الفصل الثالث
طفلة
هي الصغيرة ذات السبع سنوات تري والداها دائمين العراك والصراخ ببعضهم
وكانت بدايتهم معا حينما كانوا يجلسون سعداء امام التلفاز ورن هاتف الاب ليكون اخو زوجته فتحدثوا معه قليلا فجائت الزوجة تعطي الهاتف لزوجها الا انها فوجأت بمحادثة تفتح امامها ويوجد بها كلام مع سيدة شمطاء
لتردف بصدمة وهي تقلب بهذه المحادثة : ايه ده يا احمد
احمد بتوتر : ايه في ايه
انقلب وجهها عندما شاهدت جملة كادت تفقضها عقلها لتردف بصدمة وغضب : مين الحيواانة السافلة اللي بعتالك الكلام ده لتردف بغضب اشد وهي تقلد الرسالة : نفسي تاخدني في حضنك وتدفيني زي زمااان لتردف وهي تنظر له ب اشمئزاز : لااا و انت تسكت لتردف مقلدة هذه الجملة : وانا كمان والله ولاادك سافروا ولا لسة لتكمل بعد ان اغلقت الهاتف بغضب واشمئزاز : انت رااجل حيواان وسااافل وزاني وهي اوسخ منك واحدة متجوزة وعندها عياال يا أخي كنت اتقيت ربنا ده انت عندك بنت
احمد بتوتر وتبرير : ما حصلش حاجة دي مطلقة ومرات واحد صاحبنا وواخدة عيالوا عشان كده هو عايز يثبت انها خاينة عشان ياخد حضانة الاولاد وكان عايزني اساعده
سهي بتكذيب وبكاء : كدااب والكدب باين في عنييك انا كنت بسكت ودايما كانت بتجيني رسايل وتقولي انك مش مظبوط وكنت بسكت واكدبهم بس انت فعلا بني آدم مش محترم وقذر وزاني
وكل هذا امام مرأي هذه الصغيرة
دلفت لغرفتها غااضبة ودموعها تهبط علي وجنتيها بحرارة
نظرت له الطفلة بحزن فها هي تحزن ممن يغضب ويبكي والدتها
ودلفت ورائها
اما هو ظل يفكر ويفكر فاتصل بصديق من اصدقائه واخبره بما حدث ليجد معه حل
وبعد دقائق دلف ورائها وفتح المايك الخاص بالهاتف لتسمع صوت صديقه وهو يخبرها بما اخبرها به وبعدها اغلق الهاتف ليردف بلهفة : صدقتي
سهي بعدم تصديق : كدااب وانا عارفة ده كويس ثم اردفت وهي تشير لباب الغرفة : اطلع برره
خرج هو وحزين ومنكس الرأس
################################
مرت سنة هذه الحادثة وعاد التعامل بينهم كما قبل لكن بداخلها هي يوجد ضيق لكن يجب ان تفعل هذا من اجل طفلتها
حتي جاء يوم بعثت لها رسائل وتسجيلات بصوت زوجها وهو يتحدث لسيدة لكن الحديث يسلك مجري غير مرغوب ومحرم
ظلت صامتة طوال هذا اليوم حتي جلسوا مساءا امام التلفاز فلاحظ هو سكونها وغضبها المكتوم ليردف بريبة : مالك يا سهي في ايييه ساكتة كده وبااين في حاجة مدايقاكي
سهي بجمود : لا واييه اللي هيدايقني
احمد بحيرة : معرفش
سهي وبدا بركان غضبها يفتح : مادام ما تعرفش بتسال ليييه
احمد بحيرة : انا غلطان يعني خلاص يا ستي اعملي اللي انتي عايزااه يا حول الله
نهضت هي من مكانها لتردف بغضب : ايه يا حول الله شايفني بشد في شعرري و لا بعمل اييه شايفني مجنونة
نظر لها بقلة حيلة وصمت فاغتاظت هي لتمسك بكوب المياه الموضوع فوق الطاولة وسكبته بوجهه وضربت الكأس بالحائط ليتهشم الي قطع صغيرة ويتناثر الزجاج
لينهض هو بغضب جامح : انتي اتجننتي ايه اللي بتعمليه ده
سهي بغضب : يا حقير يا سافل يا وس
قبل ان تكمل جملتها وجدت صفعة تهبط علي وجنتها بحرارة لتنظر له بصدمة وهي ترفع يدها استعدادا لصفعه : انت بتضربني انا يا ابن الكلب يا حيوان
وصفعته لينظر لها بغضب وهو يمسك بخصلات شعرها وهو يغرز اصابعه بيدها ويلفها خلف ظهرها واتجه بها نحو غرفتهم والقاها علي الارض وصفعها بقوة وخرج وهو يستشيط غضبا
لتبكي هي بغضب والم
نظرت لها طفلتها ببكاء وحزن واتجهت نحوها واحضرت مطهر ووضعته علي يدها واخذت تدهن المطهر حتي انتهت واسندتها لتضعها علي الفراش
فوجدت والدها يدلف لهم بغضب وهو يردف : عايزة تطلقي ثم سكت لثواني ليردف : انتي طاااالق طااالق طاااالق طالق بالتلاتة عشان انا زهقت يا شيخة زهقت
نظرت لهم بحزن شديد فلماذا يفعلون هذا
رغد بحزن وبكاء : عارفة يا ماما انا مش عايزة اتجوز عشان جووزي ما يعملش فيا نفس اللي اتعمل فيكي
################################
وكبرت هي وابويها منفصلين عن بعضهم لكنها تعقدت من الرجال والزواج صارت تكرههم تخشي ان يحدث معها مثل ما حدث مع والدتها فصارت تتعامل معهم ببرود ولا تتزوج فها هي صارت معقدة بسبب تجربة والديها المريرة لكن بيوم من الايام كرهت ذكراياتها فاتجهت لغرفتها الذي بمنزلها فهي تعيش بمفردها تركتهم لشاجارهم
واخذت مشرط ونظرت ليدها وبدات دموعها بالهبوط وقربت المشرط من يدها وقطعت شرايينها بالطول من بداية كوعها من فوق اي من الوريد حتي كفها ورقدت فوق السرير وذهبت الروح لخالقها
################################
الموعظة هنا انه يجب ان مشاكل الازواج تحل بينهم وليست امام الاطفال حيث انهم يأخذون هذه العادات ويعقدون منها ويمكن ان تسبب لهم امراض نفسية وقد تؤدي الي انتحارهم وتدهور حياتهم فما ذنب هؤلاء الاطفال لينشأوا بمثل هذه البيئة ليصبحوا مجرد بقايا انسان او مجرم او مريض نفسي او قاااتل ويجب ان نصبر علي الشدائد لكن ما ذنبهم ما ذنبهم هؤلاء الابرياء الذنب الوحيد انهم اطفااااااااال .
################################
