٦. أقرأك , ثم أقرأك , ثم أقرأك , ثم أكتب لك ..

983 78 121
                                    

-

في مقعد سيارة الأجرة ,
المرأة الشقراء تقودُ صامتةً و قلمي لم يصمت ,
و لم يهدأ ,
يكتب ,
يكتبني ,
يكتبه ,
و يكتب له ..

أخبرني تشانيول أن أكتب جونق إن حتى أنساه '
فأكتشف ' الكتابة هي فعل تذكُر ,
أكثر مما تكون فعل نسيان !

ربما بالنسبةُ لكاتب يهوى القلم و يهوى الطريقةُ التقليديه في فعل ذلك ..
فالكتابة هي الهاتف الذي يُجيبني ليسمع شكواي في حين تكون كافة الخطوط الأخرى مشغولة .

ليس لدى العالم وقتٌ متسع لشكواي المستمرة ,
فأبتكرتُ طريقة لأُمارس بها تذمري الكثير . .

بفضل تشانيول ,
كتبت حنيني ,
كتبتُ توقعي ,
ترقبي , و إحساسي ,
يقيني , لهفتي و غضبي ..

فأصبحتُ أكتب لأشقى ,
و لِأُشفى ,
لأنسى ,
لأتذكر ,
لأفهم و أُفهَم ..

اقول , و أُغير أقوالي ماسحاً ..
كي أرفع الأسمر عالياً ' و أُسقطه أرضاً كاسراً أضلعه .

كي أنتقم و أعطيه عقابي الخاص , في حين أكتب بأني
| أودُ مغادرتك , أودُ معاقبتك بفراقٌ طويل | ,
وفي الصفحةُ التالية أشكي عدم أعتيادي على البقاءُ بعيداً ..

و أني في وقتٍ أشتاقُه فيه أفقد شهيتي للحياة ,
و أتحولُ لجمادٌ لا يغادر مكانه ,
أنظر للأشياء التي كان يسيل لها لعاب شغفي ببرود ,
أكرهُ الشكولاتة الساخنه , و الشموع ..

من مصلحة العالم و الجميع أن أكتبُ ,
من صالح الأسمر خصيصاً أن أكتب ,
كي لا ارتكب حماقةٌ أخرى ,
كي أبتلع عبراتي الكثيرة ,
و أكتِم صوتي المبحوح ,
حتى أحمي القلب الصغير في يساري ,
أحميه من الوقوع ..

الوقوع أصبح جريمةٌ لي ,
و لن يتغير هذا مهما حدث ,
لا إستثناءات ..

" نحن هنا سيدي .. "نظرتُ لشمالي ,
لبقايا الثلج على الأرض ,
أبتسم لأجواء المانيا الغريبة ,
كلما أقتربت ليلةُ رأس السنة تخف الثلوج وتبدأ الأمطار ,
وكأنما هي جزءٌ آخر من العالم ..

فتحتُ الباب ,
وحملتُ حقيبتي في شمالي ,
وكيس أكواب القهوةَ في يميني ,
لازلتُ لا أعلم لماذا أجلب المشروبات في كُل مرةٍ آتِ لمنزل تشانيول ..

لقد مضى أسبوع منذ آخر مرةٍ قابلته ,
قبل عيد ميلاد الطفلةُ تلك بيوم ,
لم أبقى بجانبه في ذلك اليوم العصيب ,
فأنا كنتُ أدرسه ,
أدرس تشانيول حتى أُصلح قلبه المشروخ ..

أقرع الجرس و أحدق في الأرض ,
أتنهد بهدوء منتظراً قدومِه للباب ..

يفتحه وعينيه مبتسمه : مرحباً ؟

HARMFUL CANDLE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن