Part 1

599 55 4
                                    


أجلس كعادتى أمام البحيره

أستنشق الهواء البارد والذى يداعب وجنتاى بخفه
أخرج هاتفى لأبدأ بتشغيل موسيقاى المفضله
لا جديد يذكر ، فقط شعور الراحه والهدوء الداخلى

لأغادر مكانى المفضل والذى يبعد عن منزلى بضع خطوات
أسير ببطء قاصده ذلك المنزل الذى انتقلت إليه مؤخرا برفقة جدتى

لقد تركنا بيتنا القديم والملئ بالعديد من الذكريات
تركناه إضطرارا حيث كان على وشك الهدم

فى الحقيقه لم أعتد ذلك المنزل الجديد بعد
أشعر بالغربه
شعور الوحدة يكاد يقتلنى

أيضا لم أتعرف على أصدقاء بثانويتى الجديده
رغم حاجتى الشديده لصديق

وصلت إلى وجهتى ، حيث ذلك المنزل القاتم اللون
يميل لونه إلى الزرقه ، تحديدا أعمق لون فيه

دلفت إلى الداخل لأجد جدتى تشاهد التلفاز
تضع كامل تركيزها على ذلك البرنامج المحبب إلى قلبها والذى يعرض أفلام للأطفال

ابتسمت بخفه على لطافتها
لتنتبه على وتسألنى عن الوقت
لأجيب بأنها الثانيه عشر منتصف الليل

تتذمر بشكل لطيف لأننى تأخرت بالخارج
لأخبرها أننا بمنطقه شبه خاليه ، أيضا آمنه
لا يوجد منازل هنا ، فقط بيت جيراننا
والذى لا أعلم عمن يتواجد به

بالفعل منطقتنا لا يوجد بها أى شخص سوانا

نعم أشعر بالغرابه تجاه ذلك المنزل بالجوار
لكننى لا أهتم كثيرا

لتمسك وجنتاى ، بينما تطلب منى النوم مبكرا
كى ألحق بالمدرسه
لكننى سأفوت الغد أيضا

لا أريد الذهاب هذه الأيام
لا أعلم لما ؟ لكننى سأذهب بالتأكيد قريبا

أجبتها بلطف كى أتركها وأصعد إلى غرفتى بالأعلى

فمنزلنا رغم بساطته إلا أنه كان يبدو على هيئه قصر مصغر
دلفت إلى سريرى كى أذهب فى أحلامى سريعا

يوم جديد
وأعمال البيت التى لا تنتهى
أعمل بجد فى الصباح
وبالليل أذهب إلى مسكنى

فى التاسعه مساءا وبعد الإنتهاء من تحضير الطعام

اتجهت خطواتى نحو ذلك المكان المحبب
أمام البحيرة العميقه
وبدلا من تشغيل الموسيقى ، بدأت بالغناء
تلك الأغنيه التى أسمعها بإستمرار

" أنا بمصعد الجحيم "

لأشعر بحركة غريبه فى الجوار
التفتت ببطء لكننى لم أجد شيئا
أخذت أغنى مرة ثانيه
حتى ظهر من خلفى
ذلك المجهول والذى ظهر من العدم
تحرك قليلا ليجلس بجوارى

أتنفس بصعوبه بينما أطراف جسدى ترتجف
نظرت إليه بتعجب
لكنه ابتسم بشكل غريب
أنا لم أتفوه بأى شئ
أيضا لا يوجد هناك ما يستدعى الابتسام

أشحت بوجهى بعيدا
محاولة تجاهله
لكنه استمر بالجلوس جوارى
لم يغادر أو يتحرك البته

أشعر بالخوف الشديد

انه يبدو مألوف ذا ملامح جميله
لكنه بشكل غريب يرعبنى

ظهوره من اللاشئ
ابتسامته المريبه وسكونه التام
يجعلاننى أشعر بذلك

استجمعت قواى بصعوبه
لأنطق بتعلثم : م-من أنت ؟

ما اسمك ؟

ليختفى بسرعة البرق
لا يوجد له أثر
أخذت أبحث بعيناى فى كل مكان
استقمت من جلستى لأتحرك هنا وهناك
أين هو ؟!
لكننى لم أعثر عليه

أكاد أجن مما يحدث
أنظر إلى ساعتى من ثم إلى المكان حولى
لأردف بتعجب :

هل كان شبحا ؟!

صادقت شبحاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن