١٤. دِرجُ الحنين و موعدٌ أخير..

883 66 120
                                    


انها الرابعةَ فجراً ,
و لأنها الرابعةَ فجراً وقفتُ أمامَ مرآةِ الفندق ,
وحدقتُ في ملامحي ,
في سترتي الواسعة ,
و عنقي المعنفة ,
نظرتُ لشفتاي ,
و تحسستُها ،
رفعتُ أكمامي , و أفرجتُ عن ذراعايّ ,
نظرتُ إليهما ,
و قبلتُهما معتذراً ..

و لأنها الرابعةَ فجراً (ساعةُ الحنين ) ..
طلبتُ أقوى أكوابُ القهوةَ مرارةاً ,
ثم أشعلتُ شمعةً , و حدقتُ بها ,
محتضناً ركبتاي إلى صدري ,
فوقَ سريرِ الفندقِ الكبير , ذو اللِحافِ الأحمر و الوسائدِ البيضاء
أنظر إليها تذوبُ , و تذوب ..

أطفئها ,
و أحملها بكفي الصغيرة ,
أبتسمُ لها ,
أضعها في باطنِ يدي ,
و أغمرُ سبابتي فيها ,
أتأوهُ بهدوء ,
أفتحُ عيناي و أنظرُ إليها ..

أهزُ رأسي , أمسحُ أصبعي بسترتي ,
ألتقِطُ هاتفي , و بسرعةٍ طبعتُ على شاشتي , لأسمري البعيد ..
" لنلتقي , كيم جونق إن ".

***
التاسعةَ و النِصف , مساءُ الأمس ..

"تشانيول , تواصلتُ مع كارمين أختك الأسبوع الفائت ."
" أعلم " - "تواصلتُ معها لأحصل على .. بعضٌ من أشيائِك ."
" أشيائِي ؟" - أعتدل في جلسته بسرعة , " فرشاةُ شعرك ."
ضحكَ متعجباً ليسألها " هل جننتي ؟ " - " أردت أن أثبتَ شيئاً , تفضل ."

ألتقطَ تشانيول الملَف الذي ناولته إياه برويّه : ماهذا ؟
" إقرأه .. " - أمرتهُ بصوتها الرقيق , وعينيها الواسعتين ..
عينيه أنطلقت في قراءةٍ صامته ,
ليقرأ السطر الأخير بمقلتينِ واسعتين ..

|" نتيجةُ تحليل الحمض النووي للمدعو ( بارك تشان يول ) 26 عاماً , و المدعوةَ ( بارك إيلا ) 10 أعوام ; سلبية "|

رفعَ رأسه ينظرُ إليها : م-ماهذا ؟
" اه هذا .. "
كف تشانيول المتمردَه القت بالملف إليها بقسوة , يكرر سؤاله السابق " ماهذا ! " - صوته أرتفعَ يجعل الجميع ينظر إليه بتعجب..
رفعت كفها : إهدأ !
" أتمازحينني ؟ , ماهذه التفاهة كريستين ؟؟"
" تشانيول , سأشرح كل شيءٍ بالتفصيل فقط إهدأ , الجميع ينظر إليك "

كف تشانيول المشدودةَ ترتخي أخيراً , وصوتها الأنثوي تحدث : أنا .. أعلم هذا سيجعلني أبدو سيئة .
" أنتِ بالفعل سيئة , أنا لا أصدق أي مما تقولين " - نبرته القاسيةَ , الحادة جعلتها تحدق به لثانيةَ قبل أن تُكمل .." تشانيول أنا أسفة , أنا حقاً لم أرد إيذائكَ أبداً .. أنا فقط أردت المال من أجل الجامـ .. "

" المال؟" - سألها بأعينٍ واسعة , حاجبانِ معودان .. " كنتَ أنت الطريق الوحيد لأخرج من الفقر , لألتحِق بالجامعة وأحصل على وظيفةٍ جيدة , لقد رأيت - وقد كنتُ مراهقةٌ جاهلة - أن كذبةٌ بيضاء بأني أحملُ طفلك في أحشائي , طريقةٌ جيدة , أنا أسفه " - أجابتهُ بأعينٍ دامعة.

HARMFUL CANDLE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن