الفصل الأول

966 30 0
                                    


أمام مبنى كلية الآداب تلك التي تضم العديد من التخصصات خاصة قسم الجغرافيا وفي إثناء خروج الطلاب من المحاضرات تخرج فتاة ذات بشرة حنطية تميل للسمرة بملامح رقيقة وجميلة تجذب كل من تطلع إليها , قالت الفتاة منزعجة أوف ياه أخيراً خلصت المحاضرة يا ساااتررر لتعقبها قهقهت صديقتها قادمة من خلفها تصفعها على مؤخرة رأسها يا خديجة أنت مسخرة مكبرة الموضوع على الفاضي , والله المحاضرة كانت جميلة وخفيفة عن المرة اللي فاتت ضمت خديجة شفتيها ضاغطة عليهما بغيظ محدقة عينيها أنت بتهرجي يا شرين خفيفة إيه دي دمها تقيل هي ودكتورها كمان ها , وضعت شرين يدها سريعاً على فمها هششششش يخرب عقلك حد يسمعك يقول للدكتور , ازالت خديجة يدها في عنف ما يقول أنا مش خايفة من حد ولا يعني عاجبك تهزيقوا ليا جوا , كتمت شرين ضحكتها على منظرها المنفعل يا بنتي ما أنت اللي غلطانة المسائل كانت واضحة زي عين الشمس تيجي أنت بعد ما خلص تقولي عيد تاني يا دكتور , نفخت خديجة وجنتها لتقول بانفعال ولو يا ستي مالوش حق يقول لي أنت غبية كل زمايلك فهموا منظري إيه قدام الناس وهو بيقول لي كده , ضاقت شرين عينيها في خبس منظرك قدام الناس برضوا ولا قدام محمد , ارتبكت خديجة في خجل أنت بتقولي إيه أنت التانية محمد إيه وزفت إيه , بقولك إيه قفلي خلاص على الموضوع وفكك عشان أتخنقت , أنا همشي بقا مش هوصيكي تسجلي لي المحاضرة , انكمشت ملامح شرين في حزن برضوا مش هتحضري يا بنتي الدكتور بياخد غياب

أخرجت خديجة زفيراً حاراً رافعة يدها في حركة تعبر عن قلت حيلتها أعمل إيه حكم القوي بابا وجاسر منبهين عليا موضوع التأخير ده ما ينفعش أحضر من 6:8 دي خالص كفاية عليا مرمطت السكاشن والكلمتين اللي باخدهم من أستاذ جاسر لما بيوصلني , ربتت شرين عليها في لطف معلش تتهون يا حبيبتي كلها سنة ونتخرج أحنا خلاص أهو في الفاينال , أمسكت خديجة رأسها تفرك جبهتها أثر صداع خفيف أصابها من ضغط المحاضرات بدات تحدث نفسها كان مالي انا بس ومال جغرافيا وقسم مساحة بلا هم ما كنت دخلت تاريخ وكبرت دماغي على الأقل ما كنتش شوفت وش دكتور بيومي فؤاد ده ثم نهضت تقلد الدكتور في حركة مضحكة قال أنت طالبة معانا في سنة تالتة أنت كل زمايلك فهموا إيه غبية , ثم تكمش وجهها في حركة طفوليا لتقول جاك وجع في بطنك يا بعيد كسرت خاطري , قهقهت شرين بصوت عالي ههههههه يخرب عقلك خلاص مش قادرة , ضربتها خديجة بالحقيبة على رأسها أضحكي أضحكي جاتلك على الطبطاب يلا سلام بقا قبل سي جاسر ما يفتح وصلت التحقيق معايا ظابط بقا وبيحب يعيش الدور عليا قبلتها شرين ثم غادرت خديجة الجامعة 

************

وصلت خديجة الى مقطن بنايتهم وهي عبارة عن عمارة إرث تركه لهم جدهم يونس جمع به أبنائه أحمد وعبد العزيز بالإضافة لشركة للأثاث والأجهزة الكهربائية , أعطت خديجة سائق الأجرة أجرته ثم تلتفت يمين ويسار باحثة عن ذلك العدو اللدود كلب عم إبراهيم جارهم العجوز ذلك الرجل سليط السان يتباهى بكلبه الشرس كلما خرج الى متجره أخذه معه ليحرسه من اللصوص على الرغم من رقي المنطقة وساكنيها من ضباط ووظائف مرموقة فلن يجرأ لص على التفكير حتى إلا إنه لديه هاجس منذ وفاة زوجته وهجر أبنائه فأصبح هذا الكلب هو صديقه الوفي في الحقيقة هو كلب لطيف لم يؤذي أحد لكنه يكره خديجة كما تكره , أطلقت خديجة ساقيها عندما لم تجده وقفت أمام شقت عمها في الطابق الأول تضبط هندامها ملتقطة أنفاسها نتيجة العدو أكملت سيرها متجه نحو شقتهم ثم أخرجت المفاتح ودلفت وقبل أن تستدير تفاجئت بصوت جاسر خلفها وهو يمسك بياقتها فشهقت فزع عااا بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا أمتى زجرها جاسر طلعت روحك تقدري تقولي أتخرتي ليه من ساعت ما قولتي إنك خرجتي من الجامعة ومافيش داعي إن أوصلك ليكي نص ساعة متأخرة عن معادك المفروض تكوني هنا قبل سبعة كمان دلوقت الساعة يا هانم سبعة ونص , حدقت خديجة متفاجئ بدقة أخيها في حساب الوقت هار اسوح أنت بتحسب لي بالدقيقة ضربها جاسر على رأسها وبالثانية كمان أمسكها بيده الأثنان من ياقتها مثل المجرمين فبدأت هي تبكي وتصرخ مثل الأطفال مستنجدة بوالدتها عاااا ياماما شيلي جاسر بقا عني ياعم قولت لك ميت مرة انسى أنك ظابط في البيت هو أنت بتجرب فيا ولا إيه وضع جاسر رأسها أسفل إبطه مثل البطيخة إنكتمي عم في واحدة متربية تقول لأخوها عم أفلتت خديجة نفسها منه ثم أسرعت تمسك بالوسادة تقذفه بها طب خد بقا ها فيقوم هو الأخر مسدداً إياها بالهجمات , بقيا الاثنان في شجارهم المرح فخرجت والدتهم السيدة منى على صوتهم إيه يا ولاد جرى إيه هو أنتم كل يوم بتتخانقوا , ركدت خديجة تحتمي خلف أمها يا ماما هو بيرزل عليا وبيضايقني نهرتها أمها بس إنكتمي وأخلصي غيري هدومك دي وتعالي ساعديني شوية اتهد حيلي من صباحية ربنا أخلصي قالتها الأم وهي تدفعها بينما نظر إليها جاسر بشماتة فدبت بقدميها الأرض ثم ذهبت لغرفتها

تجميع نوفيلا..... قصة قصيرة...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن