هي يا كنعان
*هلأ شو يا سارة؟
-ولا شي..هلأ بنعيش حياتنا بشكل طبيعي يا.كنعانأبتسم كنعان لسارة...ضمت سارة كاتي لحضنها أكتر وتأملت عيون زين باللحظة نفسها اللي مسك فيهت قيصر ايد أمه سارة....
.................................
هذا الشعور مؤلم أن تعيش مع نفسك لمدة طويلة...
تعيش فيها عند النافذة تتأمل قدوم تلك اللحظة ..قدوم تلك المركبة التي تحمل جميع من تريد فيها...
لكن....الانتظار يعني أن تمضي وحدك في طريق طويل. ...لكن...نهايته ما تريد.
.......
انتهت
أنت تقرأ
وريث الزعيم
Romanceلم تنتهي حكاية سارة تركي القصير الوريث... ما زالت ذكراها تصدح في كل الأمكنة... كلنا ما زلنا نشعر بالعجز بعدها.. رحيلها كان أشبه ببتر ذراع وارواحنا