الشابتر الاربعين- حبها له-

2.4K 98 7
                                    

حالّ وصـّوله كانّ يدركّ نايتّ ذوّ البـذلّة الـرسميةّ ذاتّ ربطـّة العنـّق المرتديّة بكلّ إهمالّ إلىّ جانبّ أزرارّ قميصهّ المفـتوحّة دونّ مبالاةّ
أنّ هناكّ شيءّ خاطّئ بّهـذاّ القصرّ وّ لاّ داعيّ لذكاءّ كيّ يكتشفّ ذلكّ ، اتجـّه إلىّ جنـّاحه حيثّ كانّ الظلامّ دامساّ و لاّ وجودّ لأثرّ أيّ شخصّ
كانّ قطبّ حاجبيهّ بقليلّ من الاستنكارّ إذّ أنهّ استغربّ عدّم تواجدّ ماريّ حـّوله نـظرّ إلىّ ساعتهّ قدّ كانتّ تشيرّ xxxxبهاّ إلىّ الثانيةّ عـشرّ
ليلاّ منتـصفّ الليلّ تماماّ أينّ يمكنّ لهاّ أن تذّهب ؟
حركّ خصلاتّ شـّعرهّ بّهدوءّ مبعثراّ إياهّ فيّ كلّ ناحيةّ فتـّح بابّ غـّرفة الملابسّ و التيّ تستعملهاّ ماريّ كغـّرفتهاّ الخاصةّ ثمّ دّخل لمّ يكنّ
هناكّ آثرّ لهاّ هناّ أيضاّ منّ المستحيلّ ان يستطيعّ ديميتري الوصول إليها مجدداّ فقدّ وضعّ فرانسواّ لحمايتهاّ هي أيضّا مرفقةّ بعديد من الحرسّ
و حتىّ لو كانتّ مهمةّ سوزيّ هي حماية كايلّ فّإنّ مهمتهاّ الأولىّ و الأهمّ بهذّه الفترةّ هيّ ماريّ لذلكّ لمن المستحيلّ لأحدّ أنّ يمسهاّ بسوءّ ،
اتجـّه إلّى سريـره الواسعّ الوثيرّ و جلسّ عليهّ بعدّ أن نزعّ قميصهّ كيّ يبقىّ عاريّ الصدرّ غيرّ مبالياّ بكميةّ الثلوجّ المتساقطةّ فيّ لندنّ رفعّ
هاتفهّ لكيّ يتصـلّ بفرانسواّ و وضـعهّ علىّ زرّ المكبرّ متجّها إلىّ خّزانةّ أخذّ قميصاّ أخرّ قطنياّ ذوّ لون أزرقّ داكنّ ثمّ ارتداهّ بكلّ إهمالّ بعدّ ذلكّ
حملّ فنجان قّهوة ساخنّ كانتّ قدّ حضرتهّ الخادمة قبلّ مجيئهّ وّ ارتشفّ منه القليلّ
لمّ يـرفعّ فرانسواّ السماعةّ مماّ جـّعله يقطبّ حاجبيهّ بّإستغرابّ و لم تدّم فترةّ طويلةّ حتىّ صارتّ عينيهّ داكنتيّ الـزرقةّ و لمّ تكوناّ كعادتهماّ
مخمليتينّ كسـّولتينّ كماّ يصفها الروائيونّ بلّ احتدتاّ أكثرّ عميقتي الأغوارّ باردتينّ كثلج أسودّ تزينان قسماته الجـذاّبة الحادّة إذّ قد داهمـتّه
فكرةّ أن ديميتريّ قدّ تجّرأ و وضعّ يده علىّ ماريّ ، قبـّل أنّ يحاول نايتّ التأكدّ من الأمرّ فتحّ بابّ الغرفةّ بضجّة عـّارمة كيّ تدّخل ماريّ حاملةّ
بالونات عديدّة مختـّلفة الألوانّ و تّضعّ قناع فـّراشة على وجههاّ رافعةّ شعرها ّللأعلىّ وّ هناكّ العديد من الحلوىّ بحوزتهاّ ، رمقهاّ نايتّ بدهشةّ
بـعدّ ذلكّ فجاه اهتزاز هاتفه بين يديه منبأ إياه باتصالّ فرانسواّ السريعّ لهّ فـرفعّ نايت السماعةّ ليتحدثّ بنبرةّ هـّادئة
ـ سوفّ أتحدثّ معكّ غداّ
أغفلّ السماعةّ و عـّاد ينظرّ إلىّ ماريّ التيّ لم تلاحظّ وجودّه تركتّ البالونات وّ اتجـّهت إلىّ السريرّ كي تستلقيّ عليهّ رمتّ بجسدهاّ و قدّ ظهرت
على ملامحها تعبيرّ الألمّ فّأمسكتّ بوركها متألمةّ مانعةّ دموعهاّ من السـّقوطّ الألمّ أكثرّ مما تستطيعّ احتمالهّ لقدّ ضغطتّ على قدميهاّ كثيراّ مسببة
المزيد من الأضرارّ لهماّ لا يجبّ عليها أن تستمر على هذّه الحال إن أرادتّ أن تشفى سريعاّ لكن كان يجبّ عليها أنّ تقدم على هـذّه الخـطوّة حالما
فتحتّ عينيهاّ رأتّ نايتّ لاّ يبعدّ عنهاّ كثيراّ قدّ كان يستندّ بذراعيه علىّ السريرّ حاجزاّ إياها بينهماّ قدّ بدتّ ملامحـّه باردّة للغايةّ ،
شهقتّ ماريّ من الصّدمة و كادتّ أنّ تّقف لولاّ ذراع نايت التيّ سارعت لتثبيتهاّ فيّ مكانهاّ نـظرتّ إليه غيرّ قادرة على تفسيرّ ملامحـّه وّ رأتّ يده
ذاتّ الطابعّ ارستقراطي وّ أصابع الطـّويلة تمتدّ ناحيةّ وجههاّ كيّ تلمسّ خدّها فاقشعر بدنها بأكمله قد شعرت ببرودتهّ سّاءلت نفسهاّ هل غشي
على عينيه الداكنتين شيءّ من اللطف يوما ماّ ؟ اقتـربّ منهاّ نايتّ أكثرّ كيّ تّحمر وجنتيها خجلاّ وّ فيّ غمضة عينّ ضربهاّ على جبينهاّ بقوةّ كيّ
تتأوه ماريّ ألما و كادتّ أن تقفّ لولا أنه ثبتها مجددا فّي مكانهاّ ، سّألته ماريّ بإرتباك شديد
ـ لكنّ نايت ماّ الذي تـّفعله ؟ أنـّا .. متىّ أتيتّ لم أرك ؟
كانّ ينظرّ إليهّا بملامحّ غّريبة آثارت الخوفّ بقلبّ ماريّ لمّ يدّم الأمرّ طويلاّ حتىّ حاولتّ ماري أن تتملص من قبضتهّ بّإرتباكّ فـهناكّ شعورّ
يخبرهاّ أنهّ يعلمّ ، همسّ لها نايت بنبرته المبحوحـةّ الـساحرةّ التي كادت أن تّأخذ عقلها بعيداّ لولا أنها تماسكتّ فيّ آخر لحظةّ
ـ هل تتألمين ؟
نـظرتّ إليه بصدّمة أيعقلّ أنه رآها تواّ ؟ لكن كيفّ و الظلامّ دامسّ هنا ؟ حاولتّ أن تجيبه بّإبتسامة أنهّ يتوهم فقطّ لكنّ لمّ يكن ذلكّ سؤالاّ أكثرّ
مما كانّ مجردّ تّأكيد لعـّلمه المسبقّ بالجوابّ أومأتّ نفياّ لكنهّ ضغطّ على ذراّعها دونّ أن يقصدّ فّتأوهتّ بألم و هي تحاول أن تبعدّه عنهاّ لكنّه
لمّ يتحركّ و لو قيد أنملةّ ماّ الذيّ حدثّ له ؟ تصّرفـّاته بدتّ غـريبة للغاّية أمّا نـظراّته الحادّة فتكادّ تخترقّ صميم قلبهاّ إنهّ يقرّأ أفكارهاّ بّكلّ بساطةّ
فّأشاحتّ بّوجهها بعيداّ عنهّ مغـّلقة عينيهاّ بّقوةّ قّائلة بّنبرة مـّرتبكةّ
ـ نايتّ أنتّ تّؤلمنيّ ..
ألاّ يدركّ حجمّ تّأثيرّ لمساتـه الباردّة عليهاّ ؟ ألاّ يدركّ كمّ أن نبضّات قلبهاّ تّخفقّ بسرعةّ فقطّ لقربّ وجههّ منهاّ ؟ بينماّ قطبّ نايتّ حاجبيهّ ملاحظاّ
نبرتهاّ المتوترةّ قدّ زادّه ارتباكهاّ ثقـّة بّشكه لكنهّ لمّ يبتعدّ عنهاّ لن يسمحّ لهاّ بالحصول علىّ فرصةّ للهربّ فّو بأناملهّ الطويلةّ ضغطّ علىّ ذراعهاّ
قاّئلاّ بنبرةّ محـذّرة
ـ ماريّ يستحسنّ أن تجيبيّ عنّ سّؤاليّ فوراّ .. فّأنّا لاّ أعيدّ كلاميّ أبداّ
هـاّ قدّ عادّ لهّ سلوكّه المتعـّجرفّ الفظّ كماّ لو كّأنه نبيلّ من العـّصور الارستقراطية بينماّ هيّ مجردّ خـّادمة لهّ يّأمرهاّ كماّ يشّاءّ و يتدّخل فيّ
شّؤونهاّ متىّ ماّ أراد ذلكّ ، كتمتّ ماريّ ألمهاّ الذيّ يزدادّ كلماّ تّأخرتّ أكثرّ عنّ شربّ جرعتهاّ المهدئةّ وّ حاولتّ أنّ تكونّ مـّركزة متجاهلةّ
دقاتّ قلبهاّ قاّئلة بّابتسامةّ
ـ ماّ الذيّ تقصدّه ؟ لقدّ كنتّ فيّ مدينةّ الملاهيّ لذلكّ بالطبعّ سّأكون متعّبة فقدّ تجولتّ فيّ كلّ الأرجاءّ بـّرفقة أليكس و كليرّ سابقاّ ، نايتّ ألست
تّضخم منّ حجمّ الأمرّ قليلاّ ؟ أيضاّ هلّ يمكنكّ أن تتركّ ذراعيّ ؟ أنتّ تّؤلمني
رمقّها نايتّ بنـّظرات ناّرية غاّضبة اخترقت كيانهاّ بّأكمله ماّ الذيّ يحدّث له ؟ هـذّه النظراتّ تلكّ الحدّة و رفـعةّ الحاجبّ هـذّه كلهاّ تدلّ علىّ
غضبّ العـّارم الذيّ يحاولّ السيطرة عليهّ فّجاهدتّ مفكرةّ أيّن هوّ الخطّأ الذيّ ارتكبتهّ لكنهاّ لمّ تستطعّ أن تجدّ شيئاّ ، ارتبكتّ ماريّ أكثرّ بينماّ
ابتعدّ نايت عنهّا مسرعاّ ثمّ سارّ بخطّوات سريـّعة للغاّية إلىّ المخـّرج فيّ حين أخذتّ تنظرّ إليّه بّدّهشة
ضربتّ خدّيها بّقوة لكيّ تستفيقّ من الصدّمة بّعد ذلكّ ركضّت هيّ الأخرى إلىّ غـّرفتهاّ كيّ تغلقّ الباب خلفهاّ نـظراّته مخيّفة للغاّية و تـّصرفه
غريبّ أيضاّ ماّ الذيّ يحاول فّعله ؟ ماّ الذيّ كان يريدّ معرفته ؟ هلّ من الممكن أنهّ رآهاّ تتّألم لكن ذلكّ لاّ يفسرّ غضبه ؟ لكنّ حتىّ لوّ لاّ تستطيعّ
أن تدّعه يّعلم بّأنها حتىّ الآن لمّ تشفىّ بعدّ و أنهاّ قدّ تعودّ لأيّ ثانيةّ كيّ تصبحّ عاجزة مجدداّ ماّ إنّ استمرت على هذا ّالمنوالّ متجاهـّلة نصّائحّ
الطبيبّ،
زفّرت بّغيضّ شديدّ لاّ يمكن لأحدّ أنّ يعلمّ خصوصاّ نايت و فلوراّ فّهما يّبالغان فيّ حمايتهاّ إن أرادتّ أنّ تّجعلّ إليزابيثّ تّسقطّ فّيجب عليهاّ الوقوفّ
على قدميهاّ تبّا لماّ لا ّيكون الأمرّ أبداّ سهلاّ ؟
أخذتّ حماماّ سريعاّ وّ ارتدتّ ملابسّ نومهاّ الخفّيفة الذيّ كعادتهاّ فستاناّ ورديّ يصلّ لركبتيهاّ تّركتّ شعرهاّ منسدلاّ علىّ ظهرهاّ بكلّ حريةّ ثمّ
اتجّهت إلىّ سريرهاّ الوافر ّالناعمّ مستعدّة لّنومّ لماّ فتحّ بابّ غـّرفتهاّ فزعتّ و استدارتّ مسرعةّ لكيّ تـّرى نايتّ يّقف متكّأ على الجانبّ وّ هناكّ
ابتسامةّ باردّة ظاهرةّ علىّ شفتيهّ جعلت بدّنها بّأكمله يقشعرّ ماّ الذي يخططّ له الآن ؟ تّقدم نايتّ إليهاّ بخطّواتّ هادّئة كسّولة ثمّ جـّلس علىّ
الأريـّكة تحدثّ ببرودّ
ـ ماريّ تعاليّ إلىّ هناّ
وّ إن لمّ أردّ ذلكّ ؟ أرادتّ فعلاّ أن تّقول هـذاّ لهّ لكّن منّ هيّ لترفضّ أوامرهّ ؟ اقـتربتّ منهّ بخطّواتّ بطيّئة للغاّية تكادّ أن تكونّ معدّمة بينماّ هوّ
يّراقبهاّ بّابتسامـّة باردّة تغـّزوا ملامحـّه الجّامدةّ كمّ يخيفهّا عندّما يكونّ بهـذاّ الجمودّ، حاولت ان تحتفظ بقليلّ من الهدوءّ لكنّ متى كانتّ ماريّ
هادئّة و هيّ بجانب نايت ؟ جلستّ علىّ السريرّ باستعداد و نـظرتّ إليه بتصميمّ لم تخلو وجنتيهاّ من تلك الحمرة الطفيفة التي اعتلتهماّ ،
قالت له بّتوتر
ـ ماّ الأمر ؟
التزمّ الصمتّ لفترة من الزمنّ جعلتهاّ ترتبكّ أكثرّ و أكثرّ لماّ عقدّ نايت ذراّعيه وّ أخفضّ علوّ نظراتهّ إليهاّ شعرتّ ماريّ بنبضات قّلبها تتسارعّ
هلّ هو اعتراف بحبهّ لها ؟ هلّ سيطلبّ منهاّ و أخيراّ أن يكون هذاّ الزواج حقيقياّ مثمراّ بّعواطفّ صادقّة لاّ تمثيليةّ مؤقتة ؟ هزتّ رأسهاّ نفياّ مركزةّ
علّى ملامحـّه قدّ زادّه ضوءّ القمـّر جاذّبية تمتمتّ بّكلمة ماّ و هي تحتضنّ يديهاّ بتوترّ شديدّ يجبّ عليهاّ أن تعودّ للواقـعّ حينماّ بدّأ نايت
حديّثه بلهـّجة باّردة
ـ ماّ تـفعلينه الآنّ يعتبرّ غـباءّ لاّ بلّ فيّ منتهىّ البّلاهة و الحمـّاقة ماريّ أعتـّقد أنك رّأيتّ منّ المناظرّ ماّ يكفيّ بجّعلك تّغادرين هذاّ القصر بلاّ عودةّ
تـلزمين الصمتّ أيضاّ الحركةّ لكنّ.. أنّ يخبرنيّ فـّرانسوا بأنكّ تريدينّ مواجـّهة إليزابيثّ ؟ الانتـّقام من ديميتريّ ؟ هلّ أنتّ مجـّنونة أم ماذاّ ؟
شحبّ وجـّه ماريّ كلياّ من كلماتّه القاسيةّ لوّ أنّه قرر مواجهة الأمرّ معهاّ بقليل من اللطفّ أخفضتّ رأسهاّ للأسفلّ محاولةّ التماسكّ أمامّ محـاّضرته
ذاتّ اللهجةّ الحادةّ فيّ حين أكمل نايت حديثهّ بّبرود
ـ ربماّ فقدتّ عقلكّ لذلكّ دعينيّ أشرح لكّ هذاّ ، إنّ إليزابيثّ ليستّ منافّسة لكّ أنتّ لن تستطيعيّ أبداّ مواجّهتهاّ هيّ تتحلىّ بمواصفاّت عديدةّ أنتّ
لا تملكينهاّ كماّ أنهاّ تستخدمّ عقلهاّ على عكسّك أنتّ ، ديميتريّ شخصّ خارجّ متناولكّ وّ لو أرادّ لكان قدّ قتلكّ أثناءّ احتجازكّ لديهّ لكنهّ لم يفعلّ كماّ
لم تفعلّ إليزابيثّ و لمّ تتخلص منكّ بعدّ ، اعتباريها ضّربة حظّ أو شّفقة منهماّ لذلكّ ما دمتّ تملكين الوقتّ فلتنسحبيّ .. أنتّ ضعيفةّ للغايةّ لم تستطيع
السيرّ ليوم كاملّ دون أخذ مسكناتكّ و على حسبّ أقوالّ الطبيبّ فإن استمرت بهذه الحالة فلن يطول الأمر قبل ان تصبحي عاجزة مجددا ،
نـظرتّ إليه بّصدمة واضحّة كيفّ يعلم عن حالتهاّ الصحية ؟ و هي التي ظنت أن الأمر لن يزيد سوءا فهاهو يهينهاّ من كل الأصعدةّ أنوثتهاّ بمقارنتهاّ
بإليزابيثّ ، ناعتاّ إياهاّ بالغـّبية و البلهاءّ أيضاّ المجنونةّ كماّ أنه اعتبرّ أمرّ نجاتهاّ من الاثنين مجردّ ضربةّ حظّ لاّ بلّ شفقة و ماّ الاسوء من أن
يشفق عليك أعدائك ؟ حاولتّ الحفاظّ على رباطةّ جأشهاّ و تمنتّ لو أن فرانسواّ لم يقلّ شيئاّ لكنه في النهايةّ هو لن يستطيعّ إخفاءّ شيءّ عن سيدهّ ،
أدارتّ وجهها بعيداّ عنه و قالتّ بّهدوء
ـ أعذرنيّ نايتّ لكن لاّ شأن لكّ بماّ أفعـّله .. حماقّة كانتّ أو جنوناّ لاّ يحقّ لكّ التدّخل
احتدتّ نـظراتهّ بشكلّ خطيرّ بينماّ حاولتّ ماريّ تحاشيّ تلكّ العينينّ الثاّقبتينّ هيّ لا تستطيعّ أن تتركه يجعلهاّ سجينةّ هذّه الجدرانّ مجدداّ فقدّ قطعتّ
وعداّ بأن تصبحّ بطلةّ نفسهاّ و أنّ لا تحتاجّ إلىّ حمايةّ أحدّ بعدّ الآنّ لن تخرقّ هذاّ الوعدّ ، تحدثّ ناّيت بنبرةّ قاّسية
ـ بحقّ السماءّ ماريّ توقفيّ عن التفوه بالهراءّ أنتّ ضعيفةّ وّ مريضةّ أيضاّ غـبيةّ تسمحين دوماّ لعواطفّك بالتحكّم فيّ قراراتكّ أنتّ لا تنتمين إلىّ
هناّ ، الأمرّ الوحيد الذيّ يمنعنيّ منّ الـطلاقّ هوّ أنكّ مستهدفة فيّ كلّ ثانية من قبلّ الكلّ .. لقدّ كنتّ مخطّئا بجلبكّ إلىّ القصرّ كماّ أنني ارتكبت خطّأ
أسوءّ بالزواجّ منكّ و أناّ الآن أدفّع ثمن ذلكّ الخطّأ و أحاول تعويضّ ما تعرضتّ له فلما لا تنصاعينّ ؟
لاّ لن تسمحّ له بتحطيمّ قلبهاّ مجدداّ لاّ هي لنّ تذرفّ الدموع من أجله مجدداّ و لاّ هي لن تستسلمّ لكلماتهّ الجـّارحة مجدداّ تفضلّ الموتّ على إظهارّ
مشاعرهاّ الآنّ ، صمتتّ لوهلة من الزمنّ بينماّ وقفّ نايتّ و هوّ يتحدثّ بنبرةّ حادة
ـ سوفّ تغادرينّ غداّ لإكمال علاجك و لا مجالّ لنقاشّ
شهقتّ بّعدم تصديقّ و قد اتسعت عينيهاّ خوفاّ ليسّ هذاّ مجدداّ هيّ لن تغادرّ أرضّ الوطنّ بقيتّ في مكـانهاّ لفترة من الزمنّ تـراقبّ نايتّ و هوّ يبتعد
عنهاّ شيئاّ فشيئاّ ، أحكمتّ القبضّ علىّ فستانهاّ ثمّ حاولتّ الوقوفّ لكيّ تتـّبعه لكنهاّ سقطتّ أرضاّ قدّ تخدرتّ قدميهاّ كلياّ فاستدارّ نايت ناحيتهاّ شحبّ
وجههّ و تقدمّ خطّوة للأمامّ لكيّ يساعدّها لكنهّ توقفّ و هوّ يّعود لسيرّ عندّما صاحتّ ماريّ قد ترددّ صدى كلماتهاّ فيّ الـغرفةّ
ـ لاّ يمكنكّ فعل هذاّ .. أنـّا لن أذهب نايتّ و هذاّ قرارّ نهائيّ ، إن كنتّ تريديني أن أبتعدّ عن طريقكّ إن كنت تراني مجردّ عـّالة عبّأ يتوجبّ عليكّ
حمايتهّ ، إن كنتّ تفعل هذاّ بمحضّ الشّفقة فقطّ فّأنا لست بحاجةّ إليكّ ..
قطبّ حاجبيهّ بّاستغرابّ من نبرتهاّ المبحوحةّ و نـظرّ إليهاّ مستلقيةّ على الأرضّ تعجزّ عن الوقوفّ حتىّ لاّ عجبّ أن ديميتريّ اكتفى باحتجازهاّ
فقطّ فهي مثيرّة لشّفقة بالفعلّ تنهدّ مدركاّ أن أسلوبّ الأمرّ لنّ ينجح معهاّ هذّه المرةّ فّحركّ خصلات شعرهّ الأسودّ فيّ كلّ ناحية مبعثّرا إياهّ غيرّ
قادرّ على تجاهلّ كلماتهاّ وّ قالّ بنبرةّ هادّئة
ـ ماريّ .. ماّ الذي ترمين إليه ؟
استندتّ علىّ ذراعيهاّ رافّضة أنّ تّدع قدميهاّ تخذلانهاّ ثّانية رغـّما عنّ كلّ شيءّ اعتّدلت بّاستقامة لمّ يعدّ يعنيّ لهاّ الألمّ إلاّ مجردّ كلمةّ لمّ تحاولّ أن
تستجمعّ شجاعتهاّ لكّي تواجّه قّسوة نايتّ بلّ اكتفتّ بّقول ماّ فيّ قلبهاّ ، بّتحديه دونّ مبّالاة وّ دونّ أن تدركّ هي نفسهاّ أنهاّ ترفعّ رايةّ الـرفضّ إجابةّ
لاّ لأوامرّ أميرهاّ
ـ إن كنتّ تعتقدّ أنكّ تستطيعّ إبعاديّ فّأنتّ مخطّأ بكلّ شكّ لأننيّ لنّ أبارحّ مكانيّ ، تـّعتقد أنكّ بإبعاديّ عنكّ تحمينيّ ؟ تـّظن أنهّ بالتخلصّ منيّ فّسأكونّ
بّخير ؟ تّظن أنهّ بمعالجتيّ ستّكفر عنّ أخطاّئك ناحيتي ؟ أنتّ ياّ نايت لبيرّ بكلّ تأكيدّ مخطّئ
نـظرّ إليهاّ بصدّمة كيّف ؟ ماّ الذيّ تتفوه بهّ ؟ لكنّ كيـّف ؟ قطبّ حاجّبيه بّعصبيةّ و قدّ لمعّ بريقّ عينيهّ بلونّ أزرقّ داكنّ لتزدادّ حدّتهماّ كذلكّ خطّورتهماّ
قدّ بدا أنهّ يعيدّ بناءّ حاجزهّ الجليديّ وّ يرفعّ منّ دفاّعه منّ تلكّ الجدرانّ التيّ استطاعتّ ماريّ اختراقهاّ قليلاّ ، كادّ أن يتحدثّ لولاّ أنهّ أغلقّ شفتيهّ بّعصبيةّ
ظاهرةّ فيّ حينّ أكملتّ ماريّ كلامهاّ بكلّ غضبّ
ـ كـّل ماّ تقومّ بهّ كلّ ماّ تتفوهّ بهّ و كلّ شيءّ بكّ محاّولتك لدفعيّ بعيداّ تجّعلني أتمسكّ أكثرّ بكّ ، وّ إنّ كنتّ تـّظن بّأن حبيّ لكّ بتلكّ السطّحية فّأنتّ بكلّ تّأكيدّ
أحـمقّ أناّ أخبرتكّ سابقاّ إنّ أحببتّ فّسّأحب بّقوة ، إنّ كنتّ تريدّ سبباّ لإبعادي فّيجبّ عليكّ التفكيرّ فّي سببّ أقوىّ ..
لمّ يردّ الاستماعّ إلىّ كلماتهاّ أكثرّ منّ هذاّ قدّ سئمّ فعلاّ جرّأتها التيّ قررتّ الظهورّ أخيراّ متمنياّ لوّ أنهاّ فقطّ تتوقفّ عنّ الحديّث ، لوّ أنهاّ تصمتّ فقطّ
لكنهاّ لمّ تتوقفّ ليسّ بعدّ ان امتلكتّ الشجاعّة فيّ التعبيرّ بماّ يجولّ بقلبهاّ أخيراّ و بقيتّ قيّ مكانهاّ تّقفّ على قدّميهاّ بّقوةّ كأنهاّ تظهرّ له مدىّ تمسكهاّ
بمبادّئها عبرّ جسدّها ، و علّى غيرّ عـّادة نايتّ الذيّ كانّ غالباّ ماّ يّخرجّ منتصراّ من أيّ نقاّش هذّه المرةّ أرادّ فقطّ الابتعادّ عنهاّ مغـّادرة هذّه الغّرفة و
الجناحّ لاّ بلّ القصرّ بأكملهّ إذّ لم يستطعّ أحدّ إلىّ جانبّ ديميتري أنّ يستفزهّ ، كادّ أنّ يرحلّ فعلاّ لولاّ أنّ ماريّ أكملتّ الحديثّ بّغيرّ مبالاةّ لنفاذّ صبرهّ
ـ أنـّا سأتغيرّ نايتّ .. لنّ أبقى ماريّ الضّعيفةّ بعدّ الآنّ وّ لنّ أحتاجّ لحمايةّ، سّأتغيرّ سأصبحّ على مقدّرة بّالوقوفّ إلىّ جانبكّ لنّ تضطرّ للقلقّ عليّ لنّ
أضعفّ لأننيّ بحاجةّ .. لأننيّ أريدّ وّ سأفعلّ.. منّ أجلّ أنّ لاّ أفقدّ أحدّا عـّزيزا عليّ، لاّ أريدّ أنّ أفقدكّ أنتّ لأننيّ أحبكّ فسأصبحّ أقوىّ
فيّ تلكّ اللحّظة تماماّ كانتّ ماريّ قدّ خطتّ خطّوة للأمامّ لكيّ تتغيرّ فيّ لحظّة مواجّهتهاّ لنايتّ و فيّ رغبتهاّ بحمـّايته ، حماّية الرجلّ الذيّ أكسبهاّ القوةّ
أراهاّ الحّب وّ أثـّار كلّ عـّواطفهاّ لحّماية عاّئلتهاّ وّ قدّ أصبحّت بالنّسبة لهّ بمّثابة العّائلة الوحيدّة ، زفرّ بّقوة معـّرباّ عنّ عدمّ تقبّله ثمّ استدارّ ناحيتهاّ شاحبّ
الوجّه مائلاّ للاصفرارّ تّحدث بّنبرةّ مبّحوحةّ هـّادئة جداّ
ـ ماريّ أناّ لنّ أتغيرّ .. لنّ أحبكّ مهماّ حاولتّ مهماّ فعلتّ
اكتفى فقطّ بقولّ هذاّ لعلهاّ تستسلمّ لكنّ يبدواّ أن كلماتهّ قدّ ذهبّت فيّ مهبّ الرياحّ فّهاهي تنظرّ إليهّ بتصميمّ أكثرّ وّ بجـديةّ ، تّبا كمّ هـذاّ سخيفّ للغاّية
كيفّ وصّلت الأمورّ إلىّ هذاّ الحدّ ؟ بعدّ أنّ كانّ الأمرّ مجردّ تّمثيليةّ سّخيفة صارّ الوضعّ درامياّ ملحميا بعواطّف ماريّ الجياّشة بجّنون تصرفاتهاّ استدارّ
مغادراّ غيرّ أنهـّا نادتّه مجـدداّ متحدثّة بهدوءّ
ـ أنـّا أعلم ذلكّ .. فقلبك لمّ يكنّ فارغـّا ليحتوّي مشاعريّ منذّ البدّايـةّ ،
ظهرتّ ابتسـّامة خفيفةّ علىّ شفتيهّ لمّ تلمحهاّ ماريّ و هوّ يكملّ طّريقة بخـّطواتّ كسّولة ، يبدواّ أنّ ماريّ قدّ تغـّيرت بالرغمّ من أنهاّ هي حتىّ الآن لم
تدرك ذلك لكنهاّ تتغيرّ شيئاّ فشيئاّ ، .. عندّما تلاشىّ ظهرّ نايتّ من أمامّ عينيهاّ وّ دقتّ نسمات الرياحّ بّخفة علىّ النافذّة لماّ اختّفى ضوءّ القمرّ مسدلاّ
ظلامّا داكناّ على غرفتهاّ أخفضتّ ماريّ رأسهاّ و ضـغطتّ بّأناملهاّ الـمرتعشةّ على عينيهاّ المغلقتينّ بشدةّ قدّ أخذتّ الدموعّ تعبرّ طريقهاّ كماّ كانتّ
تفـعلّ طوالّ مسيرةّ ماريّ ،
جلستّ علىّ ركبتيهاّ مقاّومة رغبتهاّ فيّ البكاءّ فقدّ حصلتّ علىّ إجابتهاّ .. بعدّ كلّ تلكّ الفترةّ التيّ قضتهاّ معّـه اعـترفتّ له مجدداّ بّصدقّ منّ أعماقّ
قلبهاّ هذّه المرةّ أخذّ اعترافهاّ بجـّدية ليجيبهاّ عنّ سؤالهاّ، عنّ طلبهاّ بـّلا ..
و فيّ هـذّه الليّلة رفعتّ ماريّ عينيهاّ الملّيئتين بالّدموعّ إلىّ الشـّرفة تنـظرّ بّكل أسىّ لسماءّ لندنّ الغائـّمة وحيـدةّ وّ غـيرّ واثقةّ ، مـّلقاة علىّ الأرضّ
بّقلبّ مكسورّ بينّ ثناياّ الليلّ نجحتّ فيّ أنّ تكتمّ شهقاتهاّ تماماّ كمـّا كانتّ تّتألمّ بصمتّ دومـّا ثمّ عادتّ تنـظرّ إلىّ نفسهاّ قدّ حجبتّ الدموعّ المنظرّ منّ
حولهاّ ، همستّ بنـّبرةّ مجـّروحةّ مبحوحّة وّ محطمةّ
ـ يكفيّ ماريّ.. لقدّ قلتّ له أنّك تعـّلمين ، منذّ البدايةّ تعلمينّ .. فلمـّاذا البكاء ؟ أنتّ لستّ بحاجـةّ إليهّ أنـتّ حصـلتّ على إجـاّبتك
بّقبضتهاّ ضـّربت الأرضّية البـّاردة قدّ اكتفتّ من المحـّاولة لمـّاذا الأمرّ صعبّ هكذاّ ؟ لماذاّ قلبّها يّؤلمها بشدةّ كّأنه تحطّم لأشلاءّ عدةّ ؟ لماذاّ جسمهاّ
يرتجفّ بّهذّه الطريقّة ؟ بالرغمّ منّ أنهاّ أرادتّ أنّ تقبلّ ردّه بّهدوء و بالـّرغم منّ أنهاّ كانتّ مصممةّ على الابتسّام وّ قولّ شكراّ إلاّ أنّ كلّ شيءّ ساّر
عكسّ توقعاتها ، انـتّقلت قبضتهاّ إلىّ صدّرها لتضربّ قلبهاّ بقوةّ راغّبة فيّ انتزاعّه و هيّ تهمّس بّنبرةّ فتّـاة قدّ فقدتّ أملهاّ
ـ أيهاّ الكـاذبّ المخادعّ لقدّ قلتّ أنهاّ لن تكونّ سوىّ تـّمثيليةّ، لقدّ قلتّ أنهاّ لن تستمرّ طويلاّ .. لقدّ قلتّ أنكّ سعيدّ بّرؤيتيّ ، لقدّ قـلتّ أنكّ ..
توقفتّ عنّ الكلام لأنّ الحـّروف فقدتّ طريقهاّ لشفتيهاّ المـرتجفتينّ لقدّ قالّ أنه لنّ يحبهاّ أبداّ ، أنهاّ لاّ تجابه إليـزابيثّ و بأنّ كلّ ماّ فعله لهاّ بمحضّ
شفـقةّ فّهل هناّك أسوءّ ؟ هاهيّ هناّ ملقاةّ لوحدّها تذرفّ دموعّ النـّدم لمّ يعدّ هناكّ فرقّ بينّ لندن أوّ باريسّ ، لمّ يعدّ هناكّ فرقّ بينّ قصرّ لبيرّ أوّ سجنّ
ديميتريّ لأنّ الألمّ نفـّسه وّ لأنّ الألمّ يزدادّ بّكل ثّانية و فيّ كلّ نفسّ تّأخذّه ، عـّادت تتحدثّ بّنبرةّ مرتجّفة
ـ أنـّا أسفةّ ..
طـّوال هذّه المـدةّ كانتّ تّجمعّ قوتهاّ لتتغيرّ لتصبحّ أفضلّ لكنّ كلماتّ فقطّ منّ نايتّ جّعلتهاّ تعودّ لنقطةّ البداّية بّقسوةّ لذلكّ ضغطتّ علىّ قبضتهاّ مجدداّ
و مجدداّ ثمّ أخذتّ نفساّ عميقاّ بعدّ ذلكّ وقفتّ لتتـّجه ناحيةّ الـشّرفة فتحتّها بّهدوء ، جـّلست علىّ حافتهاّ تنـظرّ إلىّ أسفلّ حديقة القصرّ بّغـرابةّ محـّركة
قدّميهاّ مجيئاّ و إيابـّا هي تشعرّ بنسماتّ الرياحّ الباردّة تجتاحّ جسدهاّ بكلّ خـّفة صمتتّ تـّاركة دموعهاّ تنهمرّ بحريةّ على خديهاّ المحمرتينّ ..
بـعدّ فترةّ رفعتّ ذراعيهاّ عـّالياّ تّأخذّ شهيقهاّ بعدّ الآخرّ قدّ بدأت تشعرّ بالسكونّ قليلاّ، مدتّ أناملهاّ وّ سحبتّ خديهاّ فيّ اتجاهين مختلفّين محاولةّ
رسمّ ابتسامةّ على شفتيهاّ إذّ أنهاّ قدّ فشل فمهاّ بهذّه المهمّة، قـّالت بّنبرةّ بـّاكية
ـ سـأصبحّ أفـضلّ وّ سأتغيـر وّ سأنسـاكّ حينهّـا ستـندمّ أشدّ النـدمّ ،
بعدّ فترةّ طويلةّ قدّ أثقلت جفونهـاّ لما داهمها النعاسّ مستندةّ علىّ الجدارّ خلفها آثـار البكاء لا تزال على وجههاّّّ بينما كلتا يديها مضمومتين في حضنها
الصّغير محاولةّ أن تنسىّ رفض نايت لهاّ لماّ فتح بابّ غرفتها ببطءّ انتقل إلى مسامعهاّ صوت خطّوات خفيفةّ تعلم ماري جيدا من يكون صاحبها قبل
أن تدرك شيئاّ وجدت ذراعين قويتين ترفعان جسمهاّ ثـمّ وضعهاّ على متن السريرّ لكيّ يرفعّ الغطاءّ بعدهاّ ، توقفّ للحظةّ ينـظرّ ناحيتها بعينينّ
داكنتين بّاردتين قبلّ أن يتنهدّ بقلة حيّلة مغادراّ
أغلق البابّ بـابّ المؤديّ إلىّ غرفتهاّ بهدوء قدّ ظهرت عليهّ ملامحّ الأسىّ هذّه المشاعرّ و تلكّ الاضطرابات تّنجحّ ماريّ دومـّا فيّ غرسهاّ بهّ بطريقةّ
أو بأخرىّ كلمـّاتها الياّئسة المتلّعثمة متظاهرةّ بالقـّوة أوّ وقفتهاّ المـرتعّشة الخاّئفة ألاّ تدرك أنهاّ إن استمرتّ بتتّبعه فّسوفّ تلقى نفسّ مصيرّ والدّته
؟ جدهّ أيضاّ كلّ منّ بقىّ بجانبهّ ؟
اتجّه إلىّ الأريكةّ و استلقىّ واضعاّ حاّسوبه المحّمول علىّ معـدتّه لكيّ يبدّأ العملّ محاولاّ تناسيّ مشّكلته معّ ماريّ ، لقدّ مرتّ ثلاثةّ أيامّ التيّ وعدّ فيهاّ
ديميتريّ بّعدم فّعل شيءّ بّأن لاّ يكشفّ سرهّ لصحافةّ مقابلّ تركّ فلوراّ و ويليامّ لكنّ يبدوا أنهّ تجاهلّ تهديدّه بكلّ برودّ ، هلّ يظنّ أنهّ لّن يتجّرأ علىّ
كشفّ هـّويته ؟ ذلكّ الأحمقّ ..
قطبّ حاجبيه بّعبوس واضحّ هوّ لاّ يريدّ أن تكونّ أيّ صلةّ له بديميتريّ خصوصاّ و أنّ الاجتماع قريبّ جداّ كماّ أنّ ما هوّ على وشكّ فعلهّ سيّجعل
أنـظارّ الصحافةّ أيضاّ تتجّه نحوهّ و هذاّ ماّ يكـّره ، تنهدّ و نـظرّ إلىّ تلكّ المعـّلوماتّ التيّ تحتويهاّ شاشة ّالحاسوبّ
صـّورة لديميتريّ عندّما كانّ صغيـراّ نوعاّ ماّ وّ بجـّانبه أكبرّ سرّ قدّ يتنافسّ الإعلامّ فيّ نشرهّ ، اعتدلّ فيّ جلّسته مفكراّ لوهلة من الزمنّ بعدّ ذلكّ
رفعّ هاّتفه لمّ يمرّ الكثيرّ من الوقتّ حتىّ أجابّ الطرفّ الآخرّ بنبرةّ حادةّ مبحـّوحةّ
ـ ماّ الذيّ تّريده نايت ؟
ذلكّ الطرفّ لمّ يّكن أحدّ سوىّ ديميتريّ بنفسهّ الذيّ كانّ مزاجّه كما يبدواّ سيئاّ للغاّية فّكيفّ سيكون جيداّ و كليرّ تتجاهلّ تعليماته بينماّ آرثرّ أخرّ
القّضية لإشكالّ آخرّ وّ مديرّ شركـّة استوديوهات التسجيلّ استجابّ لطلّب ويليامّ فيّ تعليقّ الجولة لإشكالّ آخرّ طالباّ من أوسكارّ بدّوره البقاءّ بلندن ؟
كلّ ماّ يحاولّ فّعله يسيرّ عكسّ التيارّ و ها هوّ نايت يتصلّ به لتشمتّ به بكلّ تّأكيدّ لكنّ الآخيرّ تحدثّ بنبرةّ بـّاردة
ـ لقدّ مرتّ الفترةّ الزمنـّية التيّ أعطيتّك إياهاّ و لمّ أرى حتىّ الآنّ أنكّ على استعدادّ لتنفيذّ مطالبيّ فّهل أعتبرّ هذاّ رفضاّ ؟
زفرّ ديميتريّ بحدةّ و دفعّ كلّ تلكّ الأوراقّ جانباّ مبعثراّ إياهاّ فيّ الغـّرفة كمّ يمقت التحدثّ معّ نايتّ لأنهّ دوماّ ما ّينجّح فيّ إثـّارة أعصـّابه قطبّ
حاجبيه وّ دفع شعرهّ الأسودّ للأعلىّ قائلاّ بّعصبيةّ
ـ أرجوكّ أعفنيّ لباقتكّ الزائّفة هذّه أنتّ تعلمّ جيداّ أننيّ و لاّ حتىّ بعدّ مليون سنةّ سّأفعلّ ماّ تريدّه لذلكّ توقفّ عنّ هذّه الألعاب أيضّا ..
صمتّ الطرفّين لوهلةّ من الزمنّ حيثّ كانّ ابتسمّ ديميتريّ ببرودّ على ماّ هو على وشكّ قولهّ بينماّ نـظرّ نايت إلىّ السماعةّ لكيّ يتأكدّ أنّ ديميتريّ
لاّ يزالّ معه ثمّ قطبّ حاجبيه مستغرباّ ثّوران أعصابهّ عادّة يلزمه علىّ الأقلّ نصفّ ساعةّ تنهدّ فاركاّ جبينه بّقلة حيّلة عندّما تحدثّ ديميتريّ بّهدوء
ـ أتظنّ أننيّ سّأصدقكّ ؟ بعدّ كل ماّ فعلته للحصول علىّ أموالّ ماكاروف سّترميّ كل جهدكّ مقابلّ الكشفّ عن هويتي ؟ ألاّ تدرك بعدّ فعلتكّ هذّه فأنتّ
سوفّ تقللّ من نسبةّ التصويتّ لك ؟ نايتّ عزيزيّ أحياناّ يجبّ عليكّ تركّ الانتقامّ جانباّ ..
ازدادّ وجـّه نايت عبوسّا إذّ من هوّ ليتكلم عنّ تركّ الانتقامّ جانباّ ؟ أليسّ هوّ من فعلّ المستحيلّ و كلّ السبلّ الممكـّنة لتحطيمه ؟ تجّاهل نايتّ تعليقهّ
و هوّ يوشكّ علّى إغلاقّ السماعةّ لاّ فائدّة من الحديّث معه على كلّ حالّ ذلكّ الرجلّ لا ّيستمعّ إلىّ أحدّ فّقالّ بنبـّرة باردةّ
ـ ديميتري عزيزيّ لتذّهب إلى ّالجحيم
تمّلمل نايتّ فيّ جلسّته قدّ شعرّ بالضجرّ منّ سخريةّ ديميتريّ له ألاّ يعلمّ ذلكّ الأبله كيف يتملقّ الآخرينّ إذّ أن مصيرّ كشفّ هويته بينّ يدّيه لكنّ يبدوا
أن الأخيرّ لا ّيعلم ذلكّ جيداّ فّتجاهله نايتّ كيّ يغلقّ السماعةّ فيّ وجـّهه عندّما تحدثّ بّنبرة باردةّ
ـ نـايتّ .. لحظةّ ، أريدّ التحدثّ إلىّ ماري
قطب نايتّ حاجبيه بّإستنكارّ هل يتعقدّ ديميتريّ فعلا أنه سيتركه يتحدثّ معّ ماري ؟ لاّبد أنه فقدّ عقله بكلّ تأكيدّ إنّ ماريّ خطّ أحمرّ لنّ يدعه يقتربّ
منه مرةّ ثانيةّ أبداّ فّأجابه بّنبرة هـادئةّ مبحوحـةّ شديدةّ التحذيرّ و التهـديدّ
ـ لمصلحتكّ الخاصةّ يجدرّ بّشفتيكّ أن تنسىّ كيفيةّ نطقّ بهذاّ الإسمّ ديميتريّ ، ربماّ تمكنكّ من الاقترابّ منهاّ سابقاّ لكن لن أدعّ هـذا الخطّأ يتكررّ
مرتينّ ..
زفرّ ديميتريّ بغيضّ إذّ أن لهجـةّ نايتّ الواّثقة أثارتّ سخطّه حاولّ أن يحافظّ على هدوءه إذّ لا يمكنه الاعتماد على كليرّ كلياّ في استعادة أليكساندرّ
بلّ يجبّ عليه هوّ أيضاّ أنّ يجدّ طريقةّ لاستعادتهّ و مّا الطريقةّ الأفضلّ و الأسرعّ للوصول إلىّ ماريّ الشخصّ الذيّ يمكثّ عنه أليكساندر حالياّ
، ماريّ شخصّ يستطيعّ الاحتيالّ عليه بّسهولة قدّ يكون كسبّ ثقتها صعباّ قليلاّ لكنهاّ ستفعل المستحيلّ من أجل نايتّ لقدّ أثبتت له سابقاّ أن إخلاصها
سيبقى دوماّ لنايت تمتمّ بّشيء ماّ ثمّ قالّ بنبرة ساخرةّ
ـ ماّ الذيّ تحاول أن تثبته نايت ؟ أناّ أعلمّ كلّ شيءّ عنّ علاقتكّ بماريّ ، كانتّ مجردّ تمثيليةّ لكيّ تستعيدّ كبرياءك أليسّ كذلكّ ؟ كـبرياءك الذيّ جرحّ
من ترك إليزابيثّ لكّ و منّ إعلاّن زفافّها من كايلّ صديقـكّ وّ قريبك ؟
لماذاّ ينفكّ الجميعّ ربطّ أفعالهّ بّإليزابيثّ و كايلّ ؟ تمتمّ نايتّ بشتيمةّ ماّ فيّ حيّن أخذّ ديميتريّ يضحكّ بقوةّ عليهّ لأولّ مرةّ يلتزمّ نايتّ الصمتّ ابتسمّ
بسخريةّ إذّ أنه يعلمّ سرّه الصغيرّ فّماري لمّ تكنّ سوىّ تغطيةّ للمجتمعّ أيضاّ لكبـرياّئه المفقودّ و يبدواّ أن هذّه التمّثيلية البسيطةّ استغرقتّ وقتاّ
أطولّ من اللازمّ لتكادّ أن تصبحّ حقيقةّ ، تحدثّ ديميتريّ ببرودّ ساخرّ
ـ أناّ لاّ أصدقّك أبداّ نايتّ رغبتكّ فيّ حمايتهاّ ، إلاّ إن كانتّ ماريّ تملكّ شيئاّ يجعلكّ تحميهاّ أوّ ربماّ هل يمكننّي القولّ بأنكّ قدّ وقعتّ أخيراّ بعدّ طولّ
زمنّ فيّ شرّ أعمالكّ .. أنكّ تحبها ؟
زفرّ نايتّ بعصبيةّ بالـغةّ لمّ يطّق تهكمه بعدّ الآن فيّ حين أكملّ ديميتريّ ضحكـّه بعدّ أنّ انتهى من السخريةّ ، يعلمّ كلاهماّ جيداّ أنّ الوقوع فيّ الحبّ
يعتبرّ جريمـةّ لاّ بلّ خطيّئة لاّ يمكنّ أبداّ تفاديهاّ إن سبقّ لكّ و وقعتّ بهاّ عاّئلة ماكاروفّ تعلمّ هذاّ جيداّ ، تنهدّ قدّ استعادّ هدوءه لكيّ يتكلم
بنبرةّ باردةّ مبحـّوحةّ
ـ يبدواّ أنناّ لسناّ على نفسّ الخطّ .. ديميتريّ مهماّ قلتّ و مهماّ فعلتّ مهما حاولتّ فّأنا لنّ أدعكّ تصل إلى ماريّ أبداّ قدّ تظن بّتهكمك هذاّ أنني
سأسمح لك بالتأثير في قراراتي لكنكّ ياّ سيدّي مخطّئ ، لذاّ فكرّ قليلاّ فيّ هويتكّ التي ستكشفّ للعلنّ و كيفيةّ التملصّ من تحقيقّ الشرطةّ أيضاّ
أسئلة الصحافةّ قبلّ أن تفكرّ فيّ دردشة معّ ماريّ .. الوداعّ
قطب ديميتريّ حاجبيهّ بعصبيةّ واضحّة و كلماتّ نايتّ تطعّنه تماماّ كاشفةّ سرّه الصغيرّ للعيانّ لا يمكن له أن يدعّ نايت يفعلّ ذلكّ إلاّ هويتهّ هو
الذيّ حاول جاهداّ تزويرّ وّ إخفاءّ أمرّ موتهّ بعدّ عناءّ كبيرّ لكيّ يأتي ذلّك الأبله و يكشف كلّ شيءّ لصحافةّ تبا هو لنّ ينجواّ أبداّ من تحقيقاتّ شرطة
و إن لم يتولى الأمرّ بشكلّ مناسبّ فربماّ سيكون مشتبهاّ به فيّ تلكّ الحادثةّ ..

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن