شابتر السابع والعشرين- ـ يّـوم واحدّ فقطّ-

2K 124 12
                                    

بّليلةّ ظلماءّ سّقط ثلّج فيهاّ بكثّرة كذلّك أبرّقت السّماءّ كّان هوّ يجلسّ فيّ أعلى تلكّ السّلالم الطّويلة غيرّ قاّدر على النـّوم و عينيهّ
ذاّت اللونّ الأخضرّ واسّعتينّ ذاتّ دّهشة لمّ يستطعّ إخفاّئهاّ بالّرغم منّ مرورّ أسبّوع ، فّلا يزالّ كلامّ جـدّه بيترّ يدّور فيّ رأسهّ
طّوال الوقتّ دونّ أنّ يتركّ الراحةّ تّطرقّ قّلبه و لاّ يزالّ غيرّ قّادر علىّ تصديّقه ليسحبّ منّ جيبّ سترتهّ الرسميةّ صّورة ماّ صّارت
ترافقّه يّومياّ ، نايتّ بالخامسةّ عشرّ من عمرهّ بجّانبه يجلسّ رجّل ماّ فيّ منتصفّ الثلاثينات على شّفتيه ابتسـّامة فّخر و اعتزاز
بينماّ نـظرّات نايتّ باّردة فّارغة لكنهاّ عمـّيقة و ذّات لمعـّة غـّريبة ، أفّعلا هـذاّ هوّ الفتى الذيّ عـّاش طفّولته معه ؟ بالكادّ يستطيعّ
معـّرفته الآنّ ، لاّ بلّ لطاّلما لمّ يستطعّ فهمّه
عنـدّما سّمع صّوت بـّوابة الإلكترونيةّ تفتحّ منـّبئةّ بّمجيء شّخصّ ماّ ، لحظاتّ حتىّ رأى نايتّ يتقدمّ بّخطواتّ سّاكنة لاّ صوتّ لهاّ فيّ
الظـّلام حينماّ لمحـّه كايّل ابتسمّ بكلّ تهكمّ دوماّ ماّ كانّ لتحّركاته نغمّة خاّصة مرفقّة بّصمت مخيفّ فقطـّع نايت طّريقه بهدوء لما وجـّه
نظراّته نحو كـّايل الجالسّ على غيرّ عّادته دونّ أنّ تكون إليزابيثّ من حـّوله فّكاد أن يستمرّ فيّ خـطّواته لولاّ أنّ كايلّ تحدثّ بّنبرة جافةّ
ـ أنتّ بالفـعلّ مخيف لاّ الأصحّ أنّ أقولّ عنكّ وحشّا
رمـّقه نايتّ بطرفّ عينهّ بدونّ مبالاّة ثمّ نزعّ ربطّة عنقّه التيّ تكادّ تخنقه و عـبرّ منّ جانبّ كايلّ غيرّ آبه لكّلماته حينّ تـّحدث الآخيرّ
مجدداّ بنبرةّ أشدّ جفوة
ـ حتىّ لو كنتّ تملكّ مبرراّ لكنّ ما فّعلته لا يغتفرّ،
توّقف نايتّ عن السيرّ لوهلة لمّ يعتدّ أنّ يهتم لكلماتّ آحد خصوصاّ كايلّ فكلّ حرفّ يتفوه به يكونّ لاستفزازهّ و إثّارة أعّصابه لذّلك أنّ
يقوم كايلّ بالثيران خلالّ هذّه الأيّام التيّ سوفّ يتمّ فيهاّ ترشيحّ الرجلّ المناسبّ لّأخذ منصبّ رئيسّ كلّ شركـّات لبيرّ في جميعّ أنحاء
العـّالم لذّلك لمّ يعر كلامه اهتماماّ عنـدّما سّارع كايلّ بّإمساك ذّراعه مانعاّ إياه من المرورّ فّإستدار نايت بكلّ كسّل نـّاحيته ، تحدثّ بّحدة
ـ ألاّ تشعرّ بشيءّ و أنـّا أهينكّ ؟ ألاّ تملك قّلباّ أمّ أن وضيفته معطّلة لدّيك ؟
نـظرّ إليه نايتّ بطرفّ عينه ليبتسمّ فجأة بّعدما عّلت ملامحّه صّفة التهكمّ و الاستهزاء ، وضّع إصّبعه علىّ قّلبه بّسخرية ثمّ عـّاد يّرفعه
إلىّ عـّقله مديراّ إياه فيّ شكلّ دائريّ دلاّلة على وصّفه لابن خاله بالمجنونّ حينهاّ شعـرّ كايلّ بالغضبّ العـّارم ينسابّ تدريجياّ إلىّ قلبه
، ما الشيءّ الجيدّ بكتلة الجليدّ هذه لتقعّ كل فتياتّ بّحبه ؟ عـدىّ مـظّهر و الوسّامة فّهو لاّ يملك شيئاّ ، زفرّ بكّره منّ برودة أعصابه
و قدّ أفحمته ثمّ قالّ
ـ إسمـعّ نايت أنـّا أكرهكّ لاّ بلّ منّ الأصّح القّول أننّي أمقتكّ لكنّني لنّ أستوليّ على الشّركة بّملفات قّذرة هذّه المرةّ أناّ ألعبّ بكلّ نزاهةّ ،
صمتّ نـّايت لوهلةّ من الزمنّ ثمّ نـظرّ إلىّ تلكّ الصّورة التيّ كايلّ يمسكها بكلّ إحكام فّإنتزعهاّ من بينّ يدّه بّكل بّرود و ركزّ عّليهاّ عندّها
تغيرّت ملامحّه خلالّ ثانية حيثّ بّعد محاولات كايلّ الفاشلةّ فيّ إثارة أعّصابه نجّحت هذّه الصّورة فّي قّلب كيّانه رأسّا على عقبّ فاحتدت
عينيه فّرمقه كايلّ غيرّ مصدقاّ إذّ أنه حالماّ رأى تلكّ الصورة امتلكّ نفسّ النـظرّة منذّ ذلك الوقتّ ، أيعقلّ أنّ لذّلك الرجلّ هذاّ المدى منّ
التأثيرّ ؟ مزّقها إلىّ عديدّ من القطّع ثمّ رماهاّ أرضّا ليقومّ بّدوسها ، تحدثّ بلهجةّ حـّادة نـّارية
ـ يستحسنّ أنّ تبعدّ أنفكّ عنّ شؤوني كايلّ ما دامّ ليّ مزاج لذّلك ، أيضّا قبلّ أن تهددنيّ أنظرّ حولكّ جيداّ
عـّاد ليرسم على شفتيهّ ابتسامةّ ساخرةّ حـّاقدة مستهزّئة ثمّ بخـطّوات هـّادئة كسّولة غـّادر .. حالماّ إختفى عنّ أنـظارّ كـّايل سددّ لكّمة
قّوية علّى الجـداّر بينماّ أناملّه ترتجفّ من العـّصبيةّ فيّ حينّ أنّ عينيهّ تنبّئان بّهبوبّ عـّاصفتهّ ، استنشقّ أكبرّ كميةّ من الهـّواء و
أمسكّ بيدّه كانّ يرتجفّ بكلّ جنونّ قدّ كانتّ قدّميه بالكاد تحمّلانه، هـذاّ لاّ يحتملّ لقدّ تجاوزّ ديميتريّ حدودّه .. همسّ بنبرةّ مبحـّوحّة حّاقدة
ـ سحقّا ، فقطّ سحقّا
شّعر بّقدوم شّخص ماّ فّسارع بّتعديلّ وقوفّه حـّينماّ توقفّت سوزيّ أمامهّ كانّت تستطيّع أنّ ترى بّوضوحّه كيّف هوّ ثـائر الآنّ بالّفعل
قدّ تمكنّ منه كايلّ هذّه المرةّ لكنّ ما الذيّ يجّعل رجلّ الفولاذيّ يّثور بّمثل هـذّه الطّريقة حتىّ أنّ قدّميه لاّ تستطّعان إسناده ؟ هزتّ رأسهاّ
ناّفية هذّه الأفكارّ فلاّ شيءّ يجّعل سيدّها غاضّبا أكثرّ من شخصّ يحـّاول نبّش حولهّ لذّلك ابتعدتّ عنّ طـّريقه كيّ تدّعه يمرّ أولاّ إذّ كاّن
أمامهاّ ، بقيّ لمدّة من الزمنّ على تلكّ الوضّعية عنـدّما ّنظرّ إليهاّ بّبرود بّعدما استعـّاد أعّصابه ، قـّال بّنبرةّ مّبحوحة
ـ سوزي ، لقدّ تغيّر هدفكّ .. الشخصّ الذيّ يجبّ أنّ تضعيه نصّب عينيكّ فيّ المرتبةّ الأولى هوّ كـّايل لاّ تدّعيه يّغيبّ عنكّ لّدقيقة أهـذاّ واضحّ ؟
أومأتّ بالإيجابّ فّسـّارع نايت بالمغـّادرة بينماّ تنهدتّ سوزيّ و ماّ الذيّ سّوف يّتجرأ كايلّ على فعله بينماّ تلكّ الحرباءّ تقودّه فيّ الأرجاءّ
كماّ لو كأنهّ حيّوانهاّ الأليّف ؟ الأجدّر أنّ تّضع إليزابيثّ أمامهاّ لاّ كايلّ فّهيّ العقلّ المدبرّ لكلّ مكيدةّ و جميعّ المصائبّ فيّ القصرّ ،
اتجّهت إلىّ الأسفلّ لترى كايلّ جالساّ فيّ مكانهّ يّسند بذّراعيه رأسه و يبدواّ أنهّ يفكرّ بّعمق ، زمتّ سوزيّ شّفتيهاّ بّإنزعاجّ ثمّ انزوت فيّ
ركنّ مظلمّ كيّ تتمكنّ من رؤيته دونّ أنّ يلمحّها عنـدّما مرتّ إليزابيثّ كانتّ كعّادتهاّ ترتديّ فستانّ سهرةّ جّميلّ ذوّ لون قّرمزي و ترفّع
شعرهاّ الأسودّ للأعلىّ على شكلّ كعّكة ، أجلّ إنهاّ بالفّعل ملكةّ لكنّ بصّفات سافلةّ ، تقدمتّ من كايلّ ثمّ وضعّت يدّها على كتفهّ بحركةّ
مغـّرية لترسمّ على شفتيهاّ ملامحّ الحزنّ قّالت بنبرةّ تعيسةّ
ـ كايلّ ماذاّ بكّ ؟ لاّ تبدوا بّخير هذّه الأيام ؟ هلّ هذاّ بسببّ نايت ؟
رفعتّ سوزيّ حاجبهاّ بّسخرية ، ردّة فعل إليزابيثّ تخبرهاّ بأنها كانتّ تستمع لنقاشّ الذيّ دارّ بين القّريبينّ هـذاّ مؤكدّ فّزمت شفتيهاّ بعبوسّ
هيّ الآخرى إذّ أنّ كايلّ سرعان ماّ يستسلمّ لحركاتّ إليزابيثّ الجّريئةّ لكنّ هذّه المرةّ فقطّ وقفّ بكلّ برودّ مبعدّا يدّها عنّ كتفهّ بعدمّ مبالاّة
ثمّ تحدثّ بنبرة جاّفة
ـ أبتعدي عنيّ ليسّ لي مزاجّ لسماعّ ترهاتك
شّهقت سوزيّ بّصدمةّ بينماّ نـظرتّ إليه إليزابيثّ غيرّ مصدّقة ، ما الذيّ يحدّث هناّ ؟ بينماّ غـّادر كايلّ الردّهة متجّها إلىّ الـّشركة أوّ لأيّ
مكانّ يكونّ قادراّ فيه علىّ تصفية أفكارّه و الاستعداد إلىّ إجتماع الذيّ سيقامّ غداّ

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن