_ الفصل التاسع عشر _

15.3K 386 3
                                    

صمتت قليلاً محاوِلة تذكر أين سمعت ذلك الاسم .. نعم لقد سمعته عندما كان يتحدث اليها صباح الامس ، اجابتها بهدوء فى أقتضاب :
_ اهاا اهلا ياريم .. خير موضوع ايه ده

ريم بصوتً خاشع :
_ انا شغالة مع مصعب بيه من حياة فؤاد بيه الله يرحمه فؤاد بيه هو اللى وفظفنى وبعد ما اتوفى فضلت شغالة برضوا ومصعب بيه كان بيرفض انه يجيب اى سكارتيرة غيرى ليه فـ بصراحة هو ليه فضل عليا جداً عمرى ما شوفت منه تصرف مش كويس ليا او عاملنى معاملة وحشة ولما عرفت بالموضوع اللى بينكم واللى كانت السبب فيه نور مقدرتش اقعد ساكتة وحبيت اوفى حاجة بسيطة من جمايله عليا

كانت تحدق بها فى إنصات شديد حتى أخرجت لها هاتفها وتمتمت قائلة :
_ دى كامِيرات المكتب بتاع مصعب بيه انا اخدت الفُديوهات حطيتها عندى اتفرجى عليهم علشان تثبتلك إن مفيش حاجة ودى كانت لعبة من نور

تناولت من يدها الهاتف فى نظرات دقيقة وبدأت بمشاهِدة الفُديوهات ... رأت كيف تصنعت الدوار وأنه قام بسندها بحُسن نية وكيف أنها سقطت على الاريكة وجذبته إليها لتقبض على شفتيه ... رأت ايضا مُقابلته معها صباح الامس وعلمت لماذا كان يتحدث الى ريم ، لوهلة شعرت بغبائها المُتناهى انها صدقت بسهولة ما رأته أين كان عقلها طوال تلك الايام .. الغيرة أعمتها لدرجة انها كانت لا تتذكر شئ سوىَ ما رأته والشّيطان تولى مُهتمه فى جعل الشك يسّكن بداخلها وفسد علاقتها مع زوجها

هتفت ريم مُبتسمة :
_ يارب تكونى فهمتى كُل حاجة .. على العموم ياريت تدى الملف ده لمصعب بيه وقوليله ده ملف الصفقة الجديدة اللى عايز امضته ، عن أذنك

أومات رأسها لها بدون وعى وكأنها داخل صدمة قوية لا تستطيع التكلم ثُمَ تمتمت بخفوت :
_ مع السلامة

أستدرات وصعدت الى غرفتها وجدته مازال نائم ، هطلّت عبراتها على وجنتها بغزارة ، حاول أكثر من مرة أن يقنعها بأنه لم يخونها لم يقترب من إى حواء سواها ولكنها كانت لا تسمع ولا ترى شئ سوىَ نفسها ، نعم انه مُحق ربما يكون هو حُبه لها اقوى من حُبها له ، كيف كانت تُلقنِه بكلماتها الجارحة الان تذكرت وأنتبهت لنبرة صوته المُتألمة التى تخنقها العبرات المحبوسة بداخله عندما كان يتحدث إليها ، اجهشت فى البكاء بشدة فوضعت يدها على فمها لكى لا تُصدر صوتاً وتُوقظه .. أقتربت منه بخطواط مُتعسرة ثُمّ تمددت بجوراه على الفراش نظرت له فشعرت بأنها تود معانقته ، تود النوم بين احضانه التى أشتاقت له .. أقتربت منه ووضعت رأسها على صدره وهى تعانقه ببكاء صامت ، جال بخاطرها كلماته لها " فسرتى تغيرى معاكى وحبى ليكى ورغبتى فى إنى عايز اعوضك عن كُل حاجة ، معاملتى وحنانى معاكى والرومانسية اللى اصلاً مكنش اعرف ازاى بتبقى وبالرغم من كده بقيت بحاول على قد ما اقدر علشان أسعدك وفى الاخر خليتى كُل ده كدبة انا كنت بوهمك بيها " " هى حاجة وحدة هقولهالك يارؤية عايزة تصدقينى تمام مش عايزة ده اختيارك ... من اول يوم بقيتى فيه على ذمتى ملمستش وحدة غيرك بأختصار علشان مفيش لا قبلك ولا بعدك "

(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن