المقدمة

17.1K 239 6
                                    


المقدمة


زفر بضيق وهو ينتظر صديقه الذي تأخر

كعادته فتململ بمكانه ثم جلس على

المقعد الحجري خلفه ولم ينتبه للفتاة
التي تجلس حتى صدح صوتها موبخا:
"كيف تجلس بجواري هكذا دون استئذان

يا هذا؟!"
أجفل ينظر لها بدهشة قبل أن يقول بخفوت:
"أعتذر لم أنتبه لكِ يا آنسة"
رمقته بغيظ وهي تجده لم ينهض كما هو

مفترض فقالت:
"وها قد انتبهت هيّا غادر"
رمقها بغرور قائلا:"أنا لست متضرر من وجودك,

إذا لم يناسبكِ الوضع غادري"
اتسعت عيناها بقوة من طريقته الجافة لتنهض

رامقة إياه شذرا وهي تهتف:

"صعيدي عديم الذوق"
كاد يهتف موبّخا لينتبه إلى كلمتها..

كيف علمت أنه من الصعيد؟!

ليبتسم بسخرية وهو يفكر أنها ما افتعلت كل
ذاك الحوار إلا لتلفت نظره كما هي العادة..
أشاح بوجهه عنها يبحث بعينيه عن صديقه

الذي فاق تأخره الحد ليجده آتيا مهرولا من

الجهة الأخرى وهو يرفع يده معتذرا:

"أعتذر عبد الرحيم, تأخرت بالنوم اليوم"
أجابه بسخرية:"النوم يا صبري!"
ثم مال لبث أن غمزه بعبث قائلا:

"أم أن الحديث بالهاتف ليلا هو ما أخرّك؟!

لا أفهم ما المانع أن تتزوجا وننتهي من كل هذا

العذاب! على الأقل توفرون فاتورة الهاتف"
ضحك صبري بخفة وهو يقول:

"ماذا أفعل عبد الرحيم؟ والدها قد اشترط أن

أنتهي من الجامعة أولا وكأنني سأعمل بشهادتي

الجامعية من الأساس!"
ربّت على كتفه بدعم قائلا:"لم يتبقّ إلا هذا

العام وبعدها تتزوج ولو تأخرت عليّ مرة أخرى

سأجعل حماكَ يلغي الزواج من الأساس"
ضحك عاليا وهما ينهضان للحاق بالمحاضرة.

****


"يا إلهي علية لم أظن أنه عديم الذوق هكذا!

أخبره لا يصح أن يجلس بجواري فيخبرني بكل

غرور إذا لم يناسبكِ الوضع فغادري!"
ضحكت عليّة على صديقتها ثم قالت:

"الرجل لم يخطئ غرام.. وما بها إذا جلس

بجوارك؟ هل التصق بكِ؟ هل جرحك بأي

تصرّف؟ إذا لِمَ الغضب لا أفهم!"
"هذا بالنسبة إليكِ يا ابنة المدينة ولكن

رواية كن لي حبيبا كما شاء القدر بقلمي حنين احمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن