الفصل الثلاثون

75.2K 2.1K 58
                                    

الفصل الثلاثون

نهض يوسف مهزوماً أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال:

- ازاى تعمل كده.. ازاى تطلقها من غير ما تقولى

تابع يوسف بحزن شديد:

- هى اللى أصرت يا بابا.. كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء.. لو كنت قلت لاء كانت انهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت

زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول :

- أستغفر الله العظيم يارب ..كل ما احلها تتعقد

 ثم نظر إلى يوسف وتابع :

- وهنقول ايه للناس .. اخواتك واخواتها .. هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم .. كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة

نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه:

- صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى

أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا:

- الحمد لله ربنا ألهمنى الحل

ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده :

- أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى .. كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص

زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا:

- أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها

أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه , خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم.

طرق الباب ففتحت , لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما:

- مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم

أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت :

- اتفضلوا

جلس حسين وهو يقول :

- أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير ما ترجعيلى .. فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها

صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت:

- سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده

نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها:

- طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى

أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال:

- اللى عاوز يقول حاجة يقولها .. أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها

إغتصاب ولكن تحت سقف واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن