البارت التاسع والعشرون والأخير💃

453 27 5
                                    


سكتوا كأن علي رؤسهم الطير .. يحاول كل منهم استيعاب الحقيقة التى شرحها "عدنان" والتي زلزلت كيانهم .. أول من فاقت من صدمتها هي "فريدة" التي عانقت "سامرين" بقوة قائله :
- ياااه .. مش قادرة أصدق .. انتي "سامرين"
ابتعدت عنها لتنظر الي وجهها قائله :
- العمليات اللي عملتيها غيرتك أوي .. صحيح مشفتكيش من زمان .. بس شكلك مختلف أوي عن "سامرين" اللي في خيالي
ابتسمت "سامرين" بوهن .. اقتربت منها "انعام" معانقة اياها وهي تقول بحنان :
- بنت أختي ....
ثم ضحكت قائله وهي تنظر اليها :
- وأنا اللي كنت فاكراكي مراة أخويا طلعتي بنت أختي
اتسعت ابتسامة "سامرين" وهي تنظر اليها قائله :
- وحشتيني أوي يا خالتو
قالت "انعام" بتأثر :
- انتي كمان وحشتيني أوي .. للأسف كلنا كنا بعاد عن بعض لدرجة ان محدش فينا يعرف أخبار التاني
تنهدت في خسرة وهي ترمق عائلتها بنظراتها وتقول :
- ياريتنا كنا سند لبعض .. وحمى لبعض وقت الشدة
قاطعها صوت سرينة سيارة الشرطة فاندفع "عدنان" الي الخارج وكأنه كان يتوقع تلك الزيارة .. خرج من الفيلا ليجد "عادل" متوجها ومعه اثنان من الحرس الي جراج الفيلا .. فاندفع "عدنان" من خلفه وعلي أثره "مهند" و "سامرين" .. وقف "عادل" في منتصف الجراج ومن خلفه الجميع تتسع أعينهم في دهشة .. قال "عادل" بتهكم :
- كنت عارف انك هتيجي تدوري علي الورقة في الجراج
صرخ "عدنان" قائلا :
- انتي ؟ .. ازاي .. مش فاهم حاجه
هتفت "سامرين" بدهشة :
- بتعملي ايه هنا يا "فيروز" ؟
- وقفت "فيروز" مرتبكة وهي تقول :
- عادي يعني هكون بعمل ايه .. بركن العربية
قال "عادل" بسخرية :
- الجراج متركب فيه كاميرات مراقبة من ساعة ما قولت عن موضوع الورقه اللي القاتل سابها .. وواضح في الكاميرات انك مكنتيش بتركني العربية بس .. لا كنتي بتدوري علي حاجة في كل شبر من الجراج
قالت"فيروز" بتوتر شديد :
- كان فعلا في حاجه وقعت مني وبدور عليها .. فيها ايه دي
قال "عادل" بحزم :
- خلاص يا "فيروز" لعبتك اتكشفت والبنت اعترفت بكل حاجه
امتقع وجه "فيروز" وهي تهتف :
- كدابه .. البنت دي كدابه
قال بسخريه :
- وعرفتي منين انها كدابه .. مش تعرفي الأول هي قالت ايه
هتف "عدنان" بعدما تجمعت العائلة في الجراج يروون فضولهم مما يحدث .. فقال "عادل" وهو ينظر الي "عدنان" :
- الشخص اللي استخدم القاتل اللي قتل الحارس لما اكتشفوه وهو خارج من الجراج .. يبقي مدام "فيروز"
هتفت "سامرين" بدهشة :
- ازاي .. ليه تعمل كدة
قال "عادل" بثقه وهو ينظر الي "فيروز" بتشفي :
- مدام "فيروز" حبت تنتقم وتوقع العيلة في بعضها .. خاصة لما عرفت ان كان في محاولة قتل وهي في تركيا قبل ما تيجي مصر وبكدة الشبهات هتكون بعيد عنها تماما .. هدفها مكنش القتل .. هدفها كان ان الشخص اللي استخدمته يضرب كام طلقه في الهوا .. أو يعمل أي حاجة تدل علي انه جاي يقتل "عدنان" بيه .. عشان شكوكه تزيد حولين اخواته أكتر وبكدة تنتقم منه لانه طردها من بيته ومن حياته .. ثم التفت قائلا :
- مش كده برده يا مدام "فيروز" ؟
قالت وهي ممتقعة الوجه :
- كدب كل ده كدب .. معنكش أي دليل
قال بثبات :
- وجودك هنا والكاميرات بتصورك وانتي بتفتشي في كل حته في الجراج ده دليل قوي .. ده غير طبعا شهادة القاتل لما فاق تماما من الغيبوبة
قالت باضطراب شديد وبعصبية :
- حتي لو ده حصل .. أنا مليش ذنب انه كان غبي وقتل الحارس .. أنا قولتله يخوفهم بس .. ما قولتلوش يقتل حد .. أنا مليش دعوة بجرية القتل
صفق "عادل" بيديه ثم نظر الي احدي الكاميرات المثبته في زاوية الجراج ولوح أمامها ثم نظر الي "فيروز" قائلا منتشيا :
- وبكده نبقي خدنا من حضرتك اعتراف صوت وصورة .. علي فكرة القاتل مات من يومها ومدخلش غيبوبة أصلا
اختفت الدماء من وجهها وقفزت العبرات الي عينيها ورجال الشرطة يسحبونها وهي تقاومهم صارخة الى أن تغلبوا عليها وكبلوا أيديها بالأصفاد وسحبوها خارج الجراج .. تمتمت "سامرين" بخفوت :
- اللهم لا شماته
نظر الجميع الي بعضهم البعض في دهشه عندما قال "عادل" :
- نحل بأه اللغز التاني .. اللي هو لغز الحريقه
التفت ينظر الي "فريدة" وبدا وكأن كل منهما يفهم الآخر .. ثم قال ل "سامرين":
- الحريقة مكنش مقصود بيها أذيتك ولا أذية "عدنان" بيه .. الحريقه كان مقصود بيها أذية شخص تالت
قالت "سامرين" بإستغراب :
- ازاي مقصود بيها أذية شخص تالت .. محدش بيدخل الأوضة الا أنا وخالو
قال "عادل" علي الفور :
- المفتاح مع 3 أشخاص .. انتي و "عدنان" بيه
ثم نظر الي "لميس" الواقفه خلف الجميع وقال :
- و مدام "لميس"
وضعت "لميس" كفها على صدرها وصاحت بهلع :
- والله ما أنا .. أنا ليه هأذيهم
هتفت "كوثر" فجأة :
- لحظة .. لحظة .. "سامرين" قالت خالو .. وحضرة الظابط معلقش .. ده معناه ايه
ابتسم "عادل" قائلا :
- معناه اني كنت عارف ان "سامرين" هي بنت أخت "عدنان" بيه .. بس أوهمتكوا اني كشفت علي القسيمة عشان محدش يشك قي جوازهم .. لان كان همنا اننا نوصل للقاتل الحقيقي
هتفت "لميس" مرة أخري :
- مش أنا .. والله مش أنا
قال "عادل" بهدوء :
- عارف
قال "مهند" بدهشة :
- مش فاهم أمال مين اللي عمل الحريقة ؟
قال "عادل" وهو ينظر الي "مهند" :
- هو نفس الشخص اللي حط المسدس في أوضتك عشان يوهمنا ان انت القاتل
ازدادت دهشة "مهند" .. ونظر الجميع الي بعضهم البعض في شك .. شخص واحد وقف متقطع الأنفاس .. متوتر .. يحاول التظاهر بالثبات .. التفت "عادل" مشيرا الي ذلك الشخص قائلا :
- مدام "يسرية"
تجمدت في مكانها وقد أخذ قلبها يطرق علي باب صدرها بجنون .. هتف "حسني" :
- ازاي يعني .. انت بتقول ايه .. "يسرية" معهاش مفتاح أوضة "عدنان" و لا عمرها دخلت أوضة "مهند"
قال "علاء" موافقا :
- بالظبط كده .. لا عمرها دخلت أوضة "عدنان" ولا أوضة "مهند"
هتف "حسني" :
- أمال ازاي عملت الحريقة وخبت المسدس
قال بثقه :
- زي ما عملت مدام "فيروز" بالظبط .. استعانت بشخص تاني
ثم قال بحزم :
- خدامة "سامرين"
شهقت "سامرين" واضعة كفها فوق فمها وهي تقول :
- ازاي دي بنت طيبة .. ابه اللي يخليها تأذيني
قال "عادل" :
- قولتلك مكنش قصدها تأذيكي .. كان قصدها تأذي مدام "لمبس" لان محدش غيرها معاه مفتاح الأوضة وكل الشكوك هتتجه ناحيتها لانه هيكون التفسير المنطقي الوحيد لدخول المجرم الاوضه .. وعشان كدة الحريقه كانت في البلكونه مش في الأوضة نفسها .. عشان يقدر الحرس اللي علي البوابة بشوفوها وبطفوها قبل ما تمتد لجوه الأوضة وده اللي حصل فعلا .. بس خطة مدام "يسرية" فشلت لما "عدنان" بيه رفض بشدة و بإصرار انه يوجه الاتهام لمدام "لميس" وبكده مقدرناش نتهمها بحاجه
هتف "عدنان" وهو يتطلع الي "يسرية" بقسوة :
- خاينة.. خاينة .. والله ما أنا عاتقك .. ليه كنتي عايزه تأذيها .. مش كفاية اللي حصلها بسببكوا
أجهشت "لميس" في البكاء وعيناها تترجان "عدنان" ألا يقوم بهتك سترها والبوح بالسر الدفين .. فامتثل لرجاء عينيها وصمت .. فأكمل "عادل" :
- اللي فهمته من الآنسه "فريدة" هو وجود عداوة بين مدام "يسرية" و مدام "لميس" وده اللي خلانا نشك ان مدام "يسرية" ليها يد في الموضوع .. استدعينا خدامة "سامرين" واستجوبناها .. وتحت ضغط شديد مننا انهارت واعترفت بكل حاجه .. اعترفت ان مدام "يسرية" ادتها فلوس مقابل انها تحط منوم لمدام "لميس" في الشاي اللي متعودين يشربوه بعد الغدا .. تمام زي ما "سامرين" متعودة تطلب عصير بعد الغدا .. بعد ما حطت المنوم في شاي مدام "لميس" خدت منها المفتاح اللي دايما بتشوفها حطاه في جيبها .. ادت العصير ل "سامرين" اللي برده كان فيه منوم .. وخرجت من الاوضه بعد ما "سامرين" أفلت وراها بالمفتاح .. ولما سمعتها بتقع علي الارض عرفت ان المنوم بدأ مفعوله .. دخلت بمفتاح مدام "لميس" وولعت في ستارة البلكونه الخارجية اللي سهل ان الحراس يشوفوها من علي البوابه .. وخرجت وأفلت وراها بالمفتاح
ساد الصمت للحظات .. ثم أكمل :
- كان هدفها انها تخلي "عدنان" بيه يشك في مدام "لميس" انها ورا قتله ويسجنها أو في أفضل الظروف يطردها .. بس "عدنان" بيه كانت ثقته في مدام "لميس" كبيره
تنهد "مهند" بأسي وهو يقول ناظرا اليها :
- طيب وأنا .. أنا أذيتك في ايه عشان تأذيني كده
قالت بحقد دفين :
- من يوم ما جيت القاهرة و "عدنان" مخليك الكل في الكل أكن محدش بيشتغل في الشركة غيرك .. كان لازم أدافع عن حق ولادي
أجهشت "نهال" في البكاء وهي تنظر الي والدتها بعتاب شديد .. غادرت الجراج مسرعة وهي تبكي فلحقتها "لميس" الي غرفتها وعانقتها لتحاول التخفيف من مصابها

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن