شابتر الواحد والثلاثون- سـّقوط، سـّقوط.. إرتفـّاع -

1.8K 106 11
                                    

أنفـاسّه المضّطربة الواّهنة تـّغدقّ تلكّ السيّارة بّحضّور المـّوت قدّ كـّانت روحـّه علىّ وشكّ الانفصال عنّ جسدّه الفّاني هـذاّ فّأغـّلق عينيهّ
مستسلماّ لّم يّعد لدّيه نـدّم لأنهّ بذلّ جهدهّ ، أجـّل لقدّ باتتّ سماتّ الاستلامّ تّعلوّ وجّهه الشّاحبّ كذلّك سّكونه المرّيب مماّ جـّعل كليرّ تّذرفّ
دموعاّ لاّ تحصىّ بالّرغم منّ أنهاّ عـّرفته تّواّ و لمّ يّمر على تـّعارفهماّ سوىّ سّاعاتّ إلاّ أنّ شـعّورها المليء بّالأسى ، شّديدّة الحـّزن عليهّ ..
تّضع رأسهّ بينّ أحضّانها رامقّة إيّاه بكلّ ألمّ و لمّ تعدّ تّدريّ ماّ الذيّ يتّوجبّ عليهاّ فعلهّ لإنقـّاذّه منّ الموتّ و كيّف سوفّ تنقذّه بينماّ هوّ قدّ
رفـعّ رايةّ البيضّاء دونّ مبّالاةّ كيفّ ستنقذّه عندّما أعلن هوّ استسلامه بالّرغم منّ أنهماّ الآنّ أماّ المستشفى لاّ يّفصل بينهماّ سوىّ مسّافة
سيرّ قليلةّ ، فتّح عينيهّ للمرّة الأخيّرة و نـظرّ إليهاّ ثمّ ابتسمّ بكلّ لطفّ لاّ يّعلم لماّ لكّن دوماّ ماّ كانّ يّظن أنهّ و حتىّ لّفترةّ وفاّته سوفّ يّبقى
وحيدّا لكنّ أنّ تكونّ تلكّ الـرفٌّقة التيّ معهّ هيّ المـرّأة الذيّ يبّغضهاّ لاّ بلّ كانّ يبّغضهاّ .. أمـرّ يدعواّ للتعجبّ، تحدثّ متألما
ـ اتـّركينيّ
لمّ يكنّ لّيريدّ أبداّ أنّ يموتّ وحـدهّ لكنّ لّم يّرغبّ أكثرّ فيّ أنّ يدّعها تّرى طـّريقة موتهّ المـّثيرة لّشفقة هـذّه فّحـّاول أنّ يدّفعها بّعيداّ عنهّ لكنّ
تّمسك كليرّ الغـّريبّ به سّرعان ماّ جّعله يستسلمّ ليّصبح تنفسّه بطيّئا يكادّ أنّ يكونّ معدّما ، عينيهّ مثّبتتين علىّ مـّلامح كليرّ وجّنتيها المتـّوردّتين
منّ البكاءّ لقدّ أصّبحتّ شخصاّ آخـرّ فّابتسمّ بّلطف ليمدّ أنـّامله المـّرتجفّة قّليلاّ نحوهّا لكنّ لمّ يستطعّ الوصولّ إليهاّ فّاقتربتّ منه كليرّ بّألم ،
حينهاّ همسّ بّنبرةّ خـّافتة مـّرحة
ـ شـكراّ لكّ عـّلى كلّ شيءّ كـّلير ،
سقطّت يدّه بجاّنبه دونّ قدّرة له للمـّقاومة أكثّر فـّشهقت كليرّ بّصدمة و لفتّ ذرّاعيها حـّوله تـّبكيّ بّكلّ ألمّ ، تـّبكي و دّموعها تّنـطقّ حزناّ لاّ تحتملّ
فـّكرة مـّوته ، بالـّرغم منّ كونهماّ غـّريبين هوّ الشـّاب الصـّارم ذوّ تـّفكير العـّميق وّ الإخلاصّ أمّا هيّ فّالفـّتاة المـّدللة الجـّبانة إلا و خـّلف الطّبقيات
و خـّلف اختلاف الشخصيّات خـّلف الـّزمن و قّصره ، بـّعد الكمـاّلياتّ أوّ الجـّزئياتّ تـّعلق قـّلبهاّ بهّ ، حينماّ دقّ علىّ زجاجّ سيّارتهاّ فتّحت الباب
بّسرعة لكيّ تـرىّ رجالّ الإسعـاف قـّال أحـّدهم بّتساؤل
ـ سيدتيّ هلّ أنتّ منّ اتصلّ منذّ قـّليلّ ؟ لوحـةّ السّيارة رقـّم ...
أومـّأتّ بالإيجـاب و لم ّ تدريّ مّا الذيّ تّفعله غـّير أنهاّ أشـّارتّ بإصّبع مـرّتجفة علىّ جسدّ فرانـّسوا السّاكن الغيرّ قـّابل للحـّراك فّقطـّب المسعفّ
لكنهّ سّرعان مّا اتخـذّ خـطّواته نـّاحيته ، اقـتّرب منّ فـّرانسواّ و حـّاول جّس نبّضه فتّحدثّت كليرّ بّنبرةّ بـّاكية مـّرتجفة
ـ لقدّ تعـّرض لّطلقّات نّارية علىّ مستوىّ صّدره أيضـّا قـّدمه، أرجوكّ سيديّ أنّقذه
جـّلب الآخـّر حمـّالة كيّ يّضعواّ جسدّ فـّرانسواّ عليهاّ ببطّء خّوفا منّ زيّادة جّـروحّه تفاقّما و عـمقاّ ثمّ أخـذّوا يسّعفونه بّهمة و همّ يـّركضونّ
إلىّ غـّاية غـّرفة الطـّوارئ بينماّ كليـّر تسيرّ خـّلفهم مـّراقبة إيّاهم حتىّ اختفى عنّ مرمىّ نظرهاّ كيّ تسقطّ أرضّا تـّبكي بّصوت عـّاليّ ،
ماّ الأكثّر ألماّ بـعدّ فقداّن الّمرء لحّياته ؟

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن