٢

3.4K 86 1
                                    

#الحلقة_الثانية
#المرايا

مد يديه الإثنين إلي وجهها قرب جبهتها منه ثم قبلها وهو يهمس ويقول :لاتخافي ,
بدأ يميل برأسه بهدوء علي عنقها ليقبلها منه دقات قلبها تتسارع كالطلق لم يلبث ثواني ورفع رأسه سريعا أعدل قامته وكأن حية قرصته تراجع إلي الخلف ,ساد علي وجهه علامات ضجر , لم يرفع عينه في عينها,
أعطي لها ظهره وهو يقول : "تصبحين علي خير " ثم أكمل قائلأ :
"إن أردتي شيئا فأطلبيه من الحاجة فاطمة أو العم عبدة وسوف يأتي العشاء إليك الأن ."

_شعرت لدقائق بأحاسيس مزدحمة دهشة من تصرفه , من إقباله عليها ثم تراجعه ونفوره بسرعة منها , ولكنها شعرت بخلاص مؤقت , هدأت نبضات قلبها المتلاحقة ,
وما إن خرج من الغرفة وأوصدها خلفه ..حتي أرتمت علي الفراش وهي تضع يديها علي قلبها قائلة : الحمد لله لا أعلم ماذا سيحدث بعد ولكن المهم أن مخاوفي لم تحدث اليوم .
__________________

إنتهت الفوضي في منزل الحاج مصطفي بعد رحيل الأقارب والمدعوين سادت ملامح الضيق
علي وجهه وهو ينظر إلي غرفة إبنته الصغيرة ووحيدته شعر وكأن أحدهم سرقة منه قطعة من
قلبه وهو يراه وصامت لا يفعل شيئا !! ربتت زوجته علي كتفه وهي تقول : أعلم ماتمر به ولكن ماذا كان بيدك لتفعله !!
_نظر إليها بغضب : كان يجب أن أرفض مهما كان الثمن
وقفت أمامه زينات وصوبت عيناها نحوه قائلة : وماذا عن أخوتها (عبد الرحمن , منير) ماذا عن مستقبلهم ؟؟ أتظن أنه كان سيتركك تعمل في شركته بعد أن ترفض تزوجه إبنتك
رجل مثلك تخطي الخمسين أين سيجد عمل أخر؟ أنت مجرد عامل بسيط وهو ذو نفوذ وسلطه ؟
كيف كنت ستقاوم ؟
أتظن بأنني لم أحزن لفراقها وعدم رغبتها فيه !!
أنا مثلك تمام يامصطفي ولكن نحن فقراء ..... تعلم ماذا تعني هذه الكلمة ؟
تعني بأننا مجبرين أن نقبل بفتات العيش لنحيا فقط ..
_لم يدعها تكمل باقي كلماتها المتثاقلة علي قلبه , قطب جبينه ونظر إليها بدماء تستشيط من جبهته
ثم دخل إلي غرفة إبنته وأغلق خلفه الباب .
جلس علي فراشها وهو يتامل صورها التي تملأ الغرفة , إبتسم وهو ينظر إليها وخانته عينيه فزرفت دمع ألم علي سعادتها التي سلبها منها وهو يقول بخفوت سامحيني ياإبنتي ثم غفي علي فراشها من فرط إرهاقه .
______________
سعادتها المؤقتة بدأت أن تتلاشي , دق أحدهم باب غرفتها فنهضت مذعورة خوفا من عودة خالد ,
قالت بصوت مضطرب " إتفضل "
لتتقدم الحاجة فاطمة للداخل قاطبة جبينها تنظر إليها بتفحص ممسكة بيديها صينية العشاء
قامت روان لتأخذ عنها الصينية فلم تعطي لها بال وتركتها أمامها علي المنضدة
ثم نظرت إليها نظرة تسائل مشيرة بيديها ؟ هل تريدين شيئا أخر ؟؟
نظرت روان إليها في إمتنان لقد تناست من خوفها بأنها لم تضع الطعام في فمها منذ ليلة أمس
إتجهت فاطمة نحو باب الغرفة لتنصرف ولكن قبل أن توشك علي الخروج إلتفتت إليها مرة أخري ولكن بنظرة مختلفة هذه المرة , لم تكن نظرة جفاء ولكنها حنين أو شفقة ؟
لا تعلم ماذا يجري حولها هي فقط تشعر بأن هذه السيدة تخفي شئ , شئ أجبرها علي ألتزامها العبوس والصمت !!
أغلقت الباب خلفها , تنهدت روان وهي تتحسس بطنها الفارغة .. نهضت لتغير ملابسها
فتحت الدولاب وسحبت منها بيجامة حريرية لونها وردي , لطالما أحبت هذا اللون ولطالما كان رفيق أبسط أشيائها , ذهبت لتغتسل من ثقل هذه الليلة علي قلبها , أنتهت ونظرت إلي المرأة وهي تبتسم بحزن وتودع روان التي كانت تحبها بطموحها وأحلامها وتستقبل روان أخري لتتكيف مع وضعها الجديد , نثرت شعرها القصير الحريري خلف ظهرها جلست أخيرا لتتناول طعامها وتداعبها بعض خصيلات شعرها ألامامية وهي تتناثر حول عينيها فتزيلها بطرف يديها , لم تأكل سوي القليل فقد طغي تفكيرها في صباح اليوم التالي لها في هذا المنزل علي فرط جوعها وإرهاقها .
إنتهت بعد دقائق , من طعامها وتنظيم المكان ، ترددت قليلا إن كانت تنادي علي أحدهم ليأخذ الصينيه أم تنام وتتركها للصباح
بعد دقائق من التردد قررت أن تتركها مكانها وتركت جسدها المنهك ليغفو , إحتضنت وسادتها الجديدة وغفت في سبات عميق .
________________________

المرايا  بقلم بوسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن