الفصل التاسع عشر

62K 1.9K 16
                                    

الفصل التاسع عشر

صعدت الفتاتان كل منهما إلى حجرتها فى الفندق بينما ذهب عبد الرحمن وايهاب لصلاة العشاء, دخلت ايمان غرفتها , توضأت لصلاة العشاء واختارت جانبا بعيدا نسبيا فى غرفتها ووقفت للصلاة , وعند أول سجدة انهار تماسكها بشكل كامل , ظلت تبكى وتبكى وتدعو الله عزوجل أن يصرف عنها الهم والحزن وأن يقذف حبها فى قلب زوجها , كانت تبكى وتدعو بمرارة كبيرة حتى انتهت من صلاتها وقامت لتصلى النوافل وأصابها ما أصابها مرة أخرى عند السجود , البكاء والألم.

 تذكرت ليلتها الماضية,  كيف كانت مثل أى عروس يكسوها الخجل والحياء , تحتاج إلى زوجها ليطمئنها, ولكنه تعامل مع خجلها منه بالعزوف عنها, هو فى الأصل لم يكن مقبلا عليها, لم يكن شغوفا بها مثل أى زوج ليلة الزفاف, بل كان الأمر وكأنه استغل حيائها ليبيت ليلته بعيدا عنها .

تذكرت كيف استيقظت باكرا لتوقظه بحجة الخروج مع ايهاب وفرحة, كانت تتصور أنه فعل ذلك بالأمس لإجهاده بسبب السفر وحفل الزفاف وسيتغير بمجرد أن ينام ويرتاح , ولكنها وجدت شيئا آخر , لم يستجيب لها ورد عليها قائلا:

- لما يجوا خارجين ابقى صحينى

أخذتها أفكارها وغفيت وهى ساجدة , دخل عبد الرحمن الحجرة بهدوء ووقع عليها نظره وهى ساجدة فى سكون , بدل ملابسه ودخل إلى فراشه , انتظرها ترفع من سجودها ولكنها لم تفعل , توقع أنها أخذتها غفوة فى سجودها , أقترب منها ليوقظها قائلا:

- إيمان ..إيمان أنتِ نايمة؟

أنتبهت من غفوتها ونهضت مستنده إلى ذراعه وقالت:

- أظاهر أنى نمت وانا ساجدة

عبد الرحمن:

- شكلك تعبان ..تعالى نامى فى سريرك

خلعت أسدال الصلاة واستلقت على الفراش ولم تغمض عينيها , نظر إليها قائلا:

- منمتيش ليه

نظرت إليه بانتباه وقالت:

- مش جايلى نوم

قال بجدية:

- لا لازم تنامى بدرى عندنا بكرة فسحة من أول اليوم وايهاب هيصحينا من الفجر.. تصبحى على خير...

 وأغمض عينيه لينام , نظرت إليه بذهول , لم تكن تتوقع ردًا كهذا , ألهذه الدرجة لديه عزوفا عنها , ألهذه الدرجة لا يحبها ولا يشعر أنها زوجته, لم يكن هناك إلا تفسيرًا واحدا لتصرفاته , لقد تزوجها رغما عنه, لقد أرغمه والده على الزواج منها , هو لا يريدها ,عندما وصلت لهذه النتيجة أغمضت عينيها بألم وقررت أن تزيل عنه الإحراج الذى وقع فيه , ستكون هى الرافضة له , وليس العكس , حفاظا على كرامتها

إغتصاب ولكن تحت سقف واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن