الفصل الثالث والعشرون
دخل يوسف مكتب أبيه مطرقًا وقال:- حضرتك بعتلى يا بابا؟
نظر له والده فى حدة وهو يقول:
- أنت أيه اللى جابك الشركة النهاردة؟
نظر له يوسف بدهشة قائلاً:
- جاى اشوف شغلى
نهض والده وقال بلهجة صارمة:
- ملكش شغل عندى
ثم تابع بنفس نبرته الحادة:
- تروح دلوقتى تلم حاجتك من مكتبك وتروح بيتكوا ولا تشوفلك مصيبة تانية تروحها
شعر بغصة فى حلقة وهو يقول بخفوت:
- يعنى أيه ؟
قال حسين بنفس النبرة الجامدة :
- زى ما سمعت.. مشوفش وشك فى الشركة تانى وكفاية انى مطردتكش من البيت.. واسمع مش عايز اشوف خيالك فى البيت طول مانا هناك .. تغور فى أى حتة من قدامى .. فاهم ولا مش فاهم
********************
خرج يوسف من مكتب والده والدنيا تميد به, لماذا لم يدافع عن نفسه ولو بكلمة واحدة! .. لماذا لايعطيه فرصة ليتحدث , لماذا لا يتكلم معه ليعرف لماذا فعل ذلك؟
أستقل سيارته وقاداها بلا هدف حتى وجد نفسه يمر بكورنيش النيل, ركن سيارته جانبا وترجل منها, وقف أمام سور الكورنيش ينظر إلى الماء فى وجوم, يتذكر الليلة المشؤمة
, تذكر عندما قاد سيارته مراقبًا لسيارة سلمى, ظل خلفها متابعًا لها بتركيز والغيرة تفتك بقلبه , وبدون سابق أنذار توقفت سلمى تحت أحدى البنايات , خرجت سلمى من سيارتها ثم الرجلين , وقفا يتحدثان قليلاً ثم صعد الرجلين لفترة من الزمن قصيرة وهبطا إليها مرة أخرى, ثم خرجت مريم من السيارة وصعدت معهما هى وسلمى , توجه إلى حارس العقار وتحجج بأنه يسأل عن شقة مفروشة خالية فى البناية فقال له الحارس بتأفف :
- بلا مفروش بلا قرف
ثم أشار إلى سيارة سلمى قائلاً:
- آدى اللى بناخده من المفروش بلا هم.. بنات عايزة قطم رقبتها ملهمش أهل يلموهم
توقفت ذكرياته عند هذه النقطة عندما شعر بألم شديد فى عضلات قلبه, عاد إلى السيارة وقادها مرة أخرى عائدًا إلى المنزل, بمجرد أن دخل من بوابة المنزل الداخلية تفاجأ بخروج فرحة ومريم من المصعد وما أن رأته فرحة حتى تعلقت فى ذراعه قائلة:
- جيت فى وقتك يا اخويا يا حبيبى
ثم طبعت قبلة على كتفه تداعبه وقالت:
أنت تقرأ
إغتصاب ولكن تحت سقف واحد
Roman d'amourإغتصاب ولكن تحت سقف واحد نبذة عن الكاتبة دعاء عبد الرحمن كاتبة مصرية شابة من مواليد الجيزة حاصلة على بكالريوس ادارة اعمال ودبلومه من المعهد العالى للدراسات الاسلاميه