_ الفصل الثالث _

20.4K 475 5
                                    

هب واقفاً من فِراشه فوراً وتخبأ خلف الباب قام ذلك الرجل بفتح الباب والقى نظرة فى الغرفة بأكملها وعندما لم يجده فى فراشه تأكد مما يَحول فى عقله فأغلق الباب وقاد خطواته نحو مكتبه ، فتح هو الباب واتجه خلفه بخطواط بطيئة جدا من دون ان يحدث اى صوت وجده دلف الى مكتبه وبدأ يعبث فى ادراجه وكأنه يبحث عن شئ ما .. تسلل من خلفه من دون ان يشعر ومن دون سابق انذار امسك برأسه وبحركة ماهرة منه ادار رأسه للجانب بقوة فسقط فوراً على الارض ، حدجه بنظرات نارية ثم انحنى وازاح ذلك الشئ الذى يغطى بهِ وجهه فوجده رجل ما لا يعرفه .. القى بعض السباب عليه فى خفوت وصاح بصوت هز أركان المنزل بأكمله منادياً على الحرث ، فأتى اليه الرجال راكضين و تمتم احدهم لاهثاً : 

_ نعم يامصعب بيه

كان قد استيقظ كل من فى المنزل أثر صياحه وهبطوا له فأصابت رؤية الفزع عندما رأت ذلك الرجل الملقى على الارض وقسمات وجه زوجها ! ...........

صرخ بهم مصعب فى صوت مرعب :
_ ده دخل ازاى البيت !

هتف احدهم فى خوف جلى :
_ انا عينى غفيت دقايق ياباشا والله

أزداد صياحه اكثر وهو يصيح بهم :
_ ايه انتو الاتنين عينكم غفيت !!

اجاب الثانى فى صوت مرتبك وخائف :
_ لا ياباشا انا كنت صاحى بس كنت فى الحمام ومعرفش اصلا ده ازاى دخل

صرخ بهم بصوت جعل اعضائهم ترتجف :
_ قسماً برب العزة لو اللى حصل ده اتكرر تانى لتشوفو منى الوش التانى وانتو عارفينه ، عينكم متغفلش لحظة وحدة والا سعتها هتكونوا زى ال**** ده مرمين على الارض .. خدوه يلا وحاولوا تفوقه واول مايفوق هتوه عندى وعلى الله يفلت منكم

تمتم ليث بصوت صارم :
_ سمعتوا قال ايه يلا خدوه واطلعوا بره

أوما رأسهم لهم فى خوف جلى وفعلوا ما امرهم به وانصرفوا ثم نظر ليث الى زوجته ورؤية أشار لهم بعينه بالرحيل .. فأستدارت بتول وهمت بسِحب رؤية معها ولكنها أبت ، بقيت واقفة وهى تعقد ذراعيها امام صدرها وتهتف فى إصرار :
_ انا مش همشى غير لما اعرف فى ايه بظبط وايه بيحصل ؟!

رمقها بنظرة لا توصف وغمغم بخفوت مرعب وكأنه هدؤء ما قبل العاصفة :
_ اطلعى فوق !

هتفت بعناد شديد فى غضب :
_ مش هطلع يامصعب غير لما تقولى كل حاجة وايه اللى بيحصل

تقدم نحوها فى نظرات جعلتها ترتعد قليلاً وقبض على ذراعها ثم غمغم بنفس نبرته ولكن كانت تلك المرة تحمل التحذير :
_ اخر مرة هقولها اطلعى فوق يارؤية !

تحدّت خوفها منه وهتفت فى إصرار بالغ وهى تحدق بعينه مهيئة له عدم الخوف منه :
_ مش هطلع واعلى ما فى خيلك اركبه !

أثارت بركانه الذى يحاول السيطرة عليه وأصبح كالوحش الكاسر امامها رفع يده وهم بصفعها ولكن وجد ليث يقبض على يده وهو يصيح به فى غضب :
_ ايه انت اتجنيت ولا ايه !! .. فى ايه مالك يامصعب

(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن