دوى صوت طلقات النار عالياً ليصم الآذان ليختلط بالصراخ !
أغلق "علاء" بهاتف وهرع مع الجميع الى الخارج .. وجدوا "انعام" قادمة تجاههم وهى تصيح قائله :
- ادخلوا ادخلوا
دخلت "يسرية" و "كوثر" وأصوات طلقات النار تتعالى مرة أخرى .. صاح "علاء" :
- فى ايه يا عمتو
قالت "انعام" وهى ترتجف رعباً :
- مات .. شوفتوا غرقان فى دمه
قالت "يسرية" بفزع :
- هو مين ده اللى مات ؟
قالت "انعام" باكية :
- واحد من الحرس اللى واقفين على البوابة ....
اندفع "مهند" كالسهم ينزل الدرج .. فقابل "لميس" وهى تنزل هى الأخرى فصاح قائلاً :
- فى ايه ايه اللى حصل ؟
قالت بفزع :
- معرفش .. باين القاتل رجع تانى .. بصيت من البلكونة لقيت اتنين واقعين على الأرض
خرج "مهند" الى الحديقه ليفاجأ بجثتان ملقاتان على الأرض وغارقتان فى الدماء .. بينما "سمر" و "فريدة" و "بيسان" يصرخون ويبكون فى هيستيريا !نظر "مهند" الى الجثتين فصاح "دياب" وهو يلهث :
- ابن التيييييييييييييييت ضرب النار على زميلى
ركع "دياب" بجوار زميله الذى ينزف بغزاره يحاول كتم الدماء المندفعة من جسده .. توجه "مهند" مسرعاً الى الفتيات الذين انضمت اليهم "نهال" ووجههم الى داخل الفيلا آمراً اياهن بعدم الخروج
هرع "عدنان" و "حسنى" و "نهاد" الى مكان الجثتين بعدما سمعوا صوت طلق النار من المرسم .. ضرب "عدنان" كفاً بكف وهو يصيح :
- لا حول ولا قوة الا بالله
صح "حسنى :
- طلبته الاسعاف ؟
هتف "دياب ":
- أيوة أنا اتصلت بالاسعاف وبالبوليس
هتف "نهاد" :
- ايه اللى حصل ؟
قال "دياب" وهو يكتم بقميصه جرح زميلة :
- لقيته فجأة خارج من الجراج .. طلبت منه انه يقف مكانه طلع يجرى .. ضربت طلقة فى الهوا عشان أخوفة ويقف برده موقفش .. زميلي جه من عند البوابة على صوت الطلقة أام ابن التيييييييييييت ضارب عليه النار .. روحت ضربت عليه النار وشكله كده مات
اقترب "مهند" من جثة الرجل الذى كان مقنعاً وتفحص نبضة وتنفسه ثم قال :
- فعلاً مبيتنفسش ومفيش نبض .. شكله فعلاً مات
أخذ الحارس يئن ألماًَ الى أن حضرت سيارة الإسعاف ونقلت الرجلين الى المشفى .. فيما نزل "عادل" من سيارته وهو ينظر الى الفيلا قائله بتهكم :
- أهلاً بعيلة "زياكيل" ومشاكلها
كما المرة السابقة اتخذ من المكتب مكان للاستماع للشهود .. قال لـ "مهند" :
-يعني مفيش قايمة للمدعوين
هز "مهند" رأسه نفياً وقال :
- لا مفيش .. عمى قال لكل فرد من العيلة يعزم أى عدد هو عايزه .. والحفلة جت بسرعة يعني مكنش مترتبلها فمكنش فى قايمة للمدعوين
قال "عادل" مفكراً :
- معنى ان الحفلة كانت فجأة .. ان القاتل عايش معاكوا وعارف خطواتكوا كويس أوى
قال "مهند" متنهداً بضيق :
- أنا مبقتش فاهم حاجة .. مين اللى هيعمل كده .. مين ممكن توصل بيه الدرجة انه يقتل عمى
قال "عادل" شارداً وكأنه يتحدث الى نفسه :
- يعني القاتل المرة دى كان سهل عليه انه يدخل وسط المدعويين من غير ما حد ياخد باله .. بعكس المرة اللى فاتت اللى لسه لحد دلوقتى مش عارفين هو دخل ازاى وخرج ازاى
نظر اليه "عادل" قائلاً :
- السور لسه متحاط بأجهزة الانذار مش كدة ؟
أومأ "مهند" برأسه فشكره الضابط .. ودخلت "فريدة" مضطربة وقد هالها كل ما حدث .. أمرها بالجلوس قائلاً :
- معلش هما كلمتين وهتخرجى ان شاء الله
قالت وهى تطرق برأسها :
- مفيش مشكلة
نظر اليها "عادل" قائلاً :
- احكيليى على اللى شوفتيه بالظبط
بللت شفتيها الجافتين بلسانها وهى تقول :
- كنت فى الجنينة مع "سمر" و "بيسان" و "نهاد" و "فريدة" وفجأة سمعنا ضرب نار .. لفينا حولين الفيلا ولقينا فى اتنين واقعين على الأرض ودم كتير فى الأرض
ارتجف صوتها وهى تتذكر الجثث التى رأتها .. شعر "عادل" بإنتفاضة جسدها فقال مطمئناً اياها :
- متحفيش يا آنسة "فريدة" .. واحد من اللى ماتوا كان القاتل .. متخفيش
أومأت برأسها دون أن تستطع الشعور بالأمان الذى بثها اياها فى كلماته .. قال :
- كملى
هزت كتفيها وقالت :
- بس هو ده اللى حصل .. بعدها أخويا "مهند" دخلنا جوه وقالنا منطلعش بره الفيلا .. بس
- طيب مبتشكيش فى حد .. حد عايز يأذيكوا .. أو يأذى عمك على وجه الخصوص
هزت رأسها نفياً فقال بإهتمام :
- وعروسته الجديدة .. مدام "سمر" ... رأيك فيها ايه ؟
نظرت اليه وقالت على الفور :
- لأ "سمر" طيبة أوى .. مشفتش منها حاجه وحشة .. وبعدين لو هنفكر بمنطق .. "ٍمر" مكنتش موجودة ساعة ما حصلت الحادثة الأولى .. ودة دليل قوى على انها مش هى اللى ورا القاتل ده
ابتسم "عادل" قائلاً :
- حلو أوى التفكير بالمنطق ده .. ها وايه كمان ؟
نظرت اليه بجدية قائله :
- بص يا حضرة الظابط .. الحادثة الأولى اللى اتقتل فيها الجناينى أنا واثقة ان محدش من أهل البيت له دخل بالموضوع
بدا عليه الاستمتاع وابتسم قائلاً وهو يكتف ذراعيه أمام صدره :
- ها كملى .. ايه بأه اللى مخليكى واثقة أوى كده ؟
قالت بنفس الجدية :
- أقولك ليه ؟ .. لان كلنا كنا فى الليفينج مع بعض .. وحتى لو حد من اللى موجودين مثلا اتصل بالقاتل وقاله ان عمى "عدنان" نازل دلوقتى من الفيلا ورايح المرسم .. طبيعى ان ساعتها القاتل يستخبى قريب من المرسم ويستنى عمى لما ييجى مش كدة ؟
- كملى
قالت بحماس :
- طيب ما هو كده طبيعى انه هيشوف الجناينى وهو داخل المرسم .. صحيح النور كان ضلمة فى المرسم .. بس الدنيا كانت منورة بره المرسم وبنظرة واحدة هيقدر يميز شكل عمى من الجناينى
عقد "عادل" جبينه وهو يقول :
- افرضى ان الجناينى دخل المرسم والقاتل كان مثلاُ واقف وراه فمشفش وشه
قالت "فريدة" بتهكم :
- هو فى رجل أعمال وصاحب فيلا طويلة عريضة يلبس جلابيه فلاحى يا حضرة الظابط ؟
نظر اليها "عادل" وقد اتسعت عيناه فى دهشة فأكملت "فريدة" :
-حتى لو القاتل مشفش وش الجنايني وهو داخل المرسم .. أكيد شاف لبسه .. مش معقول أبداً يظن انه الجناينى هو عمى "عدنان"
عقد "عادل" جبينه بشدة وهو يفكر فى كلامها قائلاً بشرود :
- ممممممم تفكير منطقى .. بس الكلام ده معناه ايه ؟
قالت بحدة :
- أنا مالى أنا .. هو أنا الظابط ولا حضرتك
تنحنح "عادل" بحرج قائلاً :
- احم احم . .آه معاكى حق .. أنا أكيد هحل الموضوع ده .. متقلقيش
أومأت برأسها وقالت :
- أمشى ؟
أومأ برأسه وقال ناظراً اليها بإمعان :
- أه اتفضلى
نهضت والتفتت لتغادر فنهض قائلاً :
- آنسه "فريدة"
التفتت اليه فطالعتها تلك العينان البنيتان وهو يسألها بلؤم :
- آنسه مش كدة ؟
أومأت برأسها فى دهشة ممزوجة بالحيرة .. فقال وهو يرسم تعبيرات جدية على وجهة :
- طيب ماشى .. كنت بتأكد بس عشان ساعات البيانات اللى فى البطاقة مبتكنش مظبوطة
التفتتت لتغادر الغرفة .. ودخل الشاهد التالى !
![](https://img.wattpad.com/cover/169257172-288-k738862.jpg)