الفصل الحادي عشر

4.1K 139 10
                                    

الفصل الحادي عشر

قبل عدة أيام
تلك ال ياسمين تثير حنقه بقوة, لا تترك له

فرصة التقرّب منها كما يجب.. بل لا تترك

فرصة للتقرّب منها على الإطلاق!
دوما تتهرب منه ولو ذهب للجلوس معها ترافقه

أمه أو عمتها وكأنه سيلتهمها!
حسنا هو لا ينكر أن الفكرة راودته فهي

شهية خاصة بالقوة والبرود اللذين تصطنعهما

ويثيرا لديه حس المشاكسة.. يعلم أن خلف

هذا البرود شعلة نارية تنتظر فقط من يضرم

النار بها لتشتعل وتهلكه!
تنهيدة طويلة خرجت منه والابتسامة ترتسم

على شفتيه وهو يتذكر مشاكسته لها آخر مرة

وهو يصر على عقد القران حتى يستطيع

الجلوس معها كما يفضل!
تلك النارية لا يعلم أنه لا يريد عقد قران بل

زواج كامل حتى يستطيع أن يتذوقها كما

تمنى منذ اللحظة الأولى التي رآها بها.. وهي

تصر بقوة على الرفض وتفضل الخطبة حتى

تعرف أخلاقه جيدا كما قالت!
ابتسامة سخرية ارتسمت على شفتيه وهو

يفكر ربما لو عرفت أخلاقه حقا ستركض

بأقصى ما يمكنها من قوة حتى تفر بنفسها

منه..


هو العابث بدرجة ممتاز, التقي بدرجة إخفاء

قلبه لمن تختارها أمه, العابد بمحراب

الكراهية التي تغذي نارا تصطلي بداخله

منذ سنوات!
وكعادته كلما وصل تفكيره لهذه النقطة

يلتقط هاتفه ليشاكس ياسمينته فينسى معها

الوقت والعالم بأكمله!
رنة فأخرى ووصله صوتها الحانق:
"هل هذا وقت تهاتفني به إبراهيم؟"
ونطق اسمه من بين شفتيها الصغيرتين

باكتنازهما الشهي جعله يغمض عينيه كابحا

ردا وقحا حتى لا تغلق الهاتف بوجهه كلما فعل

وتطيل فترة الخطبة التي لا تنتهي..


وعندما طال الصمت وصله صوتها بقلق واضح

أثلج صدره.. فهي رغم كل تظاهرها ليست

منيعة ضده!
"إبراهيم"
"دعينا نتزوج ياسمين"
هتف بلوعة شعرت بها بقلبها ولكنها عاندت

كعادتها وهي تقول بحنق مصطنع:

"هل تهاتفني بمنتصف الليل لتقول
هذا الكلام؟"
"منتصف الليل يأتي عندك الساعة العاشرة!"
والرد الساخر كان منه لتزم شفتيها بحنق لا

رواية كن لي حبيبا كما شاء القدر بقلمي حنين احمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن