شابتر الخامس والعشرين-حقد-

1.9K 109 3
                                    

فيّ تلكّ الغّرفة الصّغيرة كاّنت فّلور مسّتلقيةّ تمسكّ بالوثائّق الرّسمية لّمنزل والدّها بينماّ يبدواّ الترددّ واضحاّ علىّ معالمهاّ ،
بالّرغم منّ أنهاّ بحاّجة ماّسة للماّل لكنّ أنّ تّقوم ببيعّ منزل والدّها يبدواّ أمراّ خاطئّا فّهزتّ رأسهاّ بشدةّ نافيّة هذّه الفكرةّ من
باّلها و محاولّة أنّ تركز علىّ كسبّ المالّ ،
لقدّ قامّ آرثرّ بّترك رّسالة صّوتية علىّ هاتفها الخاصّ يطلبّ منهاّ شراءّ المنزلّ بالتقسيطّ و ذّلك لعدمّ امتلاكه المالّ هوّ الآخرّ
لكنهّ سيدّفع مبّلغاّ لا بأسّ به فيّ البدّاية أيضّا تّواجدّ آرثرّ بمنزلهم يمنحهاّ القّليل من الّثقة فربماّ قدّ تستطيعّ أن تشتريه مجدداّ
فيّ المستقبلّ
أمسكتّ رأسهاّ بّقلة حّيلة عندّما داّهمتّها الكثيرّ من الأفكارّ من كلّ جّهة و كادتّ أنّ تستلقي على السّريرّ لولاّ أنهاّ فيّ حافتهّ
فّسقطتّ على رأسهاّ لتتنهدّ بّضجرّ حينماّ فتحّ البّاب على وسّعه و ظهرّ منه ويّليامّ مرتدياّ قميصّا أبيضّ اللونّ و رّبطة عنقّ معّ
سّروالّ جينز عاّدي بينماّ شعرهّ الأشقرّ مرفوعّ للأعلىّ كعادتّه ، نـظرّ إليها بّعينيه الزرقاوتين ثمّ قّال بّحدةّ
ـ أصحيحّ ما سمعته ؟
زفرّت فلورّ بّكل كره عندّما اضطربت دّقات قّلبها حالّما وقّعت عينيها عليهّ فّاعتدّلت فيّ جلستهّا و نـظرتّ إليهّ ، إنهاّ واثقةّ أنّ
السيدّة فرانسيسّ أخبرّته شيئّا و إلاّ لماّ أتىّ بهذّا الشّكل الثّائرّ لكن ما الذيّ قّالته تلكّ العجوز ؟ فّهزتّ فلور كتّفيها دون إهتمامّ قّائلة
ـ هذاّ يّعتمد علىّ الأمرّ الذيّ سمعّته أيضّا هلاّ قّرعت البابّ قّبل دّخولك ؟
صمتّ علىّ مضضّ ليقتربّ منهاّ ، نـظرّ إلىّ كميةّ الأوراقّ الكثّيرة التيّ احتلتّ الغّرفة ثمّ إلىّ إعلانات الجّرائدّ الملّصقة فيّ كل
زاويةّ ليتأكدّ حينهاّ أنّ فلور ليستّ تّفكر فيّ الرحيلّ و إنماّ هي مغّادرة فّعلاّ فّرفعّ وثيقةّ منزلهاّ و قّال بّإنزعاج
ـ لاّ تقوليّ أنكّ تردين الرحيلّ فقطّ لأجلّ إبعاّد ماريّ عنّ نايت ؟
سّحبت الّوثائق بعصبيةّ من بينّ يدّيه ثمّ وضّعتها فيّ الملفّ الذيّ أمامهاّ ، سحبتّ سترتهاّ و ارتدتها على عجّل عندّما أغلقّ ويّليام
البّاب بّقوة يرمقّها بّكلّ غيضّ،فصاحتّ فلورّ بّكل غضب
ـ و ماّ شأنكّ أنتّ ؟ هلّ أنتّ حّزين لأننيّ سآخذّ ماريّ و لنّ تستطيعّ رؤيتها بّعد الآن ؟ حسناّ أناّ لاّ أهتمّ
زفرّ ويّليامّ بّعصبية هوّ الآخرّ فّكلما حاولّ أن يتحدثّ معهاّ ينتهيّ الأمرّ بينهماّ بإفتعالّ شجارّ كبيرّ هيّ عنيدّة جداّ و غبيّة أيضّا مندّفعة ،
هذاّ ما يجّعلها تخطأ فيّ كل شيءّ تحاول فّعله لذّلك تماسكّ بّكل هدوء للحفّاظ على أعّصابه و ردّ عليهاّ بنبرة هادئةّ
ـ فلّور إنّ ماريّ متزوجةّ الآن لاّ يمكنكّ اختطافها هكذا أيضّا حتىّ لو أرادتّ ماريّ الذّهاب معكّ هل تستطّيعين دفّع تكاليفّ عّلاجّها ؟
علىّ الأقّل و هيّ بّالقصرّ نايت يحرصّ على صحتهاّ و يريدّ مصّلحتهاّ ، بالّرغم من أنه أنانيّ متعجرفّ بّارد غيرّ أنه إذّ تّعلق الأمرّ
بّصديقّ له فّهو سيفعل المستحيلّ لأجلّه ، و نايت يّضع ماريّ فيّ خانة الأصّدقاء أظن ربماّ لاّ أعلم
رمقّته بحدةّ جّعلته يّغلقّ فمه بكلّ توتر ، أقّال أن نايتّ يّعتبرّ ماريّ صدّيقة ؟ هوّ بالكادّ يّعتبرهاّ شخصاّ فّحملتّ وثائقّها بّكل عصبيةّ و
كـّادت أنّ تغّادر عندّما تنهد ويّليام بأسى و هو يمسكهاّ من ذّراعهاّ
ـ لحـظةّ سأخبركّ بشيء،
تّوقفتّ فقطب ويليام حاجبيه بّقليل منّ الترددّ يقوم بمسحّ عرقّ زائفّ من جبّهته لوّ علمّ نايتّ بماّ سيفعله لّسوف يّقتله دون شّفقة
لكنّ لا بأسّ هي أختهاّ فيّ النهاية و هيّ بحاجّة لأن تكونّ إلىّ جانب أختهاّ ، تحدثّ بتوتر
ـ فيّ الحقّيقة فلورّ ، إنّ نايت يخططّ لإرسّال ماريّ برفقة فرانسواّ إلى فرنسّا و ذلّك لّكي يعالجّها ، أيضّا يريدّها أنّ ترحلّ الليّلة
و هي موافقةّ
شّهقت فلوّر بصدمة أيّعقل أنّ نايت يخططّ لإرسّال ماريّ بّعيداّ عنهاّ ؟ لكن لماذاّ لم يّخبرهاّ ؟ و لماّ لم تخبرهاّ ماريّ ؟ يّا ألهي لابدّ أنهاّ
غاضبةّ لأنهاّ لم تزرهاّ أبداّ منذّ أن فتحتّ ماريّ عينيهاّ من الغّيبوبة لكنّها ستتفهمّ إنّ علمتّ أنهاّ كانتّ تبحثّ عن المالّ ليغاّدرا لندن
لكن أيّن المالّ الآن ؟ أمسكتّ برأسهاّ لماّ داّهمها صدّاع و سّارعت بالمغّادرة ّ، إتجّهت إلىّ منزل آرثرّ و قـّامتّ بّطرق البابّ بكلّ قوة
تملكهاّ لكيّ يّفتح آرثرّ و ملامحّ الّرعب ظاّهرة على وجههّ ، فّدّفعتّ فلور الوثائقّ إليه و قاّلت بحدةّ
ـ سّأقوم ببيعكّ المنزل أحتاجّ إلىّ دفّعة مسّبقة أيضاّ ،
أومأّ آرثرّ بّصدمة و سّار بخطّوات مسّرعة ناّحية غّرفته ثمّ قّام بإحّضار وثائقّ آخرى و قّدمها إلىّ فلور التيّ تبعته ، قّال بّدهشة
ـ يجبّ عليكّ توقيعّ هذّه الأوراقّ لتّ
قـاّطعته وسّحبت فلّور القلّم منّ جيبّ سترته و وقعتّ دونّ مباّلاة بينماّ وقعّ آرثرّ بدّوره و عّلاماتّ الحيّرة بّادية على وجههّ فيّ حين كانّ
ويّليام يّقف خّلفهماّ لاّ يصدقّ أنهاّ قامتّ ببيعّ المنزل هكذاّ دونّ أيّ ترددّ و بلّ دون أنّ تباليّ لماّ توقعه ، ثمّ قدمّ آرثرّ لهاّ شيكاّ بسيطاّ
فأخذتّه فلورّ و سـّارعت بالركضّ خاّرجاّ غيرّ مهتمة لّويّليام المناديّ بإسمهاّ و لاّ لّطلبه المترجيّ لهاّ بالتوقفّ ،
أسّرع ويّليامّ خلفهاّ بينماّ بقي آرثرّ يّراقبّ المنظرّ أمامهّ بّنظرّات حاّئرة غيرّ مصدّقة ، حينماّ أمسكّها منّ ذّراعها و جّعلها تستديرّ نحوهّ ، قـّال بّحدة
ـ لاّ يمكنكّ فعلّ هذاّ فلورّ ، لاّ يمكنكّ أنّ تّجبريها على البقّاء لقدّ فات الآوان فّهي مغّادرة
رمقّته بّنـظراتّ غاّضبة حاّنقة و متألمةّ أيضّا ، كيفّ لأختهاّ الفّرد الوحيدّ المتبقيّ من عّائلتها أنّ تغّادر و تتركّها هكّذا ؟ صمتّت لوهلةّ
ثمّ حاّولت أن تسحبّ ذّراعها لكنّ قوتها ضّعفت فجأةّ فّقالتّ بّنبرةّ متحشرجة
ـ كيفّ لكم أن تخفواّ هذاّ عنيّ ؟
أخفضّ رأسهّ بقليلّ من الإحراجّ و الندّم الشديدّ يّعلم تماماّ مدىّ خوف فّلور علىّ أختهاّ لكنّ و لّشخصيتهاّ المندّفعة أرادّ أنّ يبعدهاّ عنّها ،
فّتحدثّ بنبرةّ متوترةّ
ـ فلوّر بالّرغم من أنّ نايتّ متعجرفّ لكنه يّفعل المستحيلّ لمعالجّة ماريّ و حتىّ لو لمّ يرد الاعتراف إلاّ أنهّ حاّليّا هوّ الذيّ يحتاجّ ماريّ
إلىّ جانبهّ أكثرّ مناّ جميعّا ، أرجوكّ أعطه فّرصة
زمتّ شّفتيهاّ بّكل عصّبية فهيّ تكرّه نايتّ كرهاّ لاّ يقدرّ أحدّ على وصّفه و بالّرغم من أنهّ بالنسبةّ لهاّ لاّ يعتبرّ إنسّانا كيفّ ذلكّ و قدّ
تجردّ من كلّ معالمّ الإنسّانية ، قدّ وصّفته الصّحافة بمدمر الإقتصادّ ؟ إنهاّ تّعلم أشّياء عديدّة عنه ، كثّيرة و مخيفةّ لكنهاّ لم تتجرأ علىّ قولهاّ
لماريّ ، أختهاّ التيّ تعشّقه بجّنون فّاستسلمتّ هذّه المرّة لأنهاّ تعلم حتىّ لو أنهاّ عملتّ لآخرّ رمقّ بّحياتهاّ لما استطاعتّ دّفع تّكاليفّ علاجّ ماريّ
فقالت بّنبرة حادةّ
ـ حسناّ أناّ أفعل هذاّ فقطّ لماريّ لكن و لماّ تعودّ سوفّ أحرصّ علىّ جّعلها تعيشّ معيّ أتفهم ذلكّ ؟ أناّ فلور روبرت لا أرضخّ لأحدّ
و ليكنّ نايت واثقّا من هذاّ ،
أومأّ بالإيجابّ موافقاّ ثمّ أمسكّها منّ ذّراعها سّاحبا إياهاّ نحوّ سيّارته بينماّ وقعّ كل هذاّ تحتّ أنظار آرثرّ المتعجبّة و الحاّئرة ، فـّلور تكرهّ نايتّ
و ماريّ مغّادرة إلىّ فرنساّ للعّلاجّ ؟ سيكونّ الأمرّ جيداّ إنّ شفيت فّهز كتفيه بّعدم إهتمام و اتجّه إلىّ شّقته
الآن بّعدما حصّل علّى منزلّ جوناثّان سوفّ يّضمن مسّامحةّ والده رويّ له فّهو يمتلكّ خطةّ تكادّ تكونّ ناجحةّ يحتاجّ فقطّ إلى وجودّ كلا من
فلورّ و ماريّ إلىّ جاّنبه ثمّ تنتهيّ مشكلتهّ العويصّة هذّه ،

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن