الشـابتر السابع-نحوك عزيزي-

2.8K 154 11
                                    

أحيانا بل في معظم الأحيـانّ لا يستـطيع الإنسـان الإستمـّرار حينهـّا يكونّ قدّ أعلنّ الفـشّل و رفـّع رايـة
الاستسلام ليـّس لأنه فقـدّ الأمـّل أو يـأس من الحيـّاة بـّل يـمكنّ الـقول أنهـّا النهـّاية و النهـّاية فقط .
أجـّل إنهـّا تـلك النهـّاية التّي تـجّعل الشـّفاه عـّاجزة عن التـّعبير و تـّصبح الـعّينينّ بالـّرغم من صـحتهمـّا لا
و لنّ يـّستـطّيعان الـرؤية سوى الـظّلام من الآن و صـّاعدا .
فـّي ذلك الـّركن الـّصـغير ، حيـّث لا يـّقدر أحـدّ على لمحـّه كـّان هو جـّالسـّا مستنـدّا على الجـدّار الذّي
خـّلفه و الـشـهـّقات تصـدّر منهّ كمـّا لو كـأنهـّا سيمفـّونية حـّزينة و مـّؤلمة ، يـمسكّ رأسهّ بين يدّيـه و
يـّضغط عليه بـكّل قـوة .
ضـغطّ على قـّبضته و إنهـّالت فـكّرة جـّنونية إليه فجـأة ، مـاذّا عن الإنتحـّار ؟ مـاذّا عن قـّتل نفـّسه ؟ مـاذّا
عن رفـّع الـسكين و قـطـّع شراييـّنه إلى آخـّر قـطّرة دّم ؟ لـكّن و إنّ فـعّل فـهل سيـموّت ميـّتة هـنيئة ؟
ارتسـمّت على شـّفتيه الجـّافتين و البيّضـاوتين من شـدّة المـّرض و الألمّ مـعّا ثـمّ همـّس و نبـّرته
المحـطّمة قـدّ وأنسته وحـدّته المـّروعة هذه
ـ أنـّا قـّادم إلـيكّ يـا عـزيـزتـّي ، أنـّا قـادّم انتظريني فقـدّ حـّان مـّوعد لقـائنـّا

/

فّي ذلك المنـّزل البسيـطّ كـّانت فـّلور تـلكّ الشـّابة ذّات الـّشعر الأحمـّر المـّرفوع إلى الأعـّلى تـحـّضر
الغـذّاء بـكّل هـمة و نشـاطّ فـالسـّاعة تشيـّر إلى الثـّانية عـّشر و لمّ يبـقى على قـدّوم والدّها سوى ربـّع
سـّاعة ـ عـندّما رنّ الـجّرس و كـّان نـّادرا مـّا يـّرن لإنعـّزال عائلة روبرت عن بـّقية الحّي .
نـّظرت من الـعّين الـسحـّرية نـحو القـّادم فـرأتّ شـّابا ذوّ شـّعـّر أشـقر لامـّع يـمّيل للـّون الـذّهبي رّفع
نصـّفه و تـّركّ القـّليل ، يـّضع ذّراعه على الجـدّار و تبـدّوا عليه مـّلامح الـسـخطّ و الـغَّضب ، بدا لفـّلور
كشـّاب مشـّهور فـما الذّي يـّفعله هنـّا ؟
نفـّضت يـدّيهـّا من الـطّحين و نـّظفت وجّهها ثـمّ فـّتحت البـّاب ، إعـتـدّل في وقفـّته لـّكن لمّ يـغـّادر الضـجّر
وجـّهه فقـّال بـّغيض
ـ هـّل هـذّا منزل السيـدّ جونـاثانّ روبرت ؟
توخت حينهـّا فـّلور الحـذّر و قـّدّ ظهـّرت ملامـحّ البـّرود على وجههـّا ، كـّانت عـكّس مـّاري تمـّاما ،
ـ و إنّ كـّان ؟ ما الذّي تريـدّه ؟ مـّن أنت ؟
قـطّب الشـّاب بـعصّبية و نــّزع نـّظارتيه ، دومـّا ما يكـّلف بالمهـّمات السـخيـّفة .. لمـّاذا ؟ تـأفف ثـمّ قـّال
بـغّضب
ـ ليّس لدّي وقـّت للـعّب الأطـّفـال ، نـادّي سيدّ جونـّاثـان
ـ و لا أنّا أيضـّا يـّا سيـدّ ، فـما رأيكّ أن نخّتصر الحـدّيث و نصـّل إلى المـّطلوب .. ما الذّي تريـده من والدّي
؟
زفـر ويـليـام ، و فتحّ البـّاب على مصراعيه ثـمّ دخـّل .. المـطّبخ ثـمّ الصـّالة ، صـعدّ إلى الأعلى و فـّتح
جميـّع الغـّرف بينمـّا فـلور تصـّرخ بـّرعب و هيّ ترى هذا الشـّاب المجـّنون يـقتحمّ منـزلهمّ عـّنوة بينمـّا
هيّ موجودة ؟
عنـدّمـا لمّ يستـطّع إيجـاده تـأففّ بصـّوت مسـّموع ثـمّ كـادّ أن يــرحّل لولا أنّ فـلور وقّفت بـطّريقه ، رمقـّها
بـسخـّرية ، ليسـّت مثـّل أختهـّا على الإطـّلاق .. أمسـكّته من يـّاقته و سـحّبته نـحوهـّا ، بالـّرغم من أنهـّا
ليست بالقـّصيرة لكـّن لمّ تستـطّع حتى أن تـّصل إلى مستوى كـّتفيه ، قـّالت بـحدّة
ـ بـحّق الجحيـمّ من تـظّن نفسك ؟ لتـقتحـم منزلي عنـّوة و أنـّا موجودة به؟ ألمّ أملئ نـظّر عينـّيك ؟ أمّ
أبـدوا مخـفـّية ؟ سـأتصـّل بالشـّرطة
أبـعدّ يدهـّا عنه باحتقان شديد ثـمّ فجـأة ابتسـم كمـّا لو كـأنهّ قدّ عـاد إلى وعـّيه ، ضحكّ بـخفـّوت دومـّا مـّا
يـّخرجه نايت عن طـّوره ، إنحنـى و قـّال بـنّبرة سـّاخرة
ـ حـّاولي عـّزيزتّي ، أنّ متـأكدّ أن الشـّرطة ستـحّل مشـّكلتنـّا ، و إن كـّنت تـّردينّ سوف أتصـلّ بهـّا أنا
شتمت بعصبيـّة و ابتعدت ، لابدّ أنه من الدائنينّ و إن كـّان كـذّلك فـّلا يجّب إقـحام الشـّرطة لأنهّا و بكـّل
تـأكيد ستـخّسر القـّضية ، رأتهّ يـغـادّر فتمـّتمت
ـ تـّبا حتى و أنتّ بمنـّزلك لا يـّتركونـكّ و شـأنكّ

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن