#الحلقة_ألاولي
#المرايافي مسجد الإمام علي بعد صلاة العصر
حول هذا التجمع البسيط من المدعوين لحفل القران كان الكل ينظر إليها بدهشه ونظرات إستهتار بهذا الآب الذي يلقي بيده أبنته ذو الثمانية عشر عام إلي حتفها في حضن رجل ضعف عمرها ,
تسائل الشيخ محمد بفرحة مصطنعة :
_هل تقبلينه زوجا لك ياأبنتي بدون أي ضغط من أحدهم ؟؟ألقت نظرة ألي أعينيهم وهي مشتتة تبحث فيها عن رد لتجيب به ولكن لم ينطق أحد
أدارت رأسها الي الشيخ أغمضت عينيها ثم رفعت رأسها لأعلي وهي تتمتم
هب لي قوة ياالله .
ثم أردفت قائلة :نعم
وسط زهول رفقائها وتغمزات أقاربها ونظرة أبيها المنكسرة ووالدتها السعيدة بهذه الزيجة _أردف الشيخ محمد متمما مراسم الزفاف قائلا :
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في الخير ".نظر إليها خالد بإبتسامة صغيرة منكسا رأسه الي أذنها قائلا:
"سأصطحبك بعد قليل الي المنزل أستعدي ....."
_بدأت أوصالها ترتعش أنه ليس سوي غريب بالنسبة إليها لم تراه سوي مرتين قبل الزواج إحداهما عندما ذهبت لأبيها العامل في مصنعه لتعطيه الغداء ، وكانت اول مره يقع عينيها عليه ’ والأخري عندما تقدم لخطبتها ,
_ كم حلمت أن تكون مع من تحب , أقصي أمانيها أن تتزوج برجل قريب من عمرها , ولكن إنه القدر الذي جمعها بهذا الرجل الأربعيني .أنتهت المباركات الممزوجة بالسخرية , لازالت تسمع تمتماتهم الخافتة وهم يتسائلوا
كيف لها بهذا القدر من الجمال أن ترتضي هذا الرجل زوجا ألا تعلم أن طباعه غريبة
أمسكت أمها بيديها وهي تضغط عليها وتقول :
=إنه رجل غني ياأبنتي سيوفر لك مالم أستطيع ان أجلبه لك أنا ووالدك .أمسكت دمع عينيها وتركت قلبها يزرف دماء وجع قارص , يأخذها عقلها لخيالات مابعد ساعات قليلة في منزل واحد معه وفي غرفة سيتشاركنها معا !!!!
وحياة جديدة هو بطلها وهي كومبارس صامت يتحرك أينما يريد البطل !!!ترجلت هي ووالدتها إلي منزلهم المجاور للمسجد ألقت نظرة إلي غرفتها قبل ان تغادرها
_أخذت تنظر إلي الفستان الملقي أمامها علي السرير إنه ثمين وجميل كفستان أميرة , رفعته قليلا إلي صدرها ضمته وهي تتأمل فيه إنها لحظة تتمناها كل فتاة .
لقد تمنت هذا الفستان كالبقية ولكن لم تكن تريد هذه البداية لأرتدائه ..
طرقات باب غرفتها أخرجتها من شرودها ....
ظنت انهاوالدتها تتعجلها فلم تلتفت وقالت بضجر :أتفضلي
إنكبت فوق ظهرها فتاه مرحة وهي تقول :
_"العروس الجميلة ستكون اليوم اميرة "
إبتسمت لوهلة... روان وهي تدير نظرها إليها وهي تقول :"ليت بإمكاني أن أقول لك أرتديه انتي بدلا مني يامني ... ولكن لا أرتضي لك ذلك ".
مني أبنة خال روان وأقرب صديقاتها نظرت إلي عيني روان وهي تقول :
"ربما كان هو من تنتظرينه ياروان .. أعلم ان فارق العمر كبير بينكما ولكن ربما يولد الحب بينكما يوما ما "
_أومأت روان رأسها وهي تتمتم ربما
ساعدتها مني في إرتداء الفستان وأضافت إلي وجهها البشوش الهادئ البياض لمسة من أدوات التجميل
ثم أرتدت حجابها وضعت مني الطرحة البيضاء علي رأسها .. أمسكت بيدها وهي تقول : " أنها حياة جديدة ياروان فأقبلي عليها وبقلبك نور سيهديكي"
دفعت مني الباب لتخرج العروس , لينفرج ثغر العائلة لأول عروس لهذا المنزل تمتلك كل هذا الجمال .
وقف خالد من بعيد يراقب حركاتها تبتسم بهدوء ويداها ترتعش , يراقب حركات جسدها , هي لاتنظر إلي جهته , تحاول التشتت بمن حولها ومن يبارك لزواجهما , ظل محتفظ بهدوءه لدقائق ثم أقترب منها وضع يديها في يده , ثم همس قائلا هيا يافريدتي , نظرت إليه بإستغراب لوقع الكلمة علي سماعها , لم تعلق ولكن أحست قليلا بشئ من الأطمئنان ,