٧

1.8K 55 1
                                    

#الحلقة_السابعة
#المرايا

إبتسمت لها فاطمة بإرتياح ورحابة صدر لم تراهم روان منذ ان وطات قدماها هذا المنزل .
فرحت روان فلأول مرة لم تشعر بضيق فاطمة منها وهي تأمل خيرا بهذه السهرة ..............
أوقفت روان أول سيارة أجرة صادفتها , دلفت إليها ثم قالت : المطعم الفرنسي في فندق البانسيه إذا سمحت !
أومأ السائق رأسه لها دون أن يلتفت لها , أخذت تراقب الطريق من حولها , وتفكر في ما ستقوله لخالد ,او عن أي شئ سوف يتحدثوا . ظلت هكذا في شرودها إلي ان قاطعها السائق وأوقف السيارة وهو يقول وصلنا إلي الفندق .
إنتبهت روان ونظرت علي يمينها فوجدت فندق فخم جدا , شعرت بالتوتر وإلارتباك , إستجمعت قواها وترجلت من السيارة دخلت إلي الفندق , سألت أحد موظفي الإستقبال علي المطعم , فأشار لها علي مكانه ,
إتجهت روان إلي الداخل , أخذت تبحث عنه بعينيها ولم تجده ولم يوجد سوي طاولة واحدة فارغة , أشارت إلي النادل لتسأله عنه قائلة: هل يوجد حجز بإسم خالد الشربيني وحرمه , إستنكر النادل ثم قال : لا ياسيدتي لايوجد حجز سوي لمدام روان .
تنهدت روان بإرتياح فلم تكن خاطئة في العنوان , فقالت أنا روان
أشار لها بيده وأوصلها إلي طاولتها , وهو ممسك بقلم بيده ودفتر صغير , أمسكه في وضع الكتابة ثم سألها : ماذا تطلبين ياسيدتي ؟
_هزت روان رأسها نفيا وهي تقول : أنتظر زوجي , سأطلب حينما يأتي .
تركها النادل , أخذت تنظر في ساعة يديها الساعة الثامنة وعشرة دقائق , ظنت أنها ستجده حالما تذهب ,مرت عشرة دقائق اخري ولم يأتي , اخذت ترسل عينيها يمينا ويسارا , في داخلها الكثير من الإرتباك والخوف .
في نفس الوقت وصل خالد إلي منزل , سمعت فاطمة صوت سيارته فأنطلقت إلي الباب لتستقبله , كان الحارس قد عاد إلي مكانه وعبده منهمك في بعض الأعمال التي كلفته بها فاطمة .
فتحت له الباب , نظرحوله لم يجدها في الأسفل , نظر إلي فاطمة بتسائل بيديه أين هي ؟؟
فهمست فاطمة في هدوء خرجت , إستشاطت النيران من جبهته وهو يقول كيف تخرج بدون علمي , تركت لها رسالة هذا الصباح , ألم تعطيها لها ؟؟
شعر خالد بأنه يريد فهم كل شئ فصعد إلي الأعلي وأشار إلي فاطمة لكي تتبعه .
دخل غرفته , أمرها لتدخل وتوصد الباب خلفها .
إقترب منها وإنحني قليلا بقامته الطويلة إلي فاطمة الهزيلة والمنهكة ,أمسكها من كتفيها وهو يقول كيف سمحتي لها بالخروج بدون أذني ؟
_فاطمة : ظننت بأنك طلبت منها الخروج لذلك خرجت .
خالد : أنا لم أراها منذ الصباح ولم أتصل بأحد منكم ليخبرها بشئ !!
_فاطمة : هي اخبرتني بأنك واعدتها للعشاء بالخارج في المطعم الفرنسي
خالد: كاذبة لم أوعدها بشئ , بالأمس الورود التي مثلت بأنها لم تعرف من أرسلها , واليوم كذبت وادعت بأني واعدتها بالخروج .
فاطمة : سيدي أخبرتك كثيرا بانها لاتصلح لك , هي تمثل البرائة
خالد والشرار يتطاير من عينه : أخرسي يافاطمة , وإنصرفي من وجههي ألآن ... سنتحاسب فيما بعد .
ثم خرج من غرفته ...وخرج من القصر
إبتسمت فاطمة ,شعرت بأن ماتدبر له يسير كما تريد بالضبط .
دلف خالد إلي سيارته , قليلا مايسوق بنفسه السيارة ,كانت هذه من المرات القليلة ,زاد السرعة كثيرا , وإنطلق إلي المطعم بجنون .
روان ,التي لم تكن في وضع تحسد عليه ,فنظرات من حولها وإنتظارها الذي طال قررت ان تحمل نفسها وتعود إلي المنزل , وهي تنهض إقترب شاب منها وهو يقول : هند !!!
ثم جلس أمامها وبدأ يثرثر دون توقف : لم تتغيري منذ كنا في الدراسة سويا
مر وقت طويل لم أراكي فيه ,جميلة كعادتك , ولكن انا مزعوج منك لم تسألي علي ولو مرة واحدة من بعد إنتقالنا من منزلنا القديم .
نهضت روان منزعجه منه وهي تقول : ليست انا من تقصدها ,
نهض من مكانه وقد رن هاتفه , نظر إليها نظرة سريعة ثم إعتذر وأدار لها ظهره ونهضت هي الأخري لتغادر , في هذه اللحظة وصل خالد إليها وقد رأه من ظهره
وهو يغادرها , راته قادم إليها فأبتسمت ظنا منها انه سيعتذر منها لتأخره , ولكنها خافت من وجهه الذي يسوده الغضب , وقفت مكانها تنتظره وصل إلي طاولتها , أمسكها من يديها وسحبها إلي الخارج , وهو ينظر إلي هذا الشخص الذي أختفي تماما من اما عينه .
تعجبت روان من تصرفه , كيف له ان يواعدها ثم يتاخر عليها وفي النهاية يسحبه من يدها امام كل الناس.
لم يتفوه بكلمة ...خرجا من المطعم والفندق, دفعها لتركب السيارة , ركبت بالخلف وركب هو بالأمام ليقود السيارة , كانت ترتجف من الخوف , لا تفهم ماالذي يجري حولها , أما هو فكان يقود علي أعلي سرعة وكأنه يقود طائرة , لم يمض وقت طويل حتي وصلوا إلي القصر , اول ما أوقف السيارة نزلت مسرعة منها وجرت إلي المنزل وهي تبكي , لم تكن تريد ان تتحدث معه في شئ , شعرت وانها تزوجهها ليهينها ويقلل من إحترامها ,
لم تدع لها فاطمة فرصة للإنتظار امام الباب فقد أشارت لعبدو ليفتح الباب لهم , فنهض مسرعا وفتح لهما , صعدت بسرعة إلي غرفتها اما هو فكان يمشي بهدوء صعد خلفها ,لم يستأذن هذه المرة ليدخل إلي غرفتها , ركل بقدميه الباب , إنفتح فرآها أمامه تبكي , أوصد خلفه الباب , اخذ يقترب منها وهي تتراجع شيئا فشئ إلي الخلف , حتي إصطدمت بالحائط , إلتصق بها وججه عينه في عينيها ثم قال : من هذا الشخص الذي كنتي معه ؟؟
_روان التي جحظت عينها من دهشتها لكلامه : لم يكن معي أحد ,كنت انتظرك أنت !!
خالد :تنتظريني !!! من أذن لك بالخروج أساسا ؟؟
روان : انت الذي أرسلت لي شخصا اليوم وأخبرني بالموعد والمكان وتركت لي رسلة الصبح تؤكد لي ذلك .
لم يجادلها خالد كثيرا ذهب إلي باب غرفتها فتحه ونادي بعلو صوته ؟ فااااااطمة , عبده , نادوا علي الحارس أيضا وأصعدوا إلي الأعلي .
ساد الرعب في المنزل ,جري عبده لينادي علي الحارس أمين , ثم صعدوا إلي غرفة روان كما امرهم إنتظروا بالخارج ,أمسكها خالد من يديها وسحبها للخارج وهو يوجه الكلام لهم : هل إتصلت بأحد منكم اليوم ؟؟
هزوا برؤسهم نفيا ....أردف قائلا : هل أرسلت أحد اليوم ليخبر المدام بأننا سنتعشي بالخارج ؟
فاطمة :هزت برأسها ويديها نفيا ثم وجهت يديها الأثنين علي عينيها واشارت بأصبعها محاولة قول لم اري احداا غريب
أزاح خالد نظره من علي فاطمة وجهه لعبده : فقال أنا كنت منهمك طول اليوم في العمل ولم أري احد
أتي الدور علي أمين :الذي هب قائلا أنا لا أترك البوابة أبدا ياسيدي ولم ترسل احد اليوم .
روان وقد شعرت بأنها في موقف محرج فهي تهان أمام الخدم و يشكك فيها ,
زفرت روان بضيق لم يكن الحارس أمام الباب حينها كان يوجد ضجة عند البوابة الخلفية وأسرع إلي هناك ليري ماذا يحدث ,حينها جاء شخص وأخبرني بأنك أرسلته ليخبرني عن موعد العشاء كان يستمع إليها خالد بشك من كلامها , ثم أمر الخدم بالذهاب كل منهما إلي عمله , اعاد النظر إليها ثم قال : لم يري احد ذلك الشخص الذي أرسلته سواك ! أكان متخفيا!
رمقته روان بنظرة إحتكار لتشكيكه في حديثها , وأدارت ظهرها لتدخل إلي غرفتها ,فأمسكها من يديها وهو يقول : لم أنهي حديثي بعد ,من هذا الشخص الذ كان معك وذهب قبل ان اصل اليك بدقائق ...
إستحضرت روان المشاهد التي حدثت معها من أول ماوصلت إلي المطعم تذكرت الشخص الذي اخطأ فيها , فقالت بكل ثقة : لا أعرفه , كان يظنني شخص يعرفه
حاول خالد أن يستوعب غضبه اللامحدود ترك يديها وتركها لتدخل غرفته . ودخل هو الأخر إلي غرفته . جلس علي كرسية الهزاز وهو يفكر فيما سوف يفعله , الشك يدور برأسه من أن يكون كان لها حبيبا قبل أن يتزوجها , وإن كان غير ذلك فمن أرسل الورود ومن كان معها ......أخذت الأفكار تدور برأسه يمينا ويسارا
فاطمة كانت تقف في الأسفل تستمع لما يحدث , والإبتسامة علي وجهها , جاء عبده من خلفها ليري ماذا تفعل وجدها تقف متلصصة هكذا همس لها بهدوء :ماذا تفعلين هنا ؟
فاطمة : أشاحت بيدها لزوجها وتركته ودخلت إلي غرفتهم .
_____________________---
_شعر زوجها بأن شئ ما يدور في الخفاء فزوجته تكذب في أمر خروجها لم تتمشي بل ذهبت إلي عمارة وصعدت عند احدهم وجلست مالايقل عن ساعة فكيف إستطاعت أن تخبئ كل ذلك ؟؟؟؟
كانت الحيرة تاكل رأسه أخذ يدور حول المنزل يمينا ويسارا لايتحمل جلوسه هكذا بدون ان يعرف مع من كانت زوجته ,
=قرر ان يذهب إلي الغرفة ليلاطفها حتي تخبره اين كانت ؟؟
=كان يسير بهدوء خافت وبخطوات متأنية , وصل إلي الغرفة فسمع زوجته تهمس : لقد شك في امري , أعرفه جيدا كان يهددني بأنه خير لي ان أخبره بنفسي ,
شعرت زوجته بالداخل بأن احد ما يقف وراء الباب فأكملت : سأتصل بك لاحقا يا أمي
=ضغط علي مقبض الباب بقوة ثم سألها : مع من تتحدثين ؟
_كان العرق يتصبب من جبهتها فلو أمسك هاتفها سيعرف بالفعل , إنها أمي
=نظر إليها بإستنكار وهو يفكر في شئ ما يدور برأسه قائلا : أظن انك بخير ألآن إستعدي لنذهب إلي الطبيب .
_زفرت بضيق لا أريد الذهاب للطبيب اليوم تعبت من كل شئ, الأدويه والفحوص
يوم آخر .
=إقترب منها احاطها بين ذراعيه وإحتضننها , قال بصوت خافت : كنت أريد ان اطمأن عليك قبل سفري ولكن لابأس عندما اعود سنذهب سويا
_أزاحته برفق عن حضنها وهي مندهشة فهو لم يتركها يوما واحدا من وت زواجهما : تسافر ؟ إلي أين ؟
=سفر طارئ لم احب ان أشغلك به لن اتأخر سأعود بعد يومين
_إلي أين ؟
=أمريكا غدا ولكن إن كنت تحبين سأخذك معي ؟
_صمتت قليلا وهي تفتكر ,شعرت بأنها تحتاج لهذا الوقت لترتاح قليلا , اعادت النظر إليه وهي تقول : لا سافر انت وانا سانتظرك
=إبتسم لها إبتسامة عريضة وهو يقول : سأشتاق إليك
_بادلته الإبتسامة ذاتها وأسرعت لتحضر له حقيبته لسفره الغد
خرج من الغرفة وتركها تعد اغراضه مسك هاتفه إتصل باحدهم وقال : إستعد غدا !!!
مر الوقت سريعا وإنسدل الليل , حاول إقناعها بانه سينام ليفيق فجرا
غفت هي الأخري بجانبه , إنتظر إلي أن نامت وقام من جانبها .....كتب في ورقة لها بعض الكلمات ثم اخذ حقيبته وخرج من المنزل .
_شعرت بأذان الفجر فنهضت بسرعه لتفيقه من النوم , نظرت بجانبها فلم تجد احد , ولم تجد أيضا حقيبته , وجدت ورقة معلقة علي المرآة أمامها كتب فيها ,
(لم أريد أن اقلقلك فأسيتقظت منذ قليل وسأذهب غلي المطار , ساشتاق إليك حبيبتي , غهتمي بنفسك إلي ان اعود )
تنهدت بإرتياح فستظل يومين بمفردها بلا مشاكل , أو قلقل
عادت مرة اخري لنومها ,
=أما هو فقضي الليلة وهو بالخارج في سيارة إستاجرها ليراقبها فيها ...
أشرقت شمس يوم جديد , أفاقت في كامل نشاطها ورونقها لأول مرة منذ وقت طويل تشعر بالهدوء والراحة , امرت الخدم بفتح جميع النوافذ التي يامر دائما بإغلاقها وغطت كل المرايات بأقمشة بيضاء , تنفست الصعداء عندما نظرت حولها فلم تجد ولا مرآة تعكس صورتها , تشعر بانها في بيت المرايات وليس منزلها ففي كل جانب مرآة ضخمة , وبقدر ماكانت براويزها مميزة وجميلة , بقدر ماكانت تراها بشعة وتلاحقها كالكوابيس المزعجة
تناولت فطورها وأرتدت ملابسها ووضعت عطرها المفضل وأيضا أضافت قليلا من مستحضرات التجميل التي يمنعها منها دائما , شعرت وكأنها تريد أن تحلق وتنطلق
حتي ملابسها إرتدت ملابس تبدو أصغر من عمرها ’ تشعر بأن العمر سرق منها وهي تحت سقف هذا المنزل
هاتفت حمزة وقالت : لقد سافر لمدة يومين سوف ألتقيك اليوم
حمزة مرحبا بها : سانتظرك
أما هو فكان بالخارج ينتظرها , أسرعت لتخرج وقبل ان تذهب إليه , مرت في طريقها علي كل شئ كانت تقابله , فأكلت مثلجات وأشترت بعض الملابس , ثم أوقفت سيارة أجرة
دلفت إلي السيارة ثم أعطت العنوان إلي السائق الذي انطلق بها ....
ومن خلفها كان زوجها ...........

المرايا  بقلم بوسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن