الشابتر الخامس والخمسين -رجال مـاكاروف لا يخسرون ~

2.4K 102 21
                                    

أحـلام هيّ التي بنـتها بـرفقةّ أمالها في كل فـترّة قضتها من حياتها حتـى الآن كل خـطوةّ خطتها للأمام اعتـبرتّ نفسها قدّ خـطتّ بالقربّ من أمنياتها
غـير أن كل شيء تغـير و نـظرتها المتـفائلةّ المليئةّ بالأمل قدّ اختـفتّ كـذلكّ أحلامها حينما اصطدمت بالـواقع و تـغيرت جميـعّ أحلامها فلم تتخـطىّ أكثر
من رغبتها فيّ العـيشّ للغد فقطّ و عندما تـضعّ رأسها على وسادتها ستستيقظّ غدا و أن تـبقى مثلما كانتّ قبلا مـبتسمةّ تـتبعه بضحكـةّ معتـرفةّ له
بحبـهاّ مرارا و تـكراراّ في حين يجيبها هوّ فقطّ بالصمتّ أحيانا بأنه بالفعل يعـلمّ ذلكّ لكنّ مرفقا كـلماته الهادئةّ بابتسامةّ خفيفةّ ..
أليكسـاندر يمسك بيدها يـضحكّ على إجابة نايت المـختصرةّ و كايل بجـانبهم يسير بخـطواتّ متململة قدّ سئم فعلا من حيـاته الـوحيدةّ كما يدعيّ فقرر
أنّ يرتبط بأول فتـاةّ يراها فيّ حين فـرانسواّ يسرع نحوهم ممسكا بكـومةّ من الأوراقّ بجـانبه سوزيّ تساعده هيّ تـؤنبه على طريقة سيره الـسريعةّ ،
فـلورا تقف على مبـعدةّ منهم تحتضن ذراع ويليامّ الذيّ كان يضحك على شيء قالته ربما و كلير بجانبهما تـحاولّ أن تجعل فلورا تـلتزم الصمتّ قليلاّ ،
السيدة فـرانسيس تحذرها من تصرفاتها الصبيانيةّ و السيد بولّ ينظر إلى إحدى النبتاتّ بتمعنّ و هو يسـأل الـخادمةّ حول طريقةّ اعتنائها بهاّ ..
هـذّه هي عـائلتها لطالما كـانوا كـذلكّ لطالما كان انتمى قلبها إلى ذلك المكان مهما ابتعدتّ عنه ، كم تمنتّ لو أنها تـملكّ فـرصةّ أخرى للعيشّ مجدداّ حينها
هل ستـتبعه مجددا ؟ هلّ كانتّ ستوقع ذلكّ العقدّ ربما ستفعل لأنهاّ عاشتّ أفضلّ أيام حياتها بين جدران ذلك المنزل ،
نـزلتّ دمـعةّ بسيطةّ فقطّ تـسللتّ على وجنتها اليمنى قدّ كانت تـضعّ أنبوب الـتنفسّ ذاك بالكاد تـستطيعّ الـحركةّ لا إنها لاّ تستطيعّ نـظرتّ إلى والدتها التيّ
تـبكيّ بـصوتّ مسموعّ للغـايةّ فيّ تلك الغرفةّ البيضاءّ الـفـارغةّ إلاّ منهما و صـوتّ نبضاتّ قلبها فيّ ذلكّ الجهازّ بجانبها فـحركتّ يدهاّ ببطءّ كي تقتربّ منها
والدتها مسـرعةّ أمسكتهاّ و احتضنتهاّ فـتحدثتّ ماريّ بصوتّ مبحوحّ متقطعّ
ـ العـملية .. هل نـجحت ؟
هـزتّ السيدةّ سيليا رأسها نفيـا بالرغم من أنها لم تسمعّ قط كلماتها إلا أنها استطاعتّ أن تعلم ما يجول ببالهاّ كيف لاّ و دموعها تنهمرّ بشدةّ على وجنتيهاّ
و هيّ ليسّ بيدها أيّ شيء ، تـحدثتّ بنبرة ّمرتجفـةّ
ـ لقد قـال الطـبيبّ أنه و بحـالتكّ هذه فلن يستطيـع القيام بالعـمليةّ خـطورةّ فشلها أكبرّ من نجاحها لذاّ قـام فقطّ بإنعـاشكّ إلى حين عـودةّ نبضات قلبكّ إلى
حالتها الـطبيعيةّ ..
رفـعتّ عينيها إلىّ ذلك الـجهازّ أجل لقدّ عـادت نـبضاتهاّ للعـملّ مجدداّ فلمّ تستطعّ سيليا التحكمّ في نفسها أكثرّ لكيّ تحتضنهاّ بقوةّ حينماّ جلبتها إلى هناّ
كانتّ شاحبةّ بالكادّ تعتبرّ حيةّ لذلكّ أضطر الطبيبّ لتأجيلّ العـمليةّ إلى غـايةّ تحسنّ عمل قلبها قليلاّ و هاهي تفتحّ عينيها مجدداّ ليستّ بحالةّ أفضلّ ربما
أسوءّ مما كانتّ عـليهّ لكن رعـايةّ المستشفىّ جعلتّ من ألمهاّ أقلّ بدرجاتّ ،
ـ نـايت ؟
بصوت مـرتجف نـادتّ باسمه فإزداد ألم سيليا أكثر على ابنتها و ابتعدتّ عنها قليلاّ مشيحة وجههاّ بعيدا حينما دخل ذلكّ الـرجلّ بالأحرى زوجها نـظرّ
إليهما بهدوءّ كانتّ ماريّ مستلقيةّ على السريرّ محاطةّ بكم عديدّ من الأجهزةّ و بجانبها سيليا لما عـادتّ ماري تسـأل بصوتّ مبحوحّ لكنه أقوىّ قليلاّ
فاقترب منهاّ ذلكّ الرجلّ ثمّ أمسكّ بيدها قـالّ بنبرةّ لطيـفة
ـ لقد فـاز ..
تـلاشتّ تلكّ القوةّ في قبضتها و سقطتّ يدها مجددا على السريرّ لكيّ تغلق عينيهاّ حينها وقفت سيليا مسرعةّ و نـظرتّ إليها لاّ تبدوا بخيرّ لم تكن أبدا
بخير فـعادتّ لتجلس بجانبها ممسكةّ بيدها لكيّ يقترب منها زوجهاّ وضعّ يده على كتفهاّ و لم يقلّ شيئاّ فلا شيءّ يستطيعّ أن يخفف عنهاّ ..

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن