_ الفصل الواحد والعشرون _ الأخـــــــيــــــــــر _

24.6K 662 52
                                    

غربت الشمس وحل الظلام معه ضوء القمر والنجوم الساهرة فى السماء .. كانت الساعة تُقارب الثانية بعد منتصف الليل ، عاد الى المنزل وصعد الدرج مُتجهاً نحو غرفته بخطواط واثبة حتى وصل لها فتح الباب ودلف الى الداخل وأذا به تصلب مكانه عندما رأها كانت تقف فى إنتظاره كالحورية الفاتنة ، بطِلّة مُبهرة لم تختلف كثيراً عن تلك الطلّة السابقة التى جعلته يفقد عقله بها ! .. كان يقف ثابتاً يحاول قدر الامكان أن لا يُظهر امامها إعجابه بها فهتف بعدم مُبالاة مُزيفة :
_ ايه ده !؟

أقترب منه بخطواط رقيقة حتىَ تمتمت بصوت انوثى :
_ انت شايف ايه !

بتصنع الجفاء هتف :
_ انا شايف انه ملوش لزمة اللى انتى عملاه ده

أقتربت منه أكثر وأطرقت رأسها مُتمتمة بأسف فى حُزن :
_ انا اسفة سامحنى

اجابها بغضب بسيط :
_ اسامحك على انهى وحدة على شكك فيا واتهامك انى بخونك ولا على كلامك الجارح ولا على تغيرى وحبى ليكى اللى فسرتيه بأنى عايز اخبى خيانتى عنك ولا لما عرفتى الحقيقة حتى ماهان عليكى تاجى تعتذرى منى لا كملتى وبتمثلى عليا انك لسا عايزة الطلاق قولتلك انى بدأت فى اجراءات الطلاق على امل انى اسمع منك كلِمة مش عايزة اطلق يامصعب بردوا عاندتى قوليلى على انهى وحدة اسامحك !!

فاضت عيناها بالعبرات الحارقة ثُمَ همست بصوت مبحوح :
_ عارفة انى غلطانة والله بس انت ليه مش مقدر موقفى يامصعب المنظر مكنش سهل عليا والشّيطان قعد يلعب فى دماغى لغاية ماخلانى مش شايفة حاجة قدامى انا كُنت بحس انى لما كُنت بقولك كده إن انا مش فى وعى ولما عرفت الحقيقة كُنت ناوية أعتذر منك بس انت عصبتنى بطريقتك وتجاهلك ليا

مصعب بضيق :
_ انتى اثبتيلى انك معندكيش ادنى ثقة لا فى حبى ليكى ولا فيا

كانت مازالت تُطرق وعبراتها تنهمر على وجنتيها فى حرقة وهى تُمتم :
_ انت لو كُنت مكانى كُنت هتعرف إن ده مش بأيدى ، انا لما بقعد وافكر فى الكلام اللى قولته بقول انا قولت كده ازاى !! .. سامحنى يامصعب انا سامحتك على حجات كتيرة عملتها معايا لما غلطت مرة مش عايز تسامحنى !

رق قلبُه لها ولم يستطيع رؤيتها وهى مطرقة امامه حزينة وسط عِبراتها فضمها الى صدره وهو يُلمس على شعرها هاتفاً بحنو :
_ طيب خلاص بطلى عياط

توقفت عن البكاء بين احضانه ثُمّ أبتعدت عنه وتمتمت بأعين دامعة :
_ يعنى سامحتنى خلاص !

بإبتسامة ناعمة غمغم :
_ طبعاً هو انا اقدر ، اعمل ايه فى قلبى الطيب ده بس

عانقته بشدة وهى تلف ذراعيها حول عنقه مُتمتمة بسعادة ولكن صوتها مازال مبحوح من أثر البكاء :
_ ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك ... بحبك اوى

ثُمَ أبتعدت عنه وهى تتمتم قائلة برقة :
_ ميغركش عنادى معاك ومناكفتى فيك .. اللى يحبك يناكف فيك !!

🎉 لقد انتهيت من قراءة (( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمود 🎉
(( جموح أسد )) ج2 من انقضاض الاسود بقلم ندى محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن