الفصل الأخير

123K 3.8K 483
                                    

الفصل الأخير

أ

لتف الجميع حول فراش يوسف فى غرفته بداخل المشفى وهم يستمعون إلى الطبيب الذى يتكلم بابتسامة مطمئنة:

- الحمد لله .. الجرح مكنش عميق بدرجة خطيرة .. مش محتاجين العناية المركزة

فتح يوسف عينيه بضعف , كانت الصورة مشوشة أمامه غير واضحة المعالم بعد وبعد دقائق استطاع الكلام بوهن فقال وكأنه يهزى:

- مريم.. أنتِ هنا؟

أقتربت منه وربتت على كفه بهدوء قائلة بخفوت:

- حمد لله على السلامة

حاول أن يستوضح ملامحها بصعوبة وأعاد سؤاله مرة أخرى:

- حصلك حاجة؟

قالت بصوت مبحوح:

- الحمد لله انا كويسة.. المهم انت

أبتسم بضعف وهو يغمض عينيه بألم فأقبلت والدته فى لهفة وهى تقبل رأسه وتقول :

- ألف حمد لله على سلامتك يابنى .. أنا مش عارفة ده كان مستخبلنا فين

بدأت الصورة تتضح أمام عينيه وهو ينظر لوالدته وقال بضعف يحاول أن يداعبها:

- كان مستخبلنا فى الجراج

قالت فرحة التى تجلس عند قدمه على طرف الفراش:

- انت فيك حيل تهزر يا أخى موتنا من الخوف عليك

تابع عبد الرحمن قائلا:

- ياستى سبيه يهزر الحمد لله انه كويس

بحث يوسف عن وجه أبيه بين الوجوه الدامعة :

- فوجده مصوباً بصره إليه بلهفة وابتسامة حزينة , تعلقت أنظارهما ببعضهما البعض ,شعر يوسف أنه أحب تلك الطعنة لما رآه أخيرًا من عطف أبيه الذى كان يفتقده, فلقد كانت لها الفضل عليه أن يسترجع نظرة حنان فى عينيى أبيه , كان ينظر إلى عينيه ينتظر كلماته الحنونة,  لم يبخل عليه والده ولم يجعله ينتظر قليلا  فقال:

- حمد لله على سلامتك يابنى

تنهد يوسف بارتياح وقال وهو ينظر إليه بحب:

- الله يسلمك يا بابا

قبض على كف مريم بوهن وهو يوجه حديثه لعبد الرحمن:

- وليد هو اللى عمل كده صح؟

قالت فرحة على الفور:

- والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والأسانسير وقع بيه

أتسعت عيناه بذهول وقال بدهشة كبيرة:

- أيه ... أسانسير أيه.. وحصله أيه؟!

إغتصاب ولكن تحت سقف واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن