_ الفصل التاسع _

17.3K 418 3
                                    

دار القتال بينهم حتى أستطاع ذلك الرجل أن يطعنه بخنجره .. اصدر شهقة شبّه مُرتفعة ووضع يده على موضع الجرح بتألم ومن ثُمّ رمقه بنظرة نارية مُرعبة .. وجد عصا ضخمة ملقية على الارض فأمسك بها بسرعة وأصابه بها على رأسه بقوة جعلت دماء رأسه تنساب فوراً ويخر على الارض صريعاً .. خشى أن يكون قد مات !! .. انحنى إليه ووضع يده فى منطقة معينة على عنقه وأقاس نبضه فوجد نبضه لم يتوقف بعدّ ، حمد ربه وتحامل على نفسه وخرج من ذلك المكان المشئوم ، لاحت نظراته على أحد السيارات المُرتصة امام ذلك المخزن فهرول نحوها وهو يصدر انيناً داخلى من الالم ... استقل بالسيارة ولحسن الحظ انه وجد باب السيارة مفتوح و مفاتيح تلك السيارة موجودة بها يبدو كأن السائق قد نساها ، انطلق بها كالبرق عائداً الى المنزل ، كان يقود السيارة بيدٍ والاخرى يضعها على جرحه وهو يصدر تأوها من الالم ويرفع يده امام وجهه ليرى الدماء الذى لطخت قميصه الابيض ويديه كذلك !! .................

اخيراً الى منزله ترجل من السيارة بصعوبة وقد بدأ يشعر بدوار رأسه وكأن الاشياء تتراقص من حوله .. قاد خطواته المُتعثرة الى بوابة الڤيلا ولكنه لم يستطيع الصمود اكثر من ذلك فقد سقط فاقداً الوعى امام بوابة الڤيلا وسّط صيحات الحراس وهم يركضون نحوه ويجثون على ركبتيهم امامه قائل احدهم بهلع :
_ ليث بيه .. ليث بيه رد علينا

كان مغيب تماماً عن العالم من حوله كأنه شخص ميت .. صاح احدهم منادياً على مؤيد الذى مازال فى المنزل منتظر عودة كُلً من مصعب وفهد على أحر من الجمر :
_ يامؤيد بيه .. يامؤيد بييييه !

أتى إليهم بعد لحظات طويلة وهو يهتف قائلاً بغضب ظاهر :
_ خير فى ايه !

بمجرد ما رأى ليث الساقط على الارض ودماءه تملء المكان من حوله ، ركض نحوه وصاح قائلاً بهم فى صياح هادر :
_ حصل ايه !!

اجابه احدهم بإرتعاد :
_ منعرفش يابيه هو نزل من العربية دى واول ما وصل على البوابة وقع كده وهو غرقان فى دمه

صاح قائلاً بهم فى فزع وهو يجاهد فى حمله :
_ واحد فيكم يساعدنى اركبه العربية اخلصوا بدل ما انتو واقفين كده !!

هرول نحوه احدهم وساعده فى وضعه بالسيارة ، فأستقل هو بالمقعد الامامى للسيارة وانطلق بها كالبرق بعد أن غادر بوابة الڤيلا ! .........

***
ترجل من سيارته مسرعاً تبعه فهد .. حتى دلفا الى ذلك المنزل الصغير المُنعزل تماماً عن العامة .. دفع الباب بقدمه بقوة فدلف الى الداخل وجده يجلس على احد المقاعد واضعاً ساقً فوق الاخرى مُنتظر قدوم صفا ، رمقه كُلً من مصعب وفهد بنظرات أسد جائع يود إفتراس فريسته دون رحمة ... كان اول من يتقدم نحوه هو فهد وهو يحدجه بنظرات متوعدة ، اخرج هو سلاحه من بنطاله ووجّههُ فى وجهم وهو يصيح قائلاً :
_ اللى هيقرب منى هيخسر روحه

(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن