Part 17

67 23 3
                                    


اليوم هو
اليوم الأول بشهره الأخير للتواجد على الأرض
شعرت بالحزن والإستياء لكون الوقت يمر سريعا
فأنا على وشك فقدانه ، وإلى الأبد
لكننى لا أملك سوى قضاء وقت أطول برفقته
لا أملك سوى شهرا واحدا

تنهدت بثقل و تفقدت هاتفى
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا
حسنا كوننا انقطعنا عن الذهاب إلى المدرسة منذ يومين فأنا أذهب إلى البحيرة وأقضى أغلب وقتى هناك
إما بالمذاكرة للإمتحانات أو التحدث مع تاى

اتجهت إلى خزانتى الخاصة كى أقوم بتبديل ملابسى
وسريعا ما انتهيت من ذلك
أمسكت بحقيبتى ثم أخذت خطواتى نحو الغرفة بأسفل الدرج كى أودع جدتى وأخبرها بأننى ذاهبة

وبالفعل ودعتها وذهبت إلى الخارج
قاصدة البحيرة
لازال الوقت مبكرا على الذهاب إلى هناك لكن ذلك سيسنح لى الفرصة بقضاء وقت أطول برفقته

وصلت إلى وجهتى لكننى وجدت شيئا غريبا

فبدلا من وجود تاى ، وجدت تلك الفتاة من غرفة الإذاعة
لكن هذا لم يثر دهشتى بقدر هيئتها
فقد كانت عيناها مخيفتان وحمراوتان للغاية ، أما عن جسدها فكان مكشوفا لى كتلك الهيئة التى رأيت بها تاى سابقا
لقد علمت أنها مثيرة للريبة منذ المرة الأولى

اكتفيت من التحديق بها وحاولت أن أتماسك
لكن خرجت كلماتى بصعوبة وبتلعثم
" ماذا تفعلين هنا ؟ أ أ أقصد هل أنت أيضا .... "

قاطع كلماتى المتقطعة صوتها العميق والذى بدا لى مخيفا عن السابق
" هل فاجئتك ؟؟ اعتقدت أننى أخبرتك بالأمر "

" ل لا "

" حسنا لقد علمت الآن ، لكن هل أنت بإنتظار شخص ما "
لم أستطع النطق فى هذه اللحظة فقد كانت عيناها تزداد إحمرارا و إشتعالا وكأنها على وشك الإنفجار

لتقهقه عاليا ثم بصوت خافت للغاية نطقت بتلك الكلمات التى سببت لى ذعرا
" أعتقد أنك بإنتظار تاى ، لكن يؤسفنى إخبارك أنه لن يأتى مجددا "

" ماذا ؟ هل تريدين البكاء ؟ لقد علمت أنك حمقاء لكننى لم أتوقع أبدا أنك قد تقعين لروحا عالقة
هل تعلمين مدى خطورة ذلك فتاتى الصغيرة ؟ "

تحدثت هى وأنا فقط اكتفى بالصمت والنظر فى كل مكان إلا عيناها

لتشعر بالغضب من تجاهلى حديثها وبعنف أمسكت بذقنى جاعلة من وجهى يقابل وجهها المخيف والقبيح ، وبحدة أردفت :
" لقد انتظرت طويلا لربما تنتبهين إلى نفسك وتعى على ما تفعلينه لكننى سئمت من حماقتك "

صادقت شبحاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن