٤. آمانُ الليلِ بينَ ذراعيك ..

1K 89 114
                                    




أمشي خلفه في صمت ،"لماذا تأخرت بحق المسيح؟"
نطق ذلك الشاب الألماني أمام بوابة المعرض ليجيبه تشانيول : ليس موعد فتح الابواب بعد ، صحيح؟
"لا ، لكنهم بدأو بالتجمع" تدفعني للنظر بجانبي لجميع الجماهير الواقفه امام الباب
يُمسك تشانيول بـ ذراعي ويسحبني خلفه ، ندخل وحدنا بينما الجميع يُظهر وجوهاً محتجه..

شعرت بإستياء لأنني لا احب تخطي الصفوف لأنك ذو معارف ،
لكن جمال و رُقي تلك الرسومات على الحيطان محت ماخالج صدري من سوء ،

التفت إلى تشانيول الذي كان يبتسم بينما ينظر إلى اللوَح "أشعر بالفخر" قال لي مُفسراً سبب تعابيره..
أهز رأسي قبل أن التقط كأس العصير الذي قدموه لي ، اهمس "الا يجب أن يكونَ نبيذاً؟" قلت ضاحكاً ،
"تريد النبيذ؟ انها العاشرة صباحاً" .أجبته : لا امزح ، شكراً.

أمسك هو بذراعي فجأة ، يجرني مجدداً خلفه..

اهه هذا المغفل ،
إن لم يتوقف عن معاملتي كـ طفل أُقسم....

"هيونق ، سأريك إحدى اللوحات ، انا ساعدت في رسمها، أنهيتها قبل يومين فقط."

"اوه تستطيع الرسم؟""نعم".

/ انا عالقٌ مع هواة الرسم / فكرتُ قبل ان انطق " إذاً هي موهبه موروثه ، هاه؟".

ضحك هو بينما وقف أخيراً أمامها ، والدماء جميعها تدفقت إلى قلبي بسرعه ،
أصابعي امتلأت بالذبذبه المخيفه ، و بؤبؤ عيني إهتز...
أردت بشدة أن أبتسم ، أردت أن أُربت على شعره الناعم و اخبره أنه أحسن عملاً ،
انها لوحةٌ رائعة ومباركٌ له أن لوحته وُضعت في معرض ، أردتُ ذلك بشدة.

بصيرتي التي أرتكزت تنظر إلى اللوحة ،
عينٌ مُستديرة ، حاجبٌ كثيف ، و لهبٌ يلتهِمُ ذلك الرِمش الطويل ،
ويا إلهي لماذا كان واضحٌ لي بأنه يعنيني بتلك اللوحة؟ولماذا تلك اللوحة تحدثت إلي فوراً؟

لماذا شعرتُ بها ...

أرسِم إبتسامةٌ أردت منها الخروج منذ زمن "رائعة ، لكنها لا تُشبهك".
قال مازحاً " ربما هي تُشبهك إذاً. "

نعم تشانيول هي تُشبهني ، تُشبهني جداً...

إبتسامةٌ أخرى أخرجتُها غصباً ، لأُدير بعدها وجهي عنه ، أنظُر إلى اللوحةُ مجدداً ،
تشانيول مخيف ،تشانيول خطرٌ علي ،
أيّاً كان مايفعله فإن قلبي يصرخ ،أيّاً كان مايفعله فإن معدتي تُزمجر ،أيّاً كان مايفعله فإن عقلي يُفكر ،

HARMFUL CANDLE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن