الفصل الرابع و العشرون (الجزء الثانى)

282 20 1
                                    

مد "دياب" يده الحامله بعلبة قطيفه صغيرة الي "دعاء" مبتسما وهو جالس قبالتها في بيت خالها قائلا :
- اتفضلي
نظرت "دعاء" بدهشة الي العلبة .. فحثها "دياب" قائلا :
- خديها .. افتحيها
أخذتها من يده بعد لحظة توتر وفتحتها لتجد خاتما ذهبيا خفيف الوزن .. رفعت عيناها المتسائلتين الي "دياب" فابتسم بخجل قائلا :
- كان نفسي أجيبلك حاجه أكبر من كدة .. بس معلش .. بكرة أجيبلك أحسن منه ان شاء الله
ابتسمت "دعاء" وهي تنظر بسعادة الي الخاتم وتمتم :
- شكرا
اقترب منها "دياب" وجلس علي الاريكة التي تجلس عليها تاركا مسافة بينهما .. توترت "دعاء" وهو يمد يده ليأخذ الخاتم من العلبة ويقول مبتسما :
- عايز ألبسهولك أنا
أخذت تفرك أيديها بتوتر لا تجرؤ علي مد يدها اليه .. مد "دياب" يده ليلتقط كفها بين راحته فاشتعلت وجنتاها خجلا وارتعش كفها وهي مطرقة برأسها .. اتسعت ابتسامة "دياب" وأطل الشغف من عينيه وهو يتأمل خجلها الذي جعل قلبه يرقص طربا .. وألبسها الخاتم .. بضميـــر

**************************

بعد الانتهاء من العشاء جلس الجميع أمام التلفاز .. شعرت "سمر" بعينان مصوبتان تجاهها .. رفعت رأسها ليخفق قلبها بقوة وهي تتطلع الي عيني "مهند" .. أشاحت بوجهها وقد بدا التوتر علي محياها .. كانت "سمر" تجلس علي مقعد كبير في الزاوية البعيدة للغرفة وبجوارها منضدة صغيرة .. نهض "مهند" وتظاهر بأنه يحضر منديلا من فوق المنضده .. وقف خلفها ينحني لالتقاط المنديل و بعد أن أدار عيناه علي الجميع ليتأكد من اندماجهم فيما يشاهدون .. همس بالقرب من أذن "سمر" :
- هستناكي في أوضتي بعد ما الكل ينام
خفق قلبها بقوة وهمست وهي تتطلع الي الجميع بقلق :
- مش هاجي
همس بحزم :
- هتيجي
زمت شفتيها بقوة بينما عاد "مهند" الي مكانه وهو يرمقها بنظراته بين الحين والآخر ..نهضت فجأة واستأذنت من الجميع للخلود الي الفراش .. بعد دقائق نهض "حسني" برفقة "عدنان" و توجها الي المرسم للحديث عن العمل .. بقيت "نهال" و "فريدة" و "انعام" و "بيسان"
بقي "مهند" الي أن صعد الجميع الي غرفهم .. ثم صعد الي غرفته .. أخرج هاتفه وأرسل ل "سمر" رساله يقول فيها :
- كلهم ناموا .. وعمي "حسني" مع عمي "عدنان" في المرسم .. مستنيكي في أوضتي
ألقت "سمر" الهاتف من يدها فوق الطاولة في الشرفه وهي تزفر بقوة .. أخذ "مهند" يسير في غرفته بتوتر مجيئا وذهابا الي أن مر أكثر من نصف ساعة دون أن تظهر "سمر"
سمعت "سمر" طرقات علي باب الغرفة فذهبت لفتحها .. اتسعت عيناها دهشة وهي ترى "مهند" واقفا علي أعتاب غرفتها .. هتفت وهي تنظر خلفه :
- انت بتعمل ايه في أوضتي .. "مهند" انت اتجننت
حاولت غلق الباب لكنه دفع الباب بكفه ثم دفعها ودخل الغرفة .. ثم .. أغلق الباب بالمفتاح الموضوع في الباب .. هتفت "سمر" بحدة:
- انت اتجننت .. اتفضل اطلع بره .. افرض حد شافك
فجأة صاحت "سمر" بألم عندما قبض "مهند" بقوة علي شعرها ودفعها الي الخلف ليلتصق ظهرها بالجدار .. أصدرت آهات ألم وهي تحاول الفكاك من قبضة يده وهي تهتف :
- "مهند" انت اتجننت .. سيب شعري
سحب شعرها للخلف فاضطرت أن ترفع رأسها فالتقت عيناها بعينيه التي تشع غضبا وسمعته بقول بغضب شديد وهو يزيد من ضم قبضة يده علي شعرها :
- فرحانه بيه وبجسمك وعاملالي عرض أزياء من أول ما جيتي ؟ .. عارفه أنا عايز أعمل فيكي ايه دلوقتي .. أديكي كام قلم علي وشك أطفي بيهم النار اللي جوايا
هتفت بغضب وهي تحاول من جديد أن تفلت شعرها من بين أصابعه المتشبثة بها بقوة :
- سيب شعري .. انت ملكش حكم عليا .. ملكش دعوة أبين شعري ولا مبينوش .. ألبس متغطي ولا عريان .. أنا حرة .. آآآآآه
أطلقت صرخة ألم أخرى عندما اشتدت قبضته علي شعرها حتي تمزقت شعرتين أو ثلاث بين أصابعه وهو يقول بغضب شديد:
- قسما بالله لو شوفتك من غير حجاب تاني ولا شوفتك لابسه حاجه تبين مللي واحد من جسمك لهديكي حتت علقة .. وأدامهم كلهم ولا هيهمني
علي الرغم من قسوة قبضته علي شعرها وما تشعر به من ألم الا أنها لم تستطع أن تمنع شعور السعادة الذي تسرب اليها وجعل قلبها يخفق بقوة .. لكنها أخفته بداخلها وهي ترسم تعبيرات غاضبة علي وجهها قائله بحده :
- ممكن تسيبني بأه
ترك "مهند" شعرها فأعادت جمع الخصلات المشعثة وهي تتطلع الي عيني "مهند" التي تحولت من الغضب الي الحنان في لمح البصر .. أخفضت بصرها لا تقوي علي مواجهة نظراته التي تتأمل في ملامحها بإمعان خشية أن يفضحها وجهها معلنا عما يعتمل في داخلها من أحاسيس .. سمعته يهمس متنهدا :
- هحتاج فترة عشان أتعود علي شكلك الجديد
رفعت رأسها قائله بكبرياء :
- تتعود أو متتعودش دي حاجة متهمنيش
لكن كبريائها تحطم ومقاومتها تلاشت عندما رفع كفه يمرره علي وجنتها بحنان وهو يحتضنها بعينيه .. اضطربت "سمر" .. ثم .. لاحت في عينيها العبرات تصرخ معلنة عن ألم يشعل النيران داخل صدرها .. همس "مهند" بحنان وهو يمسح بأصابعه احدي العبرات الهاربه من عينيها :
- متعيطيش .. عشان خاطري متعيطيش
اضطرب تنفسها وتسارع وهي تنظر اليه برجاء هاتفه بألم :
- اخرج .. أرجوك اخرج
أطرقت برأسها .. فما كان من "مهند" الا أن أومأ برأسه بهدوء ثم غادر الغرفة في صمت وامارات الأسى علي محياه

العشق الممنوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن