الفصل الخامس

3.6K 124 13
                                    


الفصل الخامس

كانتا تجلسان معا كعادتهما منذ انتهت دلال

من الاختبارات لتقول دلال:

"ما رأيك وَهْم أن نذهب للتسوق؟ لقد مللت من

المكوث بالمنزل"
أشارت لها وَهْم:"اذهبي"
"بالتأكيد لن أذهب بمفردي.. ستذهبين معي

وسننهي رصيد بطاقة أبي بأكمله"
ابتسمت بجمود لاحظته دلال لتوبخ نفسها على

غبائها وقبل أن تحاول تدارك الموقف أشارت

لها وَهْم:
"أنا لا أستخدم مال والدكِ دلال, لي مالي

الخاص حبيبتي ولكني حقا لا أحب التسوق"


لوت شفتيها غير راضية عمّا قيل ثم قالت:
"والدنا وَهْم, أعلم أنكِ غاضبة منه وحانقة

عليه إلا أن هذا لا ينفي أنه والدكِ أيضا

ومسئولة منه و..."
قاطعتها وَهْم مشيرة إليها بحدة:

"وهل المسئولية مال فقط يا دلال؟! أليست

مسئوليته أن يرعاني بدلا من تركه لي
سنوات لا أراه بها إلا نادرا كأي غريب"
انخفضت عينا دلال بتخاذل لتزفر وَهْم بضيق

قبل أن تنتقل بجوارها تضمها إليها للحظات قبل

أن تبتعد مشيرة لها:"أعتذر للحدة بكلامي فلا

ذنب لكِ ولكن من فضلك لا تحدثيني بأي

شيء يخصه فلن أستطيع تمالك نفسي


وقتها.. اعملي جيدا أن والدكِ الذي عرفتيه

طوال حياتكِ ليس نفسه والدي"
لتحاول أن تغيّر الحديث مشيرة بمرح مصطنع:
"لو لازلتِ مصرة على التسوق اصبري ثلاثة أيام

حتى يصل لي راتبي ووقتها سنذهب أينما شئتِ".
****
جالسة بغرفتها بعدما تركت شقيقتها لتشرد

بالماضي تلك الليلة التي غيّرت بداخلها

الكثير..
ليلة العيد!
ظلت ساهرة على فراشها تنتظر وتنتظر علّه يفي

بوعده ويهاتفها أو يفاجئها ويأتي لزيارتها حتى

رأت خيوط الفجر الأولى ولازال الأمل بقلبها..

سيأتي بكل تأكيد هو لن يتركها هكذا

بيوم كهذا!
هو والدها.. ربما لا يأتي كثيرا بسبب العمل

كما أخبرها ولكنه سيأتي لزيارتها بالعيد

وسيقضي العيد بأكمله معها وينّزهها ويحضر

لها كل ما تشتهيه كما أخبرها بالهاتف
آخر مرة حدّثها بها قبل.. أسبوع!
نهضت تجلس بجوار النافذة علّها تلمحه لتلمح

رواية كن لي حبيبا كما شاء القدر بقلمي حنين احمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن