الحلقة -الثامنة -عشر
المرااااياروان: لهذا تزوجتني؟؟
خالد :في البداية نعم، أما الآن لآني أحبك.
نظرت إليه روان بضياع، فأبتسم لها بثغره بخبث
وهو يراها هكذاا.........
وجهت عينيها نصب عينه وهي تقول :ولماذا كل هذه المرايات؟؟
شعر خالد بشئ من التعثر فهي لم تستسلم ولا تكف عن الاسئلة صمت قليلا ثم قال : لأن فريدة كانت تخاف وتكره وجود هذه المرايات. لذلك خبأتها خلف الستائر وأمرت بعدم إظهارها نهائيا، ولكنك أنتي من غيرتي كل هذا دون علمي،
روان بحيرة : هذا يعني ان هذا منزل فريدة كما توقعت وزوجها، فلماذا نحن هنا!!
خالد وقد تأكد أن روان ليست ساذجة كما كان يظن :
نعم معك حق، فبعدما انتحرت جن جنون زوجها، وترك المنزل وهرب بعيدا، ولكني لشدة تعلقي بها لم أستطع العيش بدونها فقررت أن أظل هنا لأن رائحتها عالقة في المكان!!
_دار عقل روان من التشتت، فكرت في أن تسأله عن أمر خادمتها، ولكنه سيعرف بأمر المذكرات وربما أخذها منها ، صمتت قليلا ثم قالت :
ماذا كان إسم زوجها؟؟
خالد وقد بدت ملامح الغضب علي وجهه قليلا : حمزة
_حمزة! رددت روان الكلمة بفزع غير مصدقة مايقوله
رآها بهذه الحالة فسألها مستنكرا :لماذا إندهشتي هكذا؟ هل تعرفين أحد بهذا الإسم؟
كانت روان جاحظة العينين وثغرها مفتوح، وتائهة بين مايقول فقالت :لا لا لا أعرفه،
ثم أردفت بتعجب ولكن، ماذا كان يعمل؟
تأفف خالد منها وهو يقول :تعبت ياروان من الحديث عنهم، أنتي لاتراعين شعوري، لثقتي فيكي، وخوفي أن تبتعدي عني لحقتك إلي غرفتك، رغم كل الإهانات والإتهامات التي وجهتيها لي، ومع ذلك تستمري بالضغط علي أوجاعي مع كل سؤال تسألينه عنها،
لي عندك طلب واحد فقط ألا نتحدث في هذا الموضوع بعد الآن!!!
نظرت إليه روان بضياع وهي تومئ رأسها له،
فقال :حسنا سأتركك الآن بمفردك، أعلم أنك صدمتي اليوم من أشياء كثيرة، وإذا إحتاجتي إجابة علي أي سؤال، لاتترددي في أن تسأليني. ثم زفر وهو يأمرها :وحذاري أن تسألي أحدا غريبا عن هذا الموضوع ياروان، إنه سر عائلتي الذي لا أريد لأحد أن يعرفه. أنهي كلماته، ثم أدار ظهره لها، خرج من غرفها وأغلق الباب خلفه وهو يبتسم بخبث إبتسامة الإنتصار!!!
كانت روان تعيد كل كلماته، ولكن ان كان كل ماقاله قابل للتصديق فكيف يكون زوجها هو حمزة،
حمزة كان طبيبها النفسي،
هل فريدة كانت مريضة نفسية وتتخيل أشياء لاتحدث معها، وأشخاص لا تعرفهم تخلق معهم حكايات، أنا لم أعد أفهم شيئا قالتها وهي تعتصر جبينها بيدها، غير مستوعبة لنهاية القصة التي كانت تقرأها،
حاولت أن تصل إلي الحقيقة بطريقتها، أن تبحث في القصر عن أي طرف خيط يتعلق بزوج فريدة، أو خادمتها،
نهضت من مكانها، تعكزت علي عكازها، متوجهه نحو باب غرفتها، فتحته بهدوء، نظرت حولها فلم تحد خالد، ظنت أنه في غرفته، سارت بخطوات متأنية، فكرت في حجة تدخل بها غرفة خالد مرة ثانية ،وتقلب بين أشياءه، إقتربت من الباب شيئا فشيئا سمعت صوت خالد وهو يتحدث إلي أحد بزعر ويقول : جد لي أدم هذا بسرعة ،طرف الخيط فااااطمة إتبعها جيدا، ثم إختفي الصوت،
إعتدلت روان في وقفتها شعرت أن فاطمة يمكن أن تساعدها بأي معلومة فهي تعيش في هذا المنزل من قبلها بكثير،
شعرت بأن خالد يقترب من باب غرفته، إبتعدت قليلا، وهي متجهة نحو الدرج، خرج خالد ليراها تستعد للنزول فأوقفها :روان إلي أين؟ قدمك لازالت مصابة لايجب أن تتحركي كثيرا،
أدارت له روان رأسها وهي مضطربة وقالت:شعرت بالإختناق في غرفتي، لو جلست قليلا في فناء المنزل سأكون بخير.
خالد تقدم بخطوات نحوها، إنحني ثم حملها لينزل به، حاولت روان أن توقفه فلم يستمع إليها، كانت فاطمة تراقبه من بعيد ،رمقته بنظراتها وهي تتمتم :تحاول الضحك علي عقل هذه الصغيرة ، وأوهامها بحبك، ليس أنا من إقتربت نهايتي ياسيد خالد، إنما أنت.... من سيخسر كل شئ!!!
أوصلها إلي باب القصر، أرسلت عينيها يمينا ويسار لتجد إنعكاس صورتها في كل مكان، شعرت بأن فريدة كان عندها حق لشعورها بالنفور وكرهها لهم،
أشارت روان لهذه المرايات ووجهت نظرها لخالد وهي تقول : لماذا لم تنزع هذه المرايات بعد موت فريدة؟ كانت تزعجها فلم لا تزيلها؟؟ واكتفيت بتغطيتها،
جحظت عيني خالد ، لم يكن يتوقع أنها تعرف عن فريدة الكثير، أمسكها من ذراعيها، حاول أن يجلسها أمامه ويعرف منها ماذا تعرف أيضا عن فريدة، ثم اتبع قائلا:وكيف عرفتي أنها كانت تكرهها،
_شعرت روان بأن لسانها ذل منها، هي الآن مجبرة أن تجاوبه، فحاولت الهزب من سؤاله قائلة :أي شخص طبيعي سينزعج من كل هذه المرايات التي تحاوط المنزل!! كما انك انت اخبرتني بهذا انها تكرهها
خالد رافعا لها إحدي حاجبيه تابع قائلا:من أخبرك عن أمر فريدة ياروان ؟؟؟
روان :لم يخبرني أحد، هي من أخبرتني،
شعر خالد بأن نبضاته تتزايد، فكيف لفريدة أن تتواصل مع أحد بعد موتها، أحس منها بشئ من الإستهزاء، زفر بضيق وهو يقول :أخبرتك في الحلم
روان :لا في المرآة،
خالد :المرآة، كرر خالد الكلمة متذكرا وجه روان علي