Part 9

81 22 1
                                    


بصوت مرتجف وبتلعثم خرجت كلماتى

" من أنت ؟ "

لم تأتنى إجابة فقط الصمت
هممت بالسؤال مرة أخرى 

لكن أوقف كلماتى وجهه المألوف عندما استدار وتثنى لى رؤيته بوضوح

إنه ذلك الشبح
لكن بهيئة مختلفة تماما عن المعتاد

لقد بدا لى وكأنه شخص آخر
وذلك الجسد الذى يوضح كل شئ بداخله وكأنه شئ شفاف هو ما أصابنى بالذعر 


بالحديث عن هيئته المختلفة

لقد اعتدت على وجهه بذلك الشعر الكثيف المتدلى على جبهته مانعا كشف حاجبيه و ملامحه الفريدة من نوعها بشكل أوضح

ومع تصفيفة الشعر تلك
والتى أعلنت عن جبهته المشرقة وحاجبيه العريضين
هو بدا جذابا للغاية

خصلات شعره المصففة إلى الخلف تتطاير بخفة مع حركة الرياح
و لونه الخمرى المميز زاده جمالا و جاذبية

ظللت أحدق بشرود حتى انتبهت أخيرا
لأبتسم بسخرية
ماذا الآن ؟ هل أثار إعجابى ذلك الشبح اللعين

أردت الذهاب لكنه فى غضون ثوان كان أمامى ، مقابلا لوجهى تماما
أمسك بمعصمى مانعا إياى من المغادرة

نظرت إليه بتعجب وسرعان ما تشكلت عقدة بين حاجباى دلالة على الغضب

" اشتقت لك "

قال لتتسع عيناى من الدهشة
كان وقع تلك الكلمات غريبا على مسامعى

لم أنبس بحرف
ليتحدث مجددا :

" أود ألا ترتعبين مرة أخرى عند رؤيتى ، حقا يؤلمنى ذلك "

بنبرة مهزوزة كما عيناى
تحدثت :
" ماذا تريد ؟ لما لا تتركنى وشأنى "

" أريد حمايتك
مواساتك والبقاء بجانبك وقتما تشعرين بالوحدة و الحزن
ليس لى هدف سوى رؤيتك بحال جيد "

فقدت كلماتى إثر كلماته الدافئة والتى بعثت الأمان إلى داخلى و لأول مرة
لأول مرة لا أشعر بالخوف أو الرغبة بالإختفاء
بطريقة ما لمست كلماته أعماقى لما استشعرته من صدق فى عيناه البندقية الآثرة

شعرت بالخجل من تحديقاته لأوجه أنظارى إلى الأسفل
تحديدا إلى يده التى لازالت تمسك بمعصمى
ثم وجهت أنظارى مجددا إلى عيناه


فهم فورا رغبتى بأن يترك يدى وبالفعل أفلت معصمى و اعتذر بشأن ذلك

ساد الصمت لبضع دقائق كان فقط التوتر ما يسيطر على المكان


نطقت أخيرا
" حسنا على الذهاب الآن "

" أراك غدا إذن "
قال تلك الكلمات من ثم أمسك بكفى وأطبقه برفق
مع تلك النظرات الدافئة التى أقسم أنها تستطيع إيقاع أى شخص

ثم أشار لى بالمغادرة

غادرت المكان و شعور غريب يجتاحنى
لكن سريعا ما حل مكانه الشعور بالحزن

وصلت إلى المنزل

وسرعان ما دلفت إلى الداخل أبحث عن جدتى التى أردت دفء حضنها فى الحال

لكننى وجدتها نائمة

قبلت وجنتها
واتجهت سريعا إلى غرفتى

تمددت على سريرى بفتور ولا زالت بعض الحمرة المتشكلة على وجنتاى
إثر لمساته و تحديقاته المطولة

تلمست وجهى لأشعر بحرارته المرتفعة
وكأنه على وشك الإشتعال

لألعن فى سرى ذلك الأحمق

أتتنى مجددا أحداث اليوم
كأنها ترفض الخروج من ذهنى
لكننى حاولت نفض تلك الأفكار بإشغال نفسى بأى شئ

تنهدت بعمق ثم أمسكت بهاتفى
لأجد اشعارات جديدة تعلن عن وصول رسالتان


حسنا الرسالة الأولى كانت من فيرو
والتى كان محتواها

" ميراف أين أنت ؟
أردت الإتصال بك لكننى لم أستطع الوصول إليك
ولم تأتى فرصة لإخبارك سابقا
حسنا أنا معجبة بأحدهم
وقد اعترف لى للتو
لا أعلم ما يجب على فعله هذا محرج "


ظللت أحدق برسالتها ولا أعلم بما أجيب ؟
فقد انتابنى شعور الحزن مجددا لعلمى بالشخص المقصود


فى هذه اللحظة مر أمام عيناى وجههما وهما يضحكان سويا
وكأنه مشهد من فيلم حزين

وكيف أن اهتمام آيان بى تبدل
فى الوقت الذى بدأت فيه بالإنجذاب إليه !

حقيقة رؤيتهما سويا تؤلمنى

تنهدت بثقل من ثم قمت بفتح الرسالة الثانية والتى صدمنى محتواها

" مرحبا ميراف ، أردت سؤالك بشأن شئ ما
هو أمر عاطفى حسنا !
ماذا إن أردت الإعتراف لأحدهم
كيف يمكننى فعل ذلك بطريقة جيدة
فهذه مرتى الأولى "


صادقت شبحاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن