١٩. لم تسمعني أهمس ، ولن أسمعكَ تصرُخ ;

1.1K 68 139
                                    




... " انتَ السببُ في كلِ شيء , لو لم تُقحِم نفسكَ في حياتي لم تكن ستصبح سيئةٌ هكذا " - قالها جونق إن بغضبٍ هادِئ ,

و " انتَ السبب في كل شيء , لو لم توافِق على أقحامي لنفسي في حياتِك , لن يكن سينتهي بي الحال واقفٌ هنا أبحثُ بشدةٍ عن عذرٍ أيّاً كان لأقابلك" - صرخَ بها إدوارد لتصل إلى أُذُني جونق الواقِف بجانبِ سيارته السوداء , مفتوحةُ الباب ..

نظرَ جونق إليه "مالذي تعنيه ؟ "
رفعَ إدوارد رأسه , فنظرَ جونق لعينيه الغارِقة ,
يعقدُ جونق حاجبيه قبل أن تنطُق شفتيّ إدوارد : لم أستطع أخبارك مسبقاً , لكن .. لا أعتقد أنهُ من الصائِب إبقاء الأمرَ سِراً حتى بعد مرور عشرةِ أعوام ..

يزدادُ إنعقادِ حاجبيّ جونق إن ,
وكأنما هو يعلم مالقادِم ,

" أحبك , كيم جونق إن .. "

كفُ الأسمر أفلتت الباب ,
شفتيه فغرت , و النجوم إختفت ,
نبضُ قلبِه يطغىَ على صوتِ السيارات المرتفِع و القادِم من الشارِع المجاوِر ,
عينيه كسرت إتصالها بعينيّ إدوارد بعد أن أرتعشت مطوّلاً , يَفتح بابُ سيارته الذي أنغلقَ منذ ثوانٍ قليلة ,
يتجاهَل ماقالَ إدوارد , ليسَ وكأن قلبه سقطَ أرضاً ,
ليسَ و كأنَ رأسه سرقَ بريق نجوم السماء و أحتفظَ بها في عينيه ,
يركب جونق إن كيم سيارته يُغلِق الباب متجاهلٌ القاضي الألماني الواقِف على الرصيف ,

تتحرَك سيارته مبتعِده ,
شهيقٌ مرتعِب , وزفيرٌ مرتبِك ,
عينيه تتحاشى مرآةُ سيارته ,
عينيه تتحاشى النظر لصاحبِ الكِنزةُ الزرقاء ,
أشقرُ الشعر , طويلُ القامة ..

--

الواحدُ و الثلاثين من تشرين الثاني ,
للآسيوي المُستلقي على سريره أفكارٍ كثيرة في هذهِ اللحظة ,
للآسيوي المُستلقي على سريره شوقٍ كبير في قلبِه ,
لأنه الآن أكملَ اليوم الرابِع من إبتعاده عن إدوارد الذي يواصِل الإتصال ..

يرِن هاتفه , فيستديرُ جسدُه لإلتقاطه ,
يُحدق في شاشةِ الهاتِف بفراغ ,
معدته تغضبُ منه في كُلِ مرةٍ يقرأُ فيها اسم إدوارد ..
الرنينُ طالَ جداً ,
حتى أجابهُ جونق إن صامتاً ,

" جـ .. جونق ؟ " - " همم ؟ "
" اشتقتُ إليك ! " - جلسَ جونق بهدوء ,
يشِد قبضته على قميصهُ الرمادي ,
معدته تؤلمهُ جداً , صوتُ إدوارد يُعيد قباحةُ ذلك المرسم إلى ذهنِه ,
ومعدةُ جونق ترفضُ تحمُل المنظَر ..

" إسمعني .. لا داعي لأن نقوم بأي شيء , لكن أرجوك لنخرج سوياً ! "

" انا حتى حاولت جلب حاجياتك للمدرسة , لكنكَ لم تعد تأتي "
يفتحُ كيم فاههُ الوَردي , يُريد إخبار إدوارد ألّا يتصِل مجدداً ,
و أنهُ يتسبب له بالغثيانِ و الشعورِ المتواصِل بالمَرض ,
فتفترِق شفتيه , و تزأرُ معدته , ليتجِه إلى دورةِ المياةِ راكضاً ,
الهاتفُ في كفِه يرتاحُ على الأرضيةِ البيضاء في حمامِ كيم جونق إن الفاخِر ,

HARMFUL CANDLE.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن