٣

2.6K 83 0
                                    

#الحلقة _الثالثة
#المرايا
أشار العم عبده لروان بيده  إلي الدور العلوي قائلا :تفضلي ،
هنا في الدور الأرضي لا يوجد سوي غرف الإستقبال وغرفتي أنا وفاطمة بجانب المطبخ، 
أخذت روان ترسل عينيها يمينا ويسار علي الستائر المحيطة بكل الجدران ،نظرت إليه بتساؤل قائلة:لما كل هذه الستائر القاتمة وهي تتوجه إليها، جحظت عيني العم عبده وأوقفها سريعا قائلا :لا ياسيدتي لايجب أن تضميها إلي الجانب، سيدي لا يحبها هكذا وسيغضب كثيرا منا، توقفت روان عما كانت ستفعل وتراجعت بخوف وهي تهز برأسها له لإقتناعها بكلامه،

ثم أشار بيده للدور العلوي صعدت في المقدمة وهو حلفها ويقول في الدور العلوي يوجد خمسة غرف،  وقفا أمام الغرفة الأولي وهو يفتحها :هذة غرفة المكتب ولكن لايعمل فيها سيدي كثيرا يحب أن يجلس بمفرده في غرفته ، نظرت بإعجاب إلي المكتبة المواجهة للمكتب، وقفت أمامها وهي تتحس الكتب بإسمائها المختلفة شعرت بإنها وجدت شئ ستملأ به وقتها،  سحبت بيدها واحدا منهم وأمسكت به في يدها وخرجا من الغرفة، صمت عبده قليلا وهو ينظر إلي الغرفة الثانية وهي مغلقة ثم أردف قائلا :هذه غرفة الكراكيب لا يوجد بها شئ مهم لذلك هي مغلقة دائما ، لم يجتاح روان فضول لدخول الغرفة فأبتسمت وهي تهز برأسها له،  توجه إلي غرفة الثالثة وقال هذه غرفة الضيوف، مرت عليها روان سريعا وتوجت التاليه وهو يقول أما هذه فهي غرفة سيدي يمكث فيها معظم وقته :
إتجهت نحو الباب لتفتحه إتكأت بيدها علي مقبض الباب،  لم يفتح ....لم ينتظر عبده سؤالها فقال سيدي يغلقها دائما بعد مغادرته ولا يسمح لأحد سوي فاطمة بتنظيفها من حين لآخر ،
نظرت إليه روان بإمتنان وهي تقول:شكرا لك سأرتاح في غرفتي قليلا
تنفس العم عبده الصعداء فهي كما قال خالد لا تسأل كثيرا ، وأسرع ليكمل عمله
دخلت روان غرفتها وألقت بجسدها علي فراشها مستلقية علي ظهرها ورافعة الكتاب بيديها لايحمل عنوانا كالبقية، ثم فتحته وأخذت تقلب الصفحات سريعا إنه مكتوب بخط اليد إزداد فضولها لتقرأه
----------------------------------------------------
في  منزل كبير تحيطه المرايا من كل جانب تقف سيدة في أوائل عقدها الثالث في منتصف المنزل تتأمل في صورتها التي تراها في كل حائط وعلي كل جانب  إقتربت من المرآة الكبيرة الموضوعة بجوار باب المنزل تحسست بيدها علي الخطوط المنكسرة البسيطة التي بدأت تظهر بجانب عينيها وعلي جبينها.. شعرت لدقائق بإنها شاخت سريعا لم تكن هذه الحياة التي تخطط لها.
قاطع شرودها في المرآة صوت خطوات زوجها وهو يقترب منها أمسكها برفق من ظهرها وهو يضمها إليه ويقول:
"لأول مرة منذ عامين أراكي تنظرين للمرآة أعلم إنك لا تحبيها
—أنا لا أحبها لإنها لا تعكس سوي الصورة الخارجية فقط لنا،
ولكن تفاصيل الحكاية الداخلية لا يعلمها سوي أبطالها
فهي لا تظهر سوي مانريد أن يراه الناس منا....  ولكن هي تشبهك....  تشبهك كثيرااا
=ومادامت تشبهني لما لا تتقبليها مثلي؟؟ 
—أنت هكذا دائما تجبرني أن أتقبل كل شئ تحبه أنت!!
لايهم بماذا أشعر ......!!!
ثم أردفت قائلة :
ولكن السؤال الذي يجب أن أساله لك هو
مادمت تعلم بإني لا أحبها لماذا تضع في كل جانب مرآة سأجن بسببها ذات يوم!!
لإني أحبك، وأحب أن أري إنعكاسك أمامي دائما.
—تحبني؟؟
أدارها برفق إلي وجهه وصوب عينه في عينها  وضع يديه علي شفتاها لتصمت ثم أردف قائلا :
لاتقولي هكذا مجددا
ولا وقت لفتح باب المجادلة معك سأغادر الآن .

شعرت بأن الضيق يختال أوردتها لم تعد قادرة علي التنفس ولا التحرك، ستجن من وحدتها رغم وجوده معها دائما وربما وجودها هو سبب إختناقها ،
جرت سريعا علي الهاتف لتحادث أحد ، تبحث من بين الأسماء التي لديها عن صديقة تخفف عنها وحدتها
ولكنها سرعان ماأصابت بخيبة أمل أكبر عندما تذكرت كيف أقنعها بالتدريج بأن أصدقائها غير مناسبين لها، ولا يثق فيهم، وخيرها مرارا بينه وبينهم فلم يكن لديها بديل..... 
ألقت بهاتفها الذي لاجدوي منه، وأمسكت بدفتر فارغ لتدون به يومياتها، فتحت الدفتر وكتبت بأول صفحة
"المرايا "
وبدأت تكتب.... قبل عامين كنت أتوقع أن أحيا حياة أخري،  فها أنا تزوجت بمن أحببت، كان لدي شعور كافي بأن هذا أكبر إنجاز يمكن أن يحدث وأن أحلامي كلها تحققت هكذا ، وبدأت أنتظر وعود ماقبل الزواج أن تتحقق
ربما كان أهمهم هو أن أغفو وأفيق وأنا بين أحضانه
وأننا سوف نمضي العمر هكذا بدون أن يمل أحدنا من الآخر،  وظننت بأن غيرته القاتلة هي حب، وأن  خلافتنا التي لاتنتهي هي مشاكسات عشاق،
ولكن  إكتشفت أن مابعد الزواج هو عالم آخر
وهم أشخاص غريبين عنا
الأحلام تتبخر ، والوعود تنسي،  والغيرة الزائدة تخنق أرواحنا، نتغير كليا وتتغير نظراتنا إلي الحياة ، ربما ننضج معهم بسرعة لم نكن نتخيلها ، وربما تشيخ أرواحنا ونحن في إنتظار أن يملأوا الفراغات التي يحدثونها في قلوبنا.
سمعت أصوات خشخشة المفاتيح وهو يفتح الباب جرت مسرعة لتخبئ الدفتر قبل أن يراه ..نظرت حولها إلي أكثر مكان لا يقترب منه... لم يكن أمامها سوي برواز كبير وضعته خلفه .
----------------------------------
بعد مرور وقت علي روان وهي علي حالتها، ممسكة بكتابها وهي تقرأ فيه قاطعتها طرقات باب الغرفة،
أذنت للطارق بالدخول ،
دخلت فاطمة وهي تحمل معها باقة من الورد حمراء
نظرت روان بإستغراب من أن يكون خالد هو من أرسلها لها، 
أخذت الورد من فاطمة وهي تبحث عن الإهداء الذي بداخله ولم تجد،
أشارات روان لفاطمة بيدها متسائلة من الذي أرسله؟؟
شارت لها فاطمة بيدها إلي صدرها ثم هزت بيدها نفيا بإنها لاتعلم، وأن أحدهم قال أن أعطيها لك
أومأت لها روان برأسها ثم إنفرج ثغرها قليلا، ضمت الورود إلي صدرها ثم
وضعت الباقة علي فراشها وأخذت تتحسسها بيدها
ظنا منها أن خالد هو من أرسلها.......
في الأسفل همس العم عبده إلي فاطمة وهو يقول :
هذه ليس من عادة سيدي وهو لا يحب الورود الحمراء ، لا أظن أنه من أسلها
—أشارت له فاطمة بيديها بأنه ليس الأمر من شأنهما
أكمل قائلا عندما يحضر سأخبره عن أمر الورود.
فجحظت فاطمة بعينيها ناهية إياه عن فعل أي شئ
—قال بإستغراب : لماذا؟  سيغضب مني إذا لم أخبره بكل ماحدث؟
فاطمة : مشيرة له بغضب وهي تضع أصبعها علي فمها بأن يلزم الصمت ولا يتفوه بشئ لا يعنيه.
ولإنه يخضع دائما لرغبتها : أومأ برأسه إليها،  مؤيدا كلامها

المرايا  بقلم بوسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن