الفصل السادس ( الجزء الثاني)

390 24 1
                                    

فى صباح اليوم التالى توجه "عدنان" الى قسم الشرطة وطلب مقابله الرائد" عادل" الذى نهض لإستقباله وهو ينظر اليه متفحصاً .. قال "عدنان" بقلق :
- أنا عايز أعرف انتوا قدرتوا توصلوا لحاجة ولا لأ
مسح "عادل" وجهه بكفيه ثم ضحك قائلاً :
- بالسرعة دى .. أكيد لسه
ثم تحدث بجدية قائلاً :
- بس اللى أكيد هو حاجتين
سأل "عدنان" بإهتمام :
- ايه هما
قال "عادل" وهو يعقد يديه فوق المكتب :
- أول حاجة اللى كان مقصود بالقتل حضرتك مش الجناينى
اتسعت عينا "عدنان" بينما أكمل "عادل" قائلاً وهو يشير بأصابع يده :
- أولاً : اللى عايز يقتل الجناينى يقتله فى أى مكان فى الجنينة أو فى أوضته .. اشمعنى المرسم
ثانياً : لما مدام "لميس" اكتشفت الجثة قالت ان النور فى المرسم كان مطفى .. يعني اللى دخل يقتل دخل وهو عارف ان الشخص اللى هيكون فى المرسم فى اللحظة دى هو حضرتك
ثالثاً : الجناينى ملوش أى عداوات مع أى حد .. لكن حضرتك فى خلاف قوى بينك وبين أفراد أسرتك على ميراث قديم
ظهر التفكير على "عدنان" والضيق فى عينيه وهو يقول :
- وايه الحاجة التانية اللى حضرتك متأكد منها
أرجع "عادل" ظهره الى الوراء وهو يقول بلامبالاة :
- ان القاتل نط من على السور ونفذ جريمته وهرب تانى
ابتسم "عدنان" بسخرية وقال بثقه :
- لا معلش يا باشا فاتتك دى
نظر اليه "عادل" بإستفهام فأكمل "عدنان" :
- السور كله متحاط بأجهزة انذار حساسة لأى حركة
عقد "عادل" جبينه فى تركيز وهو ينظر الى "عدنان" الذى قال :
- ومحدش أبداً يعرف ان فى أجهزة انذار على السور الا أنا و "مهند" .. حتى الحرس ميعرفوش
- "مهند" ابن أخوك ؟
- أيوة
حك "عادل" ذقنه بأصابعه وهو يحاول تجميع الخيوط ببعضها البعض .. ثم نظر الى "عدنان" هاتفاً بحنق :
- وليه ما قولتش الكلام ده امبارح .. عارف الكلام ده معناه ايه .. معناه ان القاتل شخص من جوه الفيلا .. شخص من اللى كانوا متجمعين فى السهرة امبارح
ضاقت عينا "عدنان" وصاح :
- يعني تقصد ان اللى قتل الجانينى ده واحد من عيلتى أو من الخدم كان قاصد انه يقتلنى أنا
أومأ "عادل" برأسه قائلاً :
- معنديش أى شك فى كده .. عايزك بأه بالراحة كدة وبهداوه تحكيلى تفاصيل الخلاف بينك وبين أفراد عيلتك .. نفر نفر

****************************************

دخلت انعام غرفة الطعام لتجد "مهند" جالساً بمفردة يحتسى فنجاناً من الشاى .. فحيته قائلاً :
- صباح الخير يا "مهند"
التفت اليها قائلاً :
- صباح النور يا عمتو
جلست "انعام" وهى تقول بأسى :
- معرفتش أنام طول الليل .. يا عيني صعبان عليا الراجل اللى كات ده
بدا "مهند" شارداً ممعناً فى التفكير .. فقالت "انعام" :
- أكيد المجرم نط من على السور وموته .. بس نفسى افهم ليه موته .. الراجل كان فى حاله ومبيضايقش حد
نظر "مهند" اليها بعزم قائلاً :
- لأ مستحيل يكون القاتل نط من على السور يا عمتو
التفتت اليه وقالت :
- يعني ايه يا "مهند" .. ليه مستحيل ؟
أخذ "مهند" نفساً عميقاً ثم قال :
- السور كله متركب عليه أجهزة انذار ومحدش أبداً يعرف الموضوع ده غيري أنا وعمى "عدنان" .. امبارح بعد ما البوليس مشى فكرت ان ممكن يكون القاتل عطل الأجهزة .. روحت الكونترول روم .. الأجهزة شغاله زى ما هى .. وكمان فى تايمر بيحدد هل الأجهزة انفصلت عن العمل ولا لأ .. لقيت التايمر تمام .. الانذار كان شغال طول الوقت متفصلش ثانيه واحدة .. يعني مستحيل حد ينط على سور الفيلا وإلا كانت الأجهزة كلها اشتغلت .. القاتل واحد من جوه الفيلا
قالت "انعام" بدهشة وهى تحاول استيعاب ما يحدث :
- يعني مين هيكون لها مصلحه فى قتل الجنايني يا "مهند"
نظر اليها "مهند" بثبات وقال :
- اللى كان المقصود بالقتل عمى .. مش الجنايني
شهقت "انعام" ووضعت كفها على فمها وقد اتسعت عيناها فزعاً

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن