_ الفصل الثانى عشر _

16.3K 419 3
                                    

فجاة وجدّت جميع الانوار انطفأت ووجدّت نفسها فى ظلام دامس صاحت بهلع قائلة :
_ مصعب .. مصعب !!

وجدّت يد توضع على فمها لتكّتم أنفاسها وهو يهتف قائلاً :
_ هشششش فى ايه انا جنبك اهو

مدت يدها لتّلمس وجهه وجسده وتتأكد من وجوده ثُمَ همّست فى نظرات مرتعدة :
_ هى الكهربا قطعت ولا ايه !!

مصعب فى إستخفاف :
_ كهربا ايه اللى تقطع فى مكان زى ده يارؤية وحتى لو قطعت فى حاجة اسمها مولدات كهرباء

تابعت بنفس نبرتها وهى تتشبت بذراعه قائلة فى خوف :
_ امال مش شغال ليه انا خايفة مش شايفة اى حاجة يامصعب !

اجابها مُبتسماً :
_ انا قولتله يطفيه هيشغل ضوء حلو اهدى

وقاد عادت الاضواء مُجدداً لتُنيره بضوء خافت ورومانسى يبّعث الراحة والسكينة فى نفس اى بشر ومعه موسيقى هادئة وصوتها منخفض بعض الشئ.. نظرت له وهمست فى إبتسامة مداعبة :
_ انا كده هنام !!

تمتم شبّه ضاحكاً :
_ لا متقلقيش

ثُمّ نظر الى الرجل " صاحب " ذلك المكان والمُشرف على كُل شئ وأشار له برأسه ناحية الباب بمعنى "أذهب انتَ " ...!!

أنصرّف هو واغلق الباب الزُجاجى خلفه بحِذر فتوجهَ وجلسَ على الطاولة المُجهزة خصيصاً لهم وكانت تتوسط فى النصف يوجد بها مقعدين امام بعضهما .. والفراش المزينة بهِ فراش حريرى من نفس لون رداءها ..!! ، ويوضع فوقها بعض الزهور البيضاء تشبّه الزهور المُتفتحة مع شروق الشمس !! ، كانت تحمّلق بكُل جزء بــ المكان بذهول وإعجاب جلى ، ثُمّ حولّت نظرها له وتمتمت وهى مازالت على حالتها فى " ذهول " :
_ انت اللى عملت كُل ده يامصعب !؟

تمتم مُبتسماً إبتسامة رجولية جذابة :
_ اكيد لا انتى عارفة مليش فى الحجات دى ومبفهمش فيها انا خليت ليث هو اللى يهتم بموضوع تزّين المكان دى ، لكن الفكرة والمكان والاشراف العام كان منى طبعا

كانت إبتسامتها البسيطة تنم عن سعادتها البالغة وهى تهمس قائلة فى خفوت :
_ مكنتش متوقعة انك رومانسى كده !!

اعتدل فى جلسته وهى يتكئ بساعديه على سطح الطاولة امامها هاتفاً بهدوء تام :
_ اعتبريه تعويض عن فرحك اللى معملتهوش ليكى.. !

تمتمت فى إبتسامة انوثية رقيقة :
_ بس انت ايه اللى غيرك كده يامصعب انا حاسة نفسى قاعدة مع واحد معرفهوش !!!

لاحت إبتسامة هادئة على شفتيه ثُمَ همس بصوتٍ حانى :
_ عايز اعوضك يارؤية عن السنتين اللى عشتيهم معايا استحملتينى كتير فى كُل اوقاتى استحملتى معاملتى ليكى اللى مفيش ست تقبلها على نفسها ، استحملتى عصبيتى اللى حتى الان انا مازالت بيها .. مفيهاش حاجة بقى لو حاولت ارُدّ ولو جزء صغير من الجميل ده .. !!

(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن