باارت جديد 💞

488 23 13
                                    

خرج "عدنان" من قوقعته بعدما هزه رحيل "فيروز" المفاجئ .. تعرف عليها من خلال العمل .. تقربت منه بعد الحادث الذى أصاب زوجته وابنه ورحلا على أثره .. تظارهت بأنه القلب الحنوان الذى سيحتوى آلامه وأحزانه .. كان يجد معها سلوى لأيامه .. هرب من كل شئ و أى شئ .. لربما كان السبب فى تقربه منها هو أنها لا تمت له بصلة .. كان يشعر فى تلك المرحلة بأنه يود الهرب حتى من نفسه .. استعاد عافيته ونشاطه بعدما أيقن بسخرية أنها ليست سوى مجرد كريستاله مزيفة براقة من الخارج لكن لا قيمة لها .. توجه الى القاهرة ليتسلم أعمال والده الراحل وميراثه الذى تركه من أجله .. باع كل ممتلكاته فى الاسكندرية حتى البيت الذى عاش فيه مع زوجته وابنه .. بدأ فى تكبير شركة والده والعمل على أن يصبح رجل اعمال ذا صيت ونفوذ .. فكان يرى فى عمله تعويض عن شعور النقص الذى خلفه رحيل أسرته الصغيرة

أما "فيروز" فكانت تعرف "حمدى" الذى كان بينه وبين "عدنان" أعمال مشتركة فى الاسكندرية .. تعبت من محاولة التقرب من "عدنان" وتليين رأسه واصطياده كزوج لها .. وبمجرد أن علمت بأمر ميراث "حمدى" من والده فنزعت شباكها من "عدنان" وألقتها على "حمدى" الذى كان اصطياده أكثر سهولة

عاش "مهند" لأربعة أشهر دون أن يستطيع أن يتخطى صدمته .. فالتفاة التى عشقها منذ أن تعلم العشق الهوى تركته من أجل دنيا زائلة تسعى ورائها .. بل طعنته فى قلبه وكرامته عندما وافقت على غيره وهى لا تزال فى عصنته ! .. لم تتحمل كرامته الجريحة وقلبه المطعون تلك الآلام فإنزوى بنفسه مبتعدا عن الجميع .. أصبح لا يرى من الحياة الا بيته وعمله وتلك الساعات التى يقضيها فى المسجد وهو يبث نحواه الى الله .. لكن الله أراد أن يزيد من ابتلاءه وعناءه .. مرضت والدته مرضا شديدا ألزم حضور "فريدة" لزيارتها .. كانت فى سكرات الموت .. ظل يدعو ويستغفر لها لكنه كان يعلم بأن أمر الله آت لا محالة .. لم تستطع وهى على فراشا لموت الا أن تعترف له بالحقيقة التى زلزلت كيانه وعصفت به :
- "سامرين" بتحبك .. بتحبك أوى .. ضحت بسعادتها وراحتها عشان تحميك من أبوها .. ازاى تتصور ان "سامرين" اللى اتعلمت الحب على ايديك ممكن تفرط فيك بالسهولة دى .. سامحنى يا ابنى .. أنا كمان قسيت عليها .. وقولتلها لو كانت بتحبك لازم تسيبك .. سامحنى يا ابنى .. بس خوفى عليك هو اللى خلانى أعمل كده

اختلطت دموع "مهند" على فقد والدته بدموعه على فقد زوجته وحبيبته .. لكم كان يتمنى أن يأتى هذا الاعتراف مبكرا قبل أن تنقضى أشهر العدة .. لكن أمر الله نفذ !

لم تصدق "سامرين" نفسها وهى تستمع الى صوت "مهند" عبر الهاتف وهو يقول :
- "سامرين" .. ليه سمعتى كلامهم .. ليه عملتى كده ؟
بكت بحرقة شديدة وهى تقول :
- أنا اسفه .. أنا اسفه .. بس كنت خايفة عليك أوى
لمعت العبرات فى عينيه وهو يتمتم بخفوت:
- ماما اتوفت يا "سامرين"
شهقت بقوة قبل أن تنفجر فى البكاء .. حاول تهدئتها لكنه فشل .. شعرت كما لو أن روحها تسحب منها .. أنهى المكالمة حتى تفرغ ما بها من شحنات عاطفية متأججة .. هدأت وسكنت نفسها بعد وقت طويل نائمة باكية على الفراش فى غرفتها دون أن يعبأ بها أحد .. رأت رقمه من جديد .. فردت بلهفه وبصوت مبحوح من كثرة البكاء :
- "مهند"
قال بلهفة :
- "سامرين" انتى كويس ؟
أومأت برأسها كأنه يراها ثم قالت :
- الحمد لله .. طمنى عليك
قال بأسى :
- الحمد لله على كل حال
صمت .. وصمتت .. ود لو قال لها كلاما كثيرا .. لكنه يعلم بأنها لم تعد حلاً له .. لم تعد من محارمه .. صارت غريبه عنه .. علمت سبب سكوته فتساقطت عبراتها وهى تتنهد بقوة .. قال "مهند" وهو يحاول السيطرة على عواطفه الجياشة التى يريد أن يبثها اياها :
- لازم نرجع لبعض
قالت بلهفة وكأن تلك الكلمة أحيتها من جديد :
- ازاى ؟
قال بحزم :
- هكلم أبوكى مرة واتنين وعشرة ومليون .. مش ممكن تكون لغيري يا "سامرين" .. فاهمة .. مش ممكن تكونى لغيري .. انتى ليا أنا وبس
أغمضت "سامرين" عينيها وهى تشعر بقلبها ينبض من جديد داخل صدرها بعد أن فقد معنى نبضاته .. كبح "مهند" كباح نفسه بقوة شديدة ولم يهاتفها بعد تلك المكالمة .. ظل يعمل ويجتهد حتى يستطيع انهاء عش الزوجية الذى طال تجهيزه .. هاتف "حمدى" كثيرا وفى كل مرة يقابل بالرفض القاطع .. لكنه لم ييأس .. ولن ييأس .. حاول "حمدى" تزويجها .. لكنها كانت مصره على الرفض .. مصرة اصرار شديد .. غير عابئه بأى شئ .. فلم يعد يفرق معها أى شئ .. حتى لو ضربها . .حتى ولو قتلها .. لن تتزوج رغما عنها .. لن تتزوج رجلاً غيره .. دون كلام أو وسيلة اتصال .. بقيت القلوب على اتصال .. تزوره فى منامه .. ويزورها فى منامها .. فيطفئ اللقاء بعد من نيران اللهفة والاشتياق ..

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن