_ الفصل العاشر _

16K 394 4
                                    

فتح ذلك الظرف فوجد بهِ صور ما اخرجها وبدأ يقلب بها فى نظرات نارية ، مُرعبة !! ... حيث كان يحتوى على صور خليعة لحياة برفقة " سامح " ... أصبحت عيناه مخيفة بعض الشئ ثُمَ قذف تلك الصور على سطح المكتب وأمسك بهاتفه واجرى إتصال بها ... بعد ثوانى قليلة اجابته قائلة فى هدوء : 

_ ايوة يامصعب اخبارك ايه ؟

تمتم بصوت مُقلق ولهجة أمر :
_ تعالى دلوقتى حالاً عندى على البيت

غمغمت فى إستغراب بنبرة قلقة :
_ ليه يامصعب خير فى ايه !!!؟

صاح بها بصوت جعلها تكتم أنفاسها فوراً فى رعب :
_ من غير ليه نص ساعة والاقيكى قدامى فاهمة

اجابت بإيجاب فى خوف بسيط :
_ حاضر

القى بهاتفه على الاريكة وجلس عليها وهو يفرد ذراعيه على اعلى حافتها وهو يصدر زفيراً حارقاً ... دلفت رؤية إليه فقطبّت حاجبيها عندما رأته هكذا وتمتمت بتعجب وهى تدور بنظرها بالغُرفة :
_ انا عملت الفطار يامصعب مش هتفطر !

اجابها فى حدة :
_ مش هاكل يارؤية روحى كلى انتى

اطالت النظر إليه فى ريبة فأقتربت منه قليلاً وهى تهمس بخفوت :
_ فى ايه مالك ياحبيبى !!

لم يجيبها قط بل ظل محدق فى الحائط امامه بنظرات مُلتهبة تكاد تحّرقها !! ... وقع نظرها على تلك الصورة المَلّقية على الأرض فسارت نحوها وانحنت للامام لكى تلتّقطها ..ووقعت بدورها عليها الصدمة عندما رأتها ، رمقته فى ذهول وهى تهتف قائلة بعدم إستيعاب :
_ ده مش سامح يامصعب !

كان مُلتزم الصمت التام وكأنه يحافظ على شحنة الغضب المّكتظة بداخله لكى يخرجها بأخته عند مجيّئها .... صاحت بهِ فى غضب عارم :
_ ايه انت مصدق الصور دى على اختك

هب واقفاً وهو يصيح بها بنبرة مُرعبة :
_ لا طبعا مش مصدق بس عايز اشوف ردة فعل الهانم ايه مش يمكن يطلع صح .. ماهى كانت تعرفه ولحقتها منه على أخر لحظة !!

ألتزمت الصمت هى الاخيرة مُفضلة عدم الحديث الا عندما تأتى حياة ويَرو " ردة فعلها " كما يقول ..............

***
نهضت هى من نومها ، حولت نظره بجانبها فلم تجده نهضت من فراشها وهى تتمطع بذراعيها وتصدر تثاوباً .... دلفت الى المِرحاض وأخذت حماماً دافئ ثُمّ خرجت وبدأت بتسريح شعرها امام المرأة وهى تتذكر ماحدث معهم أمس فظهر العبوس على محياها ، كان عليها اخباره حتىَ لا تعرض نفسها لذلك الوضع .. انتهت من تسريح شعرها ورفعته لاعلى مثبتة أياه ، حيثُ كانت ترتدى شبّه منامة قطنية تصل الى ركبتيها بحملات ولا تظهر سوى جزء صغير جداً من صدرها ...... غاردت الغرفة فوجدته يمدد جسده الصلب على الاريكة الصغيرة بعض الشئ ، راق قلبها له وأتجهت نحوه وهى تهز كتفه بهدوء قائلة بخفوت هادئ :
_ طارق ، طارق !

(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن