شابتر الثلاثون- ـ حـّلوى منّ الغّريب-

2.1K 103 35
                                    

بّعيدا عن أجواء باريسّ المتوترةّ تحتّ سماءّ أميركاّ حيثّ سوفّ يّقام ذلكّ المهرجانّ المنتظرّ ، بإحدى الفنادق المنتشرة بكّثرة كانّت
غـّرفته الفخمةّ تـطلّ علىّ شّوارع لوس انجلوس المذهلة رغـّم أنّ جّمالها يّفوق الخيالّ إلاّ أنهاّ لم تثرّ إهتمامّ ويليامّ على الإطّلاق
بلّ بّقي طـّوال الرّحلة هناّ بهذّه البقعةّ يّبذل جّهده لإنجاح أغنيته الجديدّة و يتمرنّ كلّ ليلة على الكلماتّ فّهو لاّ يّرغب أنّ يّخفقّ بّعد
كلّ ماّ مر بّه ،
وضـّع منشّفة علىّ شعرهّ الأشقرّ الحريريّ المبللّ و تـّوجه نحوّ السريرّ لكيّ يرميّ بجسدّه المرهقّ عليهّ ، بّعد لحظاتّ رفّع هـّاتفه و
نـظرّ إلىّ الشـّاشة بّأسى شديدّ إذّ يبدواّ أنّ أحداّ لم يحاولّ الاتصال به حتىّ أن ماريّ توقفتّ عن إرسالّ تلكّ الرسّائل النصّية القصيّرة
المشجعةّ و يبدواّ أن نايتّ مشّغولّ جداّ بّمنصبّه الجديدّ إذّ لاّبد أنه قدّ عين كّمديرّ لشركاتّ لبيرّ بأكملهاّ و بالّرغم من محاولة ويليام الاتصال
به إلاّ أن هاتفه خارج مجال التغطية أو مغلقّ ، بينماّ فلورا غـّاضبة جداّ لكيّ تكلمه ، ياّلهم من أصدقاّء فّكاد يرمي هاتفه جانباّ عندّما رنّ
و ظهرّ إسمّ فلوراّ ليشّعر بالصّدمة ماّ هذاّ ؟رفـعّ السماّعة بتّردد و الهواجس تراودّه ثمّ تحدثّ بنبرةّ مرعوبةّ قليلاّ
ـ نعـّم أقصدّ ألوّ ، أعنيّ مرحباّ
فيّ الجاّنب الأخرّ كاّنت فّلوراّ متّرددةّ كّثيرّا إذّ أنّ خطّوتها هـذّه بالنّسبة لهاّ حركّة جّريئةّ منّ قّبلهاّ لكنّ إنّ أرادت كسبّ حّب ويّليامّ فيجبّ عليهاّ
السعيّ لهّ ليسّ كّأنهاّ لمّ تحاوّل سابقاّ الاتصالّ بهّ لكنّ عـّدم رفعه لسماعةّ فيّ كلّ محاولةّ لهاّ جّعلها تشعرّ بالراحةّ قّليلاّ كّأنها تّؤجلّ المحتومّ
أخـذتّ نفساّ عميقّا مستجّمعة أفكاّرها و قـّالت بّإبتسامةّ تعّلو شّفتيهاّ
ـ صبّاح الخيرّ ويّليامّ ، كيّف حـّالكّ ؟
نـظرّ ويّليامّ إلىّ الشّاشة بّعدم تصديّق فهلّ فـّعـلا منّ تحدّثه هيّ فلورّا ؟ فّلوراّ العـّصبية الثّائرة علىّ مـداّر الأيّام ؟ شّعرّ بالقّلق ينسابّ لّقلبه إذّ
كّانت غّريبة جداّ لهّ مماّ جّعله يتسّاءل مّا إن حـدثّ مكروهّ ماّ ، فّردّ بّنبرة قّلقة
ـ ماّ الأمرّ فّلورا ؟ هـّل حدثّ شيءّ ماّ ؟
حـّاولت فلوراّ التماسكّ و الإبقّاء على ابتسامتهاّ فّجملةّ ويليامّ تّثيرّ أعّصابهاّ فّعلاّ ، ماّ الذيّ يعـنيه بّحدثّ شيّء ماّ و هلّ يجبّ أنّ يكون هناكّ
شيء لتتصّل بهّ ؟ زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ و رفـعتّ خصّلات شعرهّا الأصّهب بحركةّ تنمّ عنّ العّصبيةّ لكيّ تّربطّه على شكلّ ذيّل حصّان ، تحدثتّ بنبرةّ بّاردة
ـ لاّ ، أنـّا أسّفة إنّ كنتّ قدّ أزعـجتكّ لمّ أقصدّ ذلكّ إذّ أننيّ أردتّ فقطّ الاطمئنان عليكّ ، أعـّلم أنكّ رجلّ مّشغولّ لذّا وداعـّا
شعـّر ويّليامّ بالحزنّ فيّ كلماتهاّ مماّ جّعله يرتبكّ حيث أنهّ لمّ يكنّ يتوقّع أبداّ أنّ تّقولّ فلوراّ فيّ يوم ماّ أنهاّ تّريد الاطمئنان عليّه ، حكّ جّبينه بّتوترّ
لاّ يّعلمّ سّببه ثمّ أجـّابها مسرعاّ قبلّ أنّ تقومّ بّغلق السماعةّ
ـ لاّ انتظري لستّ مشّغولاّ علىّ الإطـّلاقّ،
عـمّ الصمتّ لمدةّ من الزمنّ فلمّ يجدّ أحدّهماّ موضوعاّ لمناّقشتهّ ، عنـدّما فّتح أوسكاّر البّاب بّطريقّة فّوضوية تدلّ علىّ عدمّ اهتمامهّ أوّ بالأحرى
لبّاقته كانّ يسيرّ بكلّ كسّل عنـدماّ لمحّ ويليامّ ممسكاّ بهاتفهّ فاتسعت عينيهّ من الصدمةّ و ركضّ نـّاحيته كيّ يّأخذّ الهاتفّ من بينّ يدّيه مماّ جّعل
ويليامّ يّشعر بالّغضبّ فّأمسكّ هاتفه هوّ الآخرّ صّارخاّ بّعصبية
ـ سحّقا ماّ الذيّ تـّريده الآنّ ؟ أتركّ هاتفيّ اللعينّ و شّأنه
بينماّ كاّن أوسكاّر يسحبّ الهاتفّ بّكل قّوته خوفاّ منّ كونّ الشخصّ الذيّ ويليامّ يتحدثّ معه الآنّ هوّ نايتّ و لوّ علمّ ديميتريّ بالأمرّ لسوفّ يّثورّ
كعـّادته ، إذّ ان أوسكارّ حاولّ إقناعّ ديميتريّ بّعدم التعرضّ لويليام أوّ محاولة قّتله و ذلكّ بّمراقبته طّوال الوقتّ و إبّعاده عنّ نايتّ ، ماّذا سيفعّل إنّ
فشل فيّ مهمته هذّه ؟ و بإرتباكّ ضّغط على زرّ مكبرّ الصوتّ دونّ درّايته ليصّيح بّتوتر
ـ أنتّ ماّ الذيّ تفعله ؟ لقدّ أتيناّ للعّب لا للمغـّازلة فأترك هـذاّ الشيءّ جانبا
بالرغمّ منّ أنّ ويليامّ ناّدرّا ماّ يغضبّ لكنّ أوسكارّ بتصّرفاته الغـّريبة هـذّه يجّعله يّفقد أعّصابه ، فّبعد أن إتصّل شخصّ ماّ بّه أخيـّرا هاهوّ يسحبّ
الهاتفّ منه لذّلك لاّ لنّ يّنصاع لطلبه هذه المرّة و كـّاد أنّ يصّيح بّغضّب هوّ الآخرّ عندّما تحدثّت فـّلورا بّنبرةّ نـّأرية
ـ أنّت أيهاّ السافلّ أوسكاّر ماّ الذيّ تظنّ نفسكّ فاعلاّ بأخذّ هاتفّ ويليامّ ؟ ألهـذاّ السببّ كانّ مطّفئّا طّوال الوقتّ ؟ لماذاّ تستمرّ بالتقربّ من ويليامّ
و إبعادّه ؟ أيّعقلّ أنكّ شّاذّ ؟ أنتّ لاّ تحبّ الرجالّ أليسّ كذلك ؟
عـمّ صمتّ عـميقّ و ثقيلّ فيّ أركانّ الغـّرفة كيّ يسقطّ الهـّاتف علىّ السريرّ بينماّ أحمر وجّه أوسكاّر لاّ من الإحراجّ أوّ الخجلّ بلّ من الغـّضب الذيّ
يّتأججّ فيّ كلّ قطرّة دمّ تسيرّ بّعروقهّ إنهاّ بالفعلّ وقحةّ بالنسبةّ لفتاةّ فيّ مثلّ سنهاّ ، أليستّ تبلغّ الـثّالثة و العـّشرينّ ألاّ يعنيّ أنه و بهـذاّ الوقتّ يجدرّ
بهاّ أنّ تكونّ قدّ تعلمتّ أسسّ الكلامّ ؟ شّعرّ ويليامّ بالجوّ و هو يّصبحّ كئيبّا و غـّريباّ قـّليلاّ لكيّ يضحكّ بّتوتّر متحدثّا بكلّ لطفّ
ـ لاّ بالطبّع لاّ ، ماّ الذيّ تّقولينه فلوراّ أرجوكّ اعتذري منه
تـجاّهلت فلوراّ كـّلماتّ ويّليامّ المحـذرّة و المّؤنبة لهاّ أكثرّ من كونهاّ لطيفةّ إنّ تواجدّ أوسكارّ بجانبّ ويّليام يثير غّيضهاّ فلماذاّ يسّتمرّ دوماّ بالاقتراب
منهّ دونّ ألسمأّح لأحدّ آخرّ بّذلكّ كماّ لو كّأن ويّليام ملكاّ له لاّ يجبّ عليهّ لومهاّ هيّ أفّلا يرى تصّرفات أوسكاّر الغـريبةّ ناحيته ؟ قـّالت بّكل عـنادّ
ـ و لماذاّ أعتـذرّ ؟ أنه لاّ يستحّق ذّلك ، ثمّ لماذاّ تستمرّ بالدّفاع عنه ؟
نـظرّ ويليامّ إلّى أوسكاّر كيّ يجدّ ملامحّ وجّهه مسّعرة بالغـّضب خصّلات شعرّه الأسودّ سقطتّ بكلّ فوضوية علىّ جبينه بينمّا يدّه اليمنىّ تـطرقّ بكلّ
عصبية علىّ ركبّته ، عندّما لمّ يستطع أخيرّا احتمال الأمرّ كيّ يّصرخ بّحدةّ
ـ أيتها.. لاّ أصدّق ذلكّ، أنتّ بالفعلّ وقحةّ لاّ بلّ حقّيرة يجدرّ بكّ الشكرّ لأننيّ لستّ فيّ لندن الآنّ لكنتّ جّثة مّيتة،
حـّاول ويّليام تّهدّئة الأوضّاع عبرّ سحبّ أوسكارّ لكنّ الآخيرّ لمّ يتحركّ قيدّ أنملة منّ مكانه حيثّ استمرّ بالنظرّ بشررّ نـّاحية الهاتفّ و لوّ كانّ فعلاّ
بلندنّ لأمرّ رجالّ ديميتريّ بالقّضاء عليهاّ هذّه الحقّيرة تّقف كالعلقمّ فيّ الحلقّ ، بينماّ أخذتّ فلوراّ تّضحكّ بّقوة علىّ كـّلماتهّ ثمّ تحدثّت بنبرةّ سّاخرة
ـ يّا رجلّ حتىّ أناّ أستطيعّ الشتمّ أفضلّ من هـذاّ ، أتّريد سماعّ شتائمّ حّقيقيةّ إذّن دعنيّ أسمعكّ إيّاهّا أيهاّ المـ ..
و قبّل أنّ تكملّ جّملتها أغلقّ ويليامّ السماعةّ بّإرتباكّ فإنّ كان يّعلمّ أحدّ بماّ يستطيعّ فمهاّ الصغيرّ ذلكّ التّفوه بهّ فهوّ ويليامّ إذّ أنه أكثرّ شخصّ
تعرضّ لشتمّ و النعتّ و الركلّ منّ قبلهاّ ، فرمقّه أوسكارّ بنـظرّة خـطيّرة نـّارية ثمّ وقفّ و غـّادر الـغّرفة قـّائلاّ بنبرةّ حّادة ،
ـ أتجّه إلىّ القاعةّ الرئيسيةّ فّرئيس شركّة التّرفيهّ يريدّ لقّائناّ
حينهّا تنهدّ ويليامّ براحّة لكيّ يّهزّ رأسهّ نفياّ بعدّ فترةّ ، دوماّ ماّ تنتهيّ نقّاشاته معّ فلوراّ دونّ الوصولّ إلىّ الهدفّ فهوّ حتىّ الآنّ لمّ يعرفّ السببّ
الذيّ دفّعها للإتصّأل بهّ يّا لهاّ من امرأة معّقدة الفهمّ ، دفّع هـّاتفه جّانباّ على المنضدّة كيّ يتجّه نـحوّ الخـّزانة ارتدى بذلّة رسميةّ سوداءّ دون
رّبطة عنقّ و أغلقّ البابّ خلفه ، لماّ رنّ هـّاتفه مجدداّ كيّ يرتدّ كالصدّى دونّ مجيبّ ،
نـظرّت فلوراّ إلىّ الشّاشةّ بّعدم استيعابّ عندمّا صّرختّ بّأسى و هي تكادّ أن ترميّ نفسهاّ من تلكّ الشّرفة ، مّا الذيّ قالته تواّ إنهاّ بالكادّ تستطيعّ
التذّكر كماّ لو كّأن شخصّاّ قدّ استحوذ عّليها ، أينّ اللبّاقة ؟ أينّ ذهبّت فكرةّ كسبّ قلبه ؟ لماذاّ تستمرّ بالفشّل الذّريع هكذا ؟ لاّ تصدقّ ذلك .. أخيراّ
بعدّ أن ردّ ويليام على مكالماتها تنعت صديقه بالشاذ و ترفض الاعتذار أيضاّ ثم تتفوه بشتائمّ سّوقية ، همست لنفسها بأسّى
ـ وداعاّ لحبيّ و أناّ التيّ أردتّ كسبّ قلبه بلّ بالأحرى كسبّ كرهه بجداّرة
زفرتّ بحزنّ لماذاّ دوماّ ما تقول كلاماّ لاّ تقصدّه أبداّ ؟ ألا تستطيعّ التصرفّ كفتاة و لوّ دقائقّ ؟ إن استمر الوضعّ هكذاّ فّستبقى طوالّ عمرهاّ ّ دون
أن تكون قادرّة على الاعتراف بحبهاّ

لا يجب القول لا لفخامته(منـقولة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن