الفصل الرابع

7K 234 3
                                    

  الفصل الرابع

ظل هاشم يحاول أن يبقى الحوار ممتدا لاطول وقت ومودة تستجيب له تارة وتصمت تارة اخرى وهى تتذكر شيئا فشيئا تلك اللحظات السعيدة التى مرت عليهما
عودة للوراء
شعرت به يبدل ملابسه ليتوجه لعمله فإعتدلت جالسة تفرك عينيها بنعاس طفولى : صباح الخير
هاشم بإقتضاب: صباح الخير
مودة: مالك يا هاشم مضايق ايه!؟
هاشم وهو ينظر لها بطرف عينه: مفيش
مودة: يعنى انت كويس ؟!
هاشم: كويس ..كملى نوم
مودة: لا انا عاوزة حاجة الاول
هاشم: عاوزة ايه على الصبح؟!
مودة: عاوزة بوسة
اتسعت عينا هاشم وردد بتعجب: بوسة !!
تحركت من الفراش لتتعلق برقبته: اه فيها حاجة دى عاوزاك تبوسنى
هاشم بضجر: مودة انتى شكلك فايق وانا ورايا محكمة
تحرك لتتحرك معه بدلال : وانا ماليش دعوة يا تبوسنى يا مش هتنزل
هاشم يشئ من الانفعال: يعنى ايه هتحبسينى ؟!!!!
مودة بدلال: تؤ تؤ بس لو نزلت من غير ما تبوسنى هفضل زعلانة لحد ما تيجى وانت هتبقى عارف أنى زعلانة مش هتعرف تشتغل وعلشان انت حبيبي هتلاقى نفسك رجعت كأنك مانزلتش
ابتسم اخيرا وهو يقبل وجنتيها هامسا: اهو خلينى انزل بقا ورايا محكمة
سارت معه نحو الباب بخطوات بطيئه: هتكسب القضية ماتخافش
هاشم: وانتى ايه عرفك أنى قلقان من قضية ؟؟
مودة بحنان: علشان انت جوزى حبيبى اللى بفهمه من غير ما يتكلم
عادت مودة من ذكرياتها على حديث هاشم: مودة ممكن تعملى لى حاجة
مودة: طبعا يا هاشم..اعملك ايه؟؟
هاشم: الكيكة اللى كنتى بتحطيها فى التلاجة اللى عليها شيكولاته كتير دى ..بحبها اوي..ممكن تبقى تعملى منها
مودة بتعجب: بس انت ماكنتش بتاكل منها
هاشم: هههههه بصراحة كنت باكل وانتى نايمة
رفع كفها وقبله بحب: تسلم ايدك حبيبتي..
نظراتها له زائغة تريد ان تتشبث بهذا الامل تريد ان تصل لهذا الرجل كما هو الان لكن ترى الى متى سيبقى حنونا هكذا ؟؟
مودة : الولاد قربوا يرجعوا من المدرسة
هاشم: لما يبقوا يجو يحلها ربنا خليكى معايا شويه...خليكى ليا لوحدى
وجدها تعتدل لتصعد بنصفها العلوى فوق صدره وتغمض عينيها فخلل اصابعه بين خصلات شعرها لتغفو بعد دقائق فيغمض عينيه ويغفو هو ايضا
استيقظا على طرقات الباب فيقول هاشم بنعاس : مين جاى دلوقتي؟ هم الولاد بيجو بدرى كدة؟
مودة: لا قدامهم نص ساعه على الاقل
يتوجه هاشم للباب فيجدها والدته
نوال بفزع: فى ايه يا بنى ماروحتش الشغل ليه؟
هاشم: مفيش يا ماما عادى مريح يوم ماارتاحش يعنى
خرجت مودة من الغرفة على وجهها علامات النوم : اتفضلى يا ماما واقفة برة ليه؟
نوال: لو عاوزة ادخل كنت دخلت انتى هتعزمى عليا في بيت ابنى ؟
شعرت مودة بالحرج الشديد فقال هاشم: حبيبتي لو سمحتى استنينى جوة
هزت رأسها وهى تتجه للداخل بينما قال هاشم: ليه كدة يا ماما؟ ايه لزمته تحرجيها كدة؟
نوال بحزم: هو ايه اللي ليه ! يعنى هى هتعزم عليا في بيتك؟
هاشم: ماهو بيتها هى كمان يا ماما..هو بيتى لوحدى يعنى ؟
نوال: ايه اللهجة الجديده دى يا هاشم
هاشم: ماما انتى حبيبتى ونور عينى ...ومودة حبيبتي وام عيالى ..مفيش ابدا مقارنة بينكم انتى حبيبتى وهى حبيبتي بس حبى ليكى غير حبى ليها
نظرت له نوال بغضب وانصرفت
هز رأسه بأسف واغلق الباب دلف للغرفة فوجد مودة تجلس بصمت جلس بالقرب منها وقال: مودة ياريت ماتزعليش من ماما
مودة بهدوء: مش زعلانة يا هاشم
هاشم وهو. يجذبها لتقف : يلا شوفى هتلبسى ايه قبل الولاد ما يوصلوا علشان ننزل علطول
مودة: حاضر بس هصلى الاول
صحبهم هاشم لاحد المولات الكبرى حيث المطاعم تحوى جزءا مخصصا للالعاب الشبابية والطفولية ..
سعد الجميع وكان يوما مميزا بالفعل ستحفر ذكراه فى عقولهم جميعا
فى اليوم التالى بمكتب هاشم وحين كان يراجع قضية هامة طرق الباب فسمح للطارق بالدخول ليدلف شاب فى اواخر العشرينات
سامى : السلام عليكم
هاشم: عليكم السلام..تعالى يا سامى
سامى : انامحرج من حضرتك جدا يا استاذ هاشم
هاشم: فى ايه يا سامى ؟
سامى : انا مضطر اسيب الشغل
هاشم: ليه كدة انت مش مرتاح معانا
سامى: مرتاح جدا وربنا عالم ..بس جالى تعيين فمضطر اسيب شغل الصبح واكتفى بالفترة المسائية عند الاستاذ حسين
هاشم: لا لو كدة انا افرح لك .مبارك إن شاء الله
سامى براحة: يعنى حضرتك مش مضايق منى
هاشم: اضايق ليه ده مستقبلك يا سامى ربنا يوفقك
انصرف سامى بينما ظل هاشم يفكر فى قضيته بتركيز مشتت
انهى اعماله وعاد للمنزل دلف لشقة والديه كالعادة فقابلته والدته ببرود وعرضت عليه تناول الطعام فإعتذر لها لتتركه وتلزم حجرتها بينما شجعه والده على التمسك بموقفه وعدم السماح لامه بالتدخل في حياته اكثر من ذلك وان عليه مراعاة زوجته واولاده
صعد لشقته لتستقبله ريماس بسعادة غامرة وجلسوا جميعا يتناولون طعام الغداء وقد بدت الراحة على وجه مودة
قدمت لهم مودة بعد الغداء قالب الكيك الذى طلبه منها هاشم وكم كانت سعيدة بإعداده وكم كان هو سعيدا بتلبيتها طلبه
ريماس: انا عاوزة من الحرف علشان شيكولاته كتير
مصطفى: لا انا عاوز من النص
هاشم: ماشى بس كل واحد حته واحدة بس
ريماس بإعتراض : واحدة بس !! ومين هياكل الباقى ؟
هاشم: انا طبعا .الباقى علشانى
حاولت ريماس الحصول على اكثر من قطعة فرفض هاشم تبسمت مودة لهذة الروح الجديدة على حياتهم وتركت طفليها ينعما بحب واهتمام والدهم وتوجهت لانهاء اعمالها المنزلية
كانت مودة بالمطبخ حين وجدت احدى يديه تحيط خصرها واليد الاخرى تقدم لها قطعة من الكيك وهو يهمس: مااقدرش اكل من غيرك
مودة بتعجب: من غيرى أنا !! هاشم انت عيان ؟؟
هاشم: لا مش عيان أنا كنت غلطان
قبل وجنتها واطعمها قطعة الكيك وقال : انتى شكلك زعلانة
مودة: لا ابدا مش زعلانة
هاشم: لا انتى زعلانة وانا لازم اصالحك زى ما كنتى بتصالحينى
قطبت جبينها فقال: هاتى بوسة
شهقت بخجل: هاشم وبعدين الولاد يشوفونا
هز كتفيه بلا مبالاة وقال: يشوفونا ايه يعنى لما تبوسينى مش انتى مراتى حبيبتي
قبلت خده بسرعة فضحك وقال:هههههه طب انتى طيبة وكنت بضحك عليكى لكن أنا ماينضحكش عليا
مودة قصدك ايه!؟
اجاب او لم يجب ...لم تكن مدركة بكل الأحوال الا لشفتيه اللتين تضمان شفتيها بجنون 

لعنة الصمت
بقلم قسمة الشبينى

تجميع نوفيلا..... قصة قصيرة...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن