٨. غيرةٌ مُطلقة ...

1.1K 72 118
                                    

أنا رجُل ,
و أنا أبكي كثيراً ,
لأن صغيرتي لم تعُد تُشبهني ,
و لأني / والدها / لم أعد أعلم كيف تبدو .

و لأني أعلم ,
أني أنا النهاية التي ستأخذها إليها جميع الطرق ..
المستقيمةُ و المتعرجة ,
أنا أشعر بالرضى .

و لأني أعلم أني أنا المُحتم عليها أن تأتي إليه ,
تماماً كالموت , أنا أشعر بالرضى ...

ولأني أنا الإستثناء الوحيد في كُل علاقاتها مع البشر , أشعر بالرضى .
يحدث أن تعود مخيلتي من مشوارها الغامض إلى لندن ,
بهيئةٍ رثة ,
من مهمةٍ فاشلة في الوصول لذهنها ,
و أرفض التحدث في الأمر ,
لأني أنا أيضاً لا أعلم من أين جائت / مخيلتي / ..

لكني أطلب أن أستريح ,
و أغفو على طرفِ الأريكةُ الحمراء ,أنام ولو لمرةٍ أخيرة ,
دون أن أراها في حُلم ,
دون أن أراها ترافق ذات الشعر الذهبي ..

دون أن أتعرق و أقلب الوسادة ,
دون أن يكون هناك غائبٌ منتظَر ,
دون أن أفكر في أحتمالات الرجوع , و إستحالته ..

لكنك تأتين رغم أنف العُمر و المسافة '
بجديلتك البُنية ,
وعينيك الزرقاوتين ,
و أبتسامتك الباهتة ,
لآ تقولين شيئاً ,
تتحركين بين أطياف الغرف عاتبةً ,
|" أينَ كُنت لتسعِ سنوات يا أبي "|

فتسامحينني بعد تناول لفائف الخبز بالمربى ,
تتسائلين , |" لماذا المربى ؟ " | ,
فأتحسس خدك و أهمس |" لأنه بلون شفتيك , و خديك الخجلين .. "|

ثم أستيقظ ,
و يبتسم السقف , مؤكداً لي أنه مامن أحدٍ هنا ..
و أني مازلت وحدي في حُجرتك إياها منذ تِسع أعوام !
و أنك أتممتِ العاشِرة في مكانٍ آخر ,
و أنك لآزلتي حُلماً .

***

رائحة القهوة كانت تملأ الغرفة ,
و شاحبٌ بخصلٍ غجرية بدأ بالتقلب يميناً - يساراً ,
تأوه أثرٌ لثمالته المبالغ بها بالأمس ..

يستلقي على ظهره ,
يفتح عينيه ,
و يعقد حاجبيه ,
بيُمناه حك مُقدمة شعره ,تنهد ..

رائحة القهوة كانت قوية ,
عقله الباطن أخبره أنه لابد أن الهيونق أستيقظ قبله ,
عقله الباطن أخبره أن الهيونق نام بجانبه ,
عقله الباطن أخبره أن الهيونق كان معاه في الشُرفة ,
وعقله الباطن أيضاً أخبره عن تلك القُبلة ..

جلسَ بعد أن أخرجَ شهيقٌ عميق , فزِع جداً !
نظر للهيونق الجالس على الأريكة يكتب في دفتره المعتاد ,
بجانب كوب قهوته " مساء الخير أيها الكسول ؟ "
" هيونق ! " - مفزوعه غادرت فاه تشانيول ..

" ماذا ؟ " - نطق كيونق سوو الذي لا يزال يكتب ..
تحسس تشانيول عنقه المتعرقه " أممم .. متى أتيت للغرفةِ أنت ؟ "
كيونقسوو لايزال يكتب : ربما في السابعة ..
" ماذا ؟ , ألم يكن قبل شروق الشمس ؟ "
: لآ , بقيت أكتب في الأسفل ..
" أنظر إلي ؟ "
رفع كيونق سوو عينيه , و جهها إلى تشانيول : ماذا ؟
" أهه لا شيء , ربما هو حُلم .. "

HARMFUL CANDLE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن