28

24.3K 443 4
                                    

*****الفصل الثامن والعشرون*****

فى غرفة صغيره فى المستشفى تنام أسيل على الفراش غير مدركه شئ مما يحدث حولها وتجلس بجانبها سيده كبيره فى العمر بسيطة الحال تعيش مع زوجها وبناتها فى بيت بسيط الحال معروفه بكرمها وطيبتها تجلس هذه السيده التى تسمى الحاجه مبروكه بجانب أسيل تمسح على شعرها وتدعو لها الله ان يشفيها ويعوضها خيرا مما راح ليدخل عليها زوجها إسماعيل وهو أيضا رجل كبير بالعمر طيب القلب وبسوش الوجه يعمل بخدمة الجامع ليسأل إسماعيل زوجته قائلا: ها ياحاچه مبروكه البنيه كيف حالها دلوقيت
مبروكه: والله ياحچ حالتها متسرش معرفاش حاچه ولا دريانه باللى حواليها
إسماعيل: بس لازم نعرف تبقا بت مين دى ولامن وين
مبروكه: دى شكلها بت ناس ومبسوطه لابسه خلجات غاليه ومش من توبنا اهنه ولابسه فى يدها خاتم شكله غالى اوى
إسماعيل : خلى حاچتها متصانه لحد ماتقوم بالسلامه وتاخدها
مبروكه: انا چبتلها خلجات من عند فاطمه بنتك وعينتلها حاچتها فى شنطه اهنه
إسماعيل: زين يا ام البنات انا هروح حدانا أچيب فلوس للمستشفي وهعدى الاول أشوف الحكيم ياچى يبص عليها  ويعرفنا ايه اللى بيها وهبعتلك فاطمه تقعد وياكى بيها
مبروكه : ماشي يا أبو فاطمه ربنا يعطيك الصحه
ثم خرج إسماعيل وبعد دقائق بدأت أسيل تتحرك فى الفراش بشكل غريب ونفسها يهبط ويعلو بسرعه شديده وتتعرق جبهتها وتحمر حتى قلقت مبروكه وخرجت تنادى على احد الممرضين والاطباء ودخلت لها سريعا لتجد أسيل تنتفض فى فراشها وتصرخ عاليا فدخل الطبيب سريعا واعطاها ابره تجعلها تهدأ وتسترخى لتنام .
وبعد قليل هدأت أسيل قليلا واسترخت حتى عادت الى نومها مره آخرى .
فقلقت مبروكه وسألت الطبيب قائله : هى مالها اكده يا دكتور
الدكتور: هو ايه اللى حصلها من شويه قبل ماتنادينا
مبروكه: انى لاقيتها بتتنفض ووشها بيحمر ويعرق ونفسها مش ملحقاها كيف مايكون فى حد هيچرى وراها وفضلت تصرخ وتقول يا آسم و لا هتقول ايه معرفش
وبعدين انى خرچتلكم يا دكتور ودخلت لقيتها على حالتها اللى شوفتها دى
الدكتور : هى بتصرخ وتقول يا آسر بس ياترى مين آسر دا و يقربلها ايه هى أكيد اتعرضت لضغط نفسي وتعذيب ودا اللى مخليها متقدرش تفوق عندها صدمه جامده
مبروكه: يا حبيبتى يابنيتى . ربنا يسامح اللى كان السبب
دى بنيه كيف البدر وخسرت ضناها دى سقطت يا دكتور
الدكتور : ايوه ما انا عارف ماهو دا من أثر التعذيب والخوف
بس ان شاء الله هتبقي كويسه وترجع لطبيعتها
مبروكه: يارب يا دكتور. تفوق وتقول على اهلها يبقوا مين ولا چوزها يبقا مين 
الدكتور: بس انتى يا حاجه مبروكه ملقاتيش حاجه معاها تدل هى مين
مبروكه: لا والله يا دكتور مافيش غير خلجاتها اللى كانت لبساهم وخاتم كان فى إيديها

الدكتور : طيب تمام هتنزلى تحت تسلميهم للامانات يا حاجه مبروكه وهى طالعه من المستشفى هتاخدهم
مبروكه: حاضر يا دكتور بس لما تاچى بنتى تقعد چارها وانا هنزلهم بيدى
الدكتور: طيب لو فى اى حاجه ابعتيلي وانا فى الدور اللى تحت منك علطول
مبروكه: متشكرين يا دكتور
الدكتور : على ايه دا واجبي احنا اللى بنرحب ونشكر اى حد فى قلبه رحمه زى حضرتك سايبه بيتك وعيالك وجايه تقعدى جنب غريبه متعرفيش عنها حاجه
مبروكه: كيف بقا يادكتور دى كيف بنيتى انا عندى بنيتى الدكتوره فاطمه بس لسه بتدرس وبكره تتخرج وتبقا زى حالاتك اكده تشرف
الدكتور : بنتك دكتوره ماشاء الله ربنا يخليهالك يا حاجه مبروكه ويباركلك فيها
انا الدكتور : زياد أيمن اى حاجه تحتاجيها إسألى عليا
مبروكه: ربنا يباركلك ياولدى
الدكتور: متشكر يا أمى. . عن اذنك
ثم يخرج وتعود مبروكه تجلس بجانب أسيل وتمسح على شعرها وتدعوا لها وبعد قليل تدخل إبنتها فاطمه فهى فتاه جميله أيضا ومحجبه ويظهر على وجهها معالم الاخلاق والاحترام لتهتف فاطمه: السلام عليكم يا أمى
مبروكه: وعليكم السلام يا فاطمه يابنيتى
فاطمه: كيف حالها دلوقتى
مبروكه: والله كيف ما انتى شايفه اكده لساتها نايمه وهتقوم تصرخ وترچع تنام تانى
فاطمه : ربنا يشفيها يا امى  متقلقيش دى حاله نفسيه بس وهتروح لحالها طوالى ان شاء الله
مبروكه: ان شاء الله يابتى ماهو الدكتور زياد قال اكده
فاطمه: دكتور زياد!!!!؟
**********************************************"
عند نورهان وياسين انتهى الفرح بدون تلبيس العروس الدبله واكتفوا بقراءه الفاتحه نظرا لما حدث واخبرتهم به افكار
ورجع الجميع الى منزل عائلة الشرقاوى ومعهم نورهان وعائلتها ذهبت لتطمئن على صديقتها أسيل وكان الجميع فى المنزل فااااااايه قلق وخوف على أسيل وعلى غياب آسر ومازن
وكانت اميره تجلس بالارض ومعها امها والجميع حولها يلقون لها أبشع الشتائم وتحمل الذنب وكانت تنظر لهم بكل مكر وتتصنع البكاء
ليدخل ياسين وابيه
يهتف ياسين قائلا: دورت فى كل مكان مش لاقيهم
ثم ينظر الى اميره قائلا كله من  ال............ اللى متربتش دى انا معارفش كيف قلبك طاوعك تعملى في بنت زيك اكده كل دا عشان إيه ،!!!!!!!!؟ عشان واحد مهيحبكيش وبيكرهك
ذهب اليها والدها ليمسكها منشعره ويصفعها على وجهها عدة صفعات وينظر لسليمه نظرات غضب وكره قائلا: امك هى اللى دلعتك وربتك ربايه عفشه فضحتينا وخليتى راسنا فى الوحل يابنت ال............................ لازم اللى زيك تندفن بالحيا
ثم يتفاجئ الجميع بدخول آسر وهو فى قمة غضبه واشتياطه ليسأله خاله على : ها يا ولدى فى آخبار جديده عرفت حاچه عنها
مازن: معرفناش غير ان ابن عمها دا مات عربيه خبطته والتانى اللى كانةمعاهةفى السجن دلوقتى واكيد هيقر عن كل اللى اتفقوا معاه
سليمه: ايه لا بتى بتى لا بتى مهتدخلش الحبس واصل اقول ايه للناس واحط عينى فى عينهم كيف لا لا
اميره : سجن انا ادخل السجن ا لا لا
ثم تنظر لامها قائله وهى تصرخ: لاا انتى السبب انتى السبب انتى اللى قولتيلى اعمل كده انتى اللى طمعتينى فى ثروة آسر انتى اللى جبتينى هنا عشان تخلصي من أسيل انتى كنتى عارفه كل حاجه  انتى اللى عملتى فينا كدا انتى السبب فى دخولى السجن والسبب فى دخول وائل السجن ايوه وائل مسجون ومحدش يعرف كلكم فاكرينه مسافر بس الست ماما مخبيه عنكم انه مسجون ودارت عشان خوفها من الفضايح
سليمه : اخرصي يابت اخرصي
ليمسكها مهدى طليقها : ويصفعها عدة صفعات على وجهها عدة صفعات حتى تهوى على الارض قائلا : انتى ايه ياشيخه مرض خبيث بينخور فى الدور  دمرتى بيتنا كله ودمرتى عيالك وربتيهم كيف ما بدك لحد ماطلعوا شياطين زيك بالظبط ودمرتى بيت ابن اخوكى ومرته والله اعلم المسكينه فين دلوقتى وايه اللى جرالها  ااااايه
ليمسكه ابنه ياسين ويحاول تهدأته
ثم يمسك آسر اميره من ذراعها وعيناه تكاد ان تنفجر من الغضب قائلا: لو مراتى مرجعتليش انا هقتلك فاهمه يعنى ايه هقتلك وهوريكى العذاب اللى هى عاشته لحظه بلحظه
ثم ألقاها على الارض بكل قوته
لتهتف افكار : طيب يا آسر يا ولدى مدورتش عليها ليه فى المراكز والمستشفيات
آسر: دورت دورت فى كل مكان فاضل مستشفى واحده هروحها وهى آخر أمل ليا انى الاقيها
ياسين : طيب يلا بينا يا آسر نروح وان شاء الله خير
مازن : يلابينا  يا آسر احنا معاك هنلف البلد كلا مش هنسيب فيها شبر غير لما نشوفها فيه وان شاء الله نلاقيها بس انت امسك اعصابك شويه
يأخذ آسر نفسا عميقا قائلا : يلا بينا  وان شاء الله هلاقيها انا واثق فى ربنا
ثم ذهبوا الثلاثه تحت دعوات الجميع وانطلقوا الى المستشفى الاخيره وهى آخر املهم
وصل آسر الى المستشفى وظل يبحث عن أسيل ويسأل الاستقبال : لو سمجتى فى بنت جتلكم هنا
موظفة الاستقبال : فى ٣ حالات جهم هنا من امبارح يافندم
الاولى بتعمل الزايده والتانيه جايه فى حادثه والتالته عندها انهيار عصبي
آسر: لو سمحتى اللى عامله حادثه دى اسمها ايه
الموظفه : محدش ذكر اسمها يا فندم لم يستدل على اسمها لحد دلوقتى
آسر: طيب والتالته اللى عندها انهيار عصبي دى
اشارت الموظفه على إسماعيل الذي يجلس على احدى الاستراحات قائله دا والدها
فنظر له آسر ثم نظر الى الموظفه قائلا: طيب ممكن اشوف البنت بتاع الحادثه
الموظفه : هى فى غرفه رقم ١٦يافندم
آسر : شكرا لحضرتك
ثم سار آسر مع مازن وياسين ليهتف لهما بحزن قائلا : أملى الوحيد دلوقتى انا تكون هى البنت اللى عامله حادثه دى
مازن: متقلقش ان شاء الله هتطلع هى
ثم ذهب آسر الى غرفة ١٦ وفتح باب الغرفه ونظر لها ببطئ وقلبه يرتجف الاتكون هى فهى الآن الامل الوحيد نظر لها آسر فوجدها فتاه اخرى فهبطت دموعه وراء بعضها بسرعه
حتى سمع صوت أهل هذه الفتاه يدخلون لها فخرج الى مازن وياسين وعيناه مليئه بالدموع
ليهون عليه ياسين : متخافش هنلاقيها نلاقيها
آسر: ازاااااااااااااى وفيييييييييين !!!!!!!!؟
ثم يذهبوا ويقفوا امام غرفه ١٢ليجدوا اسماعيل يدخل إلى الغرفه وكانت الحاجه مبروكه تقف ومعها ابنتها فاطمه ولم يري أسيل من بينهم ولكنه شعر بان هذه الغرفه يعلق بها قلبه ولكن امسك يده ياسين قائلا : يلا واقف هنا ليه بقاواخذه وذهبوا الى الاستقبال مره اخرى ليهتف له مازن قائلا: يلا بينا
آسر بعصبيه لا مش ماشي انا حاسس انها هنا صدقنى حاسس بيها هى هنا ثم جلس على احد كراسي الاستراحه وجلس بجانبه مازن وياسين
*******************************************
فى غرفة اسيل تجلس بجانبها مبروكه وتقف على الجانب الآخر ابنتهافاطمه ويقف اسماعيل يقول : انا ناديت على الدكتور ياچى يطمنا عليها
مبروكه: دا حتة دكتور زى العسل ربنا يحميه لأهله
قالى وقت ماتحتاچى اى حاجه قولى بس عايزه الدكتور زياد أيمن
تنصدم فاطمه قائله دكتور زياد أيمن !!!!؟
وتتفاجئ بدخوله وعندما يراها دكتور زياد يتفاجئ ايضا قائلا: فاطمه !!!؟
مبروكه : انتى تعرفى الدكتور يافاطمه
فاطمه: هه اه دا كان معيد عندى فى الكليه يا امى
دكتور زياد : فاطمه كانت من اكتر الطالبات عندى الممتازين والمحترمين
مبروكه: ربنا يباركلك يا ولدى فاطمه بتى طول عمرها كيف النسمه والكل يحبها ويشكر فيها
الدكتور زياد : ربنا يبارك لكى فيها ياامى وتفرحى بيها وبشهادتها وليلة فرحها
مبروكه:خدى يافاطمه يابنتى الحاچه بتاع البنيه دى ونزليها تحت فى الامانات لحد ماتيجى تخرج دا الفستان والطرحه  والخاتم
فاطمه: حاضى يا امى وخرجت فاطمه
زياد: طيب انا كدا اقدر امشي انا اطمنت عل الحاله واو فى اى حاجه ابعتولى . عن اذنكم وخرج وراء فاطمه ونادى عليها : آنسه فاطمه آنسه فاطمه نظرت له فاطمه نظرة عتاب قائله افندم يا دكتور
رد زياد قائلا: فاطمه انا لسه عند وعدى ليكى انا بجد بحبك وكانت نيتى خير لولا البنت الحقيره اللى وقعت بنا
فاطمه: وحضرتك سمعتلها
زياد: انا آسف يا فاطمه بس صدقينى انا كنت واثق فيكى ساعتها بس سألتك للتاكيد مش أكتر انتى اللى اخدتى كلامى بسرعه وزعلتى
فاطمه: انا ساعتها مقدرتش اتكلم . وعلى فكره اللى شفتنى معاه دا وبسلم عليه واحضنه دا يبقا سعد ابن عمى واخويا فى الرضاعه مفيش بنا فرق غير يوم واحد بس يعنى بعتبره اخوى الكبير
زياد: ماشي يا فاطمه وانا بعيدلك آسفى والمره دى هدخل البيت من بابه زى ما الاصول بتقول وهتقدملك
ابتسمت فاطمه بخجل وذهبت فابتسم زياد ايضا ودخل غرفته
ذهبت فاطمه لغرفة الامانات لتسلم اغراض أسيل وهى بجانب الاستقبال ووقفت امام موظفة الاستقبال لتستفسر منها عن تسليم الاغراض وفى نفس الآن قام آسر ليذهب ولكنه ذهب الى الاستقبال اولا ليترك عنوانه ورقم هاتفه لاى اخبار جديده تتواصل مع المستشفى وكانت فاطمه تقف بجانبه فسقط من يدها خاتم زواج أسيل فنظر آسر له ولم يأخذ باله من ان الخاتم لزوجته وبعد ان سارت امامه فاطمه تذكر آسر الخاتم وظل يبحث عن فاطمه ولكنه لم يجدها فسأل موظفة الاستقبال : لو سمحتى هى البنت اللى كانت واقفه هنا كانت عايزه ايه
الموظفه: كانت بتسأل عن غرفة تسليم اغراض الحلات المتوفيه واللى منعرفش مين اهلهم او يبقوا مين
آسر: فين الغرفه دى لو سمحتى
الموظفه : آخر الطرقه دى يمين
جرى آسر سريعا وورائه مازن وياسين
مازن : يابنى مين قالك ان دا خاتم اسيل
آسر : انا متاكد ان دا خاتم مراتى
وقف آسر امام غرفه تسليم ملابس الحالات

  
   
********************************************

آسر قلبي ولدمعي آسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن