١١.لا أحدَ يغيبُ فجأة ، دائماً هنالكَ تدرجٌ لم ننتبه له;

1K 72 158
                                    


أنا خائف ,
خائفٌ من أني مخطئ ,
خائفٌ من أني أختار الخطأ على الصواب ,
خائفٌ لأني لا أعلم ,
لا أعلم أكنتُ بخير , وهل سأكونُ أبداً بخير ؟

خائفٌ لأني لا أعلم ,
أسيكونُ هو بخير ؟

خائفٌ لأني لا أزالُ أهتم ,
و لأن دموعي لاتتوقف !

كيفَ لحبٍ أن ينتهي هكذا ؟
كيفَ ل المشاعرُ أن تتبددَ هكذا فقط !

كيف للحُب أن يرحل بسبب الألم ؟
أوليسَ الخِصامُ وقودٌ لهُ ؟

ألا يقولونَ بأن المتخاصمون ينتهي بهِم الأمرُ في علاقة ؟
إذاً كيفَ إنتهى الأمرُ بقلبي أن يجحد كُلَ شعورٍ لذيذ شعرتُ به ؟
هل أنا مذنب , أم أن قلبي يدافع عن كرامته التي لازلتُ أبحثُ عنها ؟

أقضمُ أظافري القصيرة , بينما يحِط هاتفي فوق دفتري , بجانبِ قلمي ..

|" اليوم السابعة مساءاً , مطعم كاسبارز , آسف على العجلة لكن لابد لي من العودة لبرلين من أجل قضيةٍ ضرورية ! "| - هي رسالةٌ تظهرُ أمامي ..

على شاشةِ هاتفي أرى موقع موعدي معه ,
أجلس على كرسي الساحةُ الخلفية الشبه مبلل ,
أشعر بطعمِ الدمِ في فمي ,
يعود التركيز لبؤبؤ عيني , أنظر لأصبعي الذي قطّعته قلقاً ,
أمتص ذلك الدم بقوة , العقُ شفتيّ بلطف ,
أمسحُ لُعابي الذي أختلطَ بدمي الغامق على سطح بشرةِ إصبعي القصير بِـ كُمِ سترتي الصوفية ..

تشانيول لم يعُد منذ أن غادرَ صباحاً , وهي الثالثةُ مساءاً الآن ..
تنهدتُ أقِف بهدوء , يجب أن أستعد , ولأنه آخر موعد يجب أن أتأنق ,
لأنها المرةُ الآخيرة .. أتمنى .

أصعدُ السلالِم ,
جسدي يمشي ,
و روحي غادرت ,
عقلي يرفض المشاركةَ في معمعةٍ خلقناها نحنُ البشر ..

نضعُ أنفسنا في مواقفٍ سيئة ,
نقودُ أنفسنا لأن تصبح كئيبة ,
و نُرهق أجسادنا حتى نقعَ مُتعبين ,
أستأمننا الإله على أنفسنا لنعاملها بقسوةٍ هكذا ؟

أقِف أمام باب غرفةِ تشانيول ,
أفتحه و أقِف مجدداً ,
عقلي و الذي سبَق و أن قلتُ بأنه غادر ,
لم يعُد بعد ,

أحدق في الغرفةِ لا أعلم مالذي أتيتُ لفعله هنا .
أتخليت عن سبب قدومي لبون ؟
و ها أنا ألتقي بمن أهرُب منه ,
و أهرب ممن أتيتُ لألتقيه .

ألتفتُ إلى يميني ,
ذلك الرفُ الأبيض الذي لايزال يحتوي على كتبي الثلاثة ,
أعقِدُ حاجبي , و أتذكر أن تشانيول أخبرني أنه لم يقرأها ,
تُتاح الفرصة لي أخيراً بأن أمسك بإحداها ..

HARMFUL CANDLE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن