شابتر الثامن عشر-حـــــــّب حـّلو مـّر المـذّاق -

2.9K 118 10
                                    

حاولت عبثّا حاولت و رغما عني اجتهدت لكي أعلم لما قد ثبّت حبه في قلبّي كسيران الدمّاء فيّ عروقي ، و لما صـّارت كل نبضة تهمس بإسمه خفية
، و لما قد نبتت بذور العـواطف فيّ صدري ، لما أحببت شخصّا قاسيّا مثله ؟ مهما اقتربت أبعدني عنه مـائة خطوة للخلفّ كـأنه ابتلاء .. مصيبة حلوةّ
مرة المـذاقّ و هل يوجد طعم بمثل هـذه الصفات ؟
فتحت عينيها الـواسعتين بجهد ، رائحة الدواء المعقم و ذراعها مـزينةّ بأنبوب يّصل إلى دمهاّ كي يزودّها بالتغذية الملائمة ، مـرتدية فـستاناّ أزرق
اللون خفيف على جسدهاّ النحيل .. جلست بتعب و نـظرت حولهاّ بالرغم من أن المكان يشبه المستشفى لكنّه ليس كذلك على الإطلاق ، إذن أين هي ؟
نـزعتّ المصل بقوة و وقفت فأصابها الدوران لتعود كي تجلس على السرير بقلة حيـلة ، حين فتح باب الغـرفة و دخلت فلور بابتسامتها السعيدة ،
سـآرعت لاحتضانها بينما ماري ساكنة بلا حراك ، كلام فـلور يبدوا مبهما و الصورة مشوشة فلا ترى شيئا سوى الجدران المتمايلة همست بنبرة خـافته
قلقة متعـبة و بكلمات متلاحقة
ـ هل .. نايت ؟ بـ .. بـخير ؟
حالما انتهت من جملتها أنضم إليهما كلا من ويليام و نايت ، فـنـظرت إلى حضنها بهدوء يبدوا أن كل شيء بخير الآن ، فعـادت تغلق عينيها مجددا
ليغمى عليها .. أمسكتها فلور و وعدلت من وضعية الوسادة ثم غطتها جيدا ، بينما لم يصدقّ نايت أنها قد انهارت فقد بدتّ قوية جدا خلال بحثها عن
النـجدة أو عبر منعه من مغـادرة المستشفى ، تـقدم منها بخطوات متـرددة ثم أمسك بيده المضمدة البـاردة يدهاّ الدافئة ، شدّ عليها بقوة عندما تحدثت
فلور بقلق
ـ ما الذي حدث بالضبط نايت ؟ أنا لا أفهم شيئا ..
راحت أحداث الحـادث تعاد في ذاكرته مرارا و تكـرارا قبل أن يبتسم بكل استهزاء و سخرية ، لقد حـاولوا قتله هـذا ما جرى ، إنه لفي غاية الشـوق
لمعرفة هوية القاتل الذي تجـرأ على وضع شبـاكه عليه هو ، جلس في الكرسيّ الذي بجانب ماري و قال بشرود بينما عينيه الداكنتين مصوبتان نحوها
ـ ويليام ، نادّ فرانسوا فورا
أومـأ بالإيجاب و سـارع لمنـاداته ، خلال لحـظات كان يقف أمامه بكل إحترام .. ابتسم نايت ببرود و قد احتدت عينيه بشكل مخيف أكثر من المعـتاد ،
همس بنبرة مبحوحة ماكرة
ـ قلّ ما بجّعبتك فرانسوا
ـ سيدّي ، لقدّ علمنا من مصادر موثوقة أن رئيس شركة جونسون لم يغادر فرنسا قط كما أن السيارة التي قامت بالاصطدام بك تم شراءها من سـوق
العام قبل أسبوع من الحـادثة و السائق لم يعثر عليه بعدّ ، لذا سيدي لقد أبعدنا احتمالية رئيس جونسون و لم يبقى أمامنا سوى ..
ثم صمت على مضض ، وقفت فلورا بإنزعاج و غادرت الغرفة عندما علمت أنها المعنية الوحيدة التي لا يجب عليها سماع بقية الحـديث ، عند خروجها
أكمل فـرانسوا كلامه ببرود
ـ سيدي ، بقي أمامنا احتمالات عدة تستهدفك بشـأن اقتراب زفافك منهم راسكلانكوف و شركات التي تبعت جونسون و سقطت معها ، إنهم حوالي تسعة
أو عشرة شركات ليست بذلك الثـراء لكن لها مبلغا محترما و أسهما أيضا .. سيد كايل آل لبير
زفّر ويّليام بـّغيض ، و هل يمتلك ناّيت أصدقاءا ؟ بينمـّا ابتسمّ هو بّسخرية و نظـّر إلى مـّاري ، قــّال بـبرودّ
ـ كون السيارة قد اشترت قبل أسبوع من الحادثة يجعلني غير معني ، فأنا كنت في فرنسا و موعد عودتي كان مجهولا كما أن شركات لن تخاطر بخسارة
سمعتها إلى جانب أموالها لذا استبعدهم جميـعا ، الشخص الوحيد الذي كان يخطط لقتله في ذلك اليوم هو ماري ، لذا أريد منك أن تتحقق من تحركات
السيارة قبل الحادثة فلابد أنه كان يراقبها منذ مدة ، صمت للحـظات و همس بنبرة حـاقدة مبحـوحة كاتمـاّ غضبه الجامح
ـ أيضـّا .. فـرانسوا حـاول جلب ذلك السـافل لي في أسرع وقت ممكن
أومـأ فرانسوا بالإيجاب و غـادر مسرعا في حين ابتسم ويليام بهدوء ، أجل هذا هو نايت الانتقام يسري كالدم في عروقه و لن يرتاح له جفن إلا
بجلب ذلك الرجل حيا يرزق له ، تنهد و قد تذكر شيئا مهما قد أغفله طوال هـذه المدة .. لم يبقى الكثير لموعد الزفاف ، كم هذا مرهق ، حالما رأت
فلور فرانسوا مغادرا كـادت أن تـهم بالدخول للاطمئنان على أختها لولا سماعها لصـوت ويليام المتحدث
ـ ماهو رأيك نايت ؟ أخبرني بصراحة فـأنا أظن أنك تعلم تماما من خلف هـذه الحـادثة
صّمت نايتّ و لمّ يّقل شيئّا ، لّيس قّبل أن تتأكد شكوكه فـعادّ بعّينيه يجّول حولّ مـّاريّ و تنهدّ بـهدوء ، يبدوا أنهّ اكتسّب نقطـّة ضـّعف أكثر مما هي
نقطة قوة .. شدّ على قّبضته بكلّ قوة ، عندما لمحـه ويليامّ ليهمس له قـائلا بلطف
ـ نايت ، لم يكن خطـأك ..
التفت إليه نايت بعينين باهتتين و ملامح خالية من أي تعبير قد تّساقطت خصّلات من شعره الأسود على جبهته مـانعة ويليام من معرفة أفكاره لكنه
آكمل حديثه بنبرة أشد ليونة
ـ نايت ، لم يكن بوسعك فعل أي شيء لذا أنا واثق أن ماري لن تلومك ،
رمقه ويليام بأسى ، كم يكره نـظراته الخـالية من معاني الحياة كـأنه لا يملك حقا في العيش تمعن النظر ناحيته ليرى إمساكه المحكمّ ليد ماري ،
تنهد بغيض و همس بصوت خافت
ـ أبله

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن