_ الفصل الثالث عشر _

16.3K 376 5
                                    

استيقظت فى صباح يوم جديد نظرت بجانبها فلم تجد زوجها بجوراها تأففت بضيق ثُمَ نهضت بعد أن ظنت انه ذهب الى عمله ... وقفت على شُرفة الغرفة فوجدته يقف ويقوم بروى الاشجار والورود إبتسمت بدفئ ، ولكنها دققت النظر فرأت " ثُعبان " يزحف من خلفه متوجهاً نحوه كالاسد عندما يتربص لفريسته بل لم تكن " ثُعبان " عادية بل هى " أفعى أفعى كبرى " منظؤه مُرعب ومهول فــ إن أنقشت على زوجها فستبلعه لا محال !!! .... صرخت بقوة وهى تصيح قائلة بهلع ونبرة مزعورة :
_ مصعب ... مصعب أبعد

عندما وجدّته لا يسمعها قطْ ركضت تاركة الغرفة وهى تهبط الدرج مهرولة حتىَ وصلت الى الباب قامت بفتِحه بعنف .. تصلبت مكانها عندما لم تجده مُطلقاً لم تجد سوى تلك الافعى التى تحوم حول المنزل كأنها تبحث عن شخص أخر لالتهامه !! .......................

وثبت هى من نومها جالسة وهى تصرخ بهلع قائلة :
_ مصعب !!

نهض هو مفّزوعاً على أثر صرختها وأضاء الضوء ثُمَ نظر لها وتمتم بنبرة مزعورة :
_ ايه يارؤية مالك انا جنبك اهو !

نظرت له ثُمّ تأففت بأرتياح وقامت بوضع كفّها على قلبها وهى تتمتم مُرددة بصوتٍ مُرتجف :
_ بسّم الله الرحمن الرحيم .... أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم

ملس على شعرها بحنو وهو يهمس فى خفوت تام :
_ اهدى اهدى .. هو كابوس وحش اوى كده ؟

أومات برأسها فى إيجاب وهى تتمتم بشفتان مُرتجفتان :
_ افعى يامصعب ومش اى افعى لا كبرى وشكلها مُرعب مش قادرة اشيلها من دماغى وكُل ما افتكر منظرها جمسى يقشعر

ضمها الى صدره وهو يُمرر يده على ظهرهها قائلاً بهدوء :
_ طيب اهدى كده خلاص واستعيذى بالله من الشّيطان الرجيم

كان يسمع صوت همساتها مُرددة اسم الله وهى تستغفره وتستعيذ بالله من الشّيطان الرجيم .. حتىَ سمعا صوت أذان الفجر يرتفع فى المساجد ليصل الى كُل منزل ، أخذت تردد وراء الاذان حتىَ انتهى وأبتعدت عنه وهى تتمتم فى هدوء :
_ انا هقوم اتوضى واصلى .. مش هتصلى ؟!

اجابها بهدوء مماثل لها بإبتسامة خافتة :
_ قومى اتوضى وانا هتوضى بعدك

لاحت إبتسامة رقيقة على ثغرّها وهى تتمتم بتمِنى :
_ ربنا يهديك ياحبيبى دايما كده

بادلها الإبتسامة الدافئة فنهضت هى من الفراش واتجهت نحو المِرحاض لتتوضأ وتؤدى صلاتها وكذلك هو ..!!!

***
انهى مكالمته الهاتفية ثُمَ ووضع الهاتف على المنضدة بجوراه فوجدّها تدلف الغُرفة وتقترب منه ، حتىَ جلست بجوراه وتمتمت فى نبرة مُهتمة :
_ بقيت كويس ياطارق

اجابها بإبتسامة هادئة :
_ الحمدلله ياحبيبتى ، ربنا يخليكى ليا

إبتسمت له برقة فهتف هو فى أعين باحثة :
_ أريج ومالك نايمين ولا ايه ؟!!

(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن