Part 14

76 22 4
                                    

صعدت السور بخفة ولم أنظر إلى الأسفل
كى لا أفقد توازنى كالمرة الماضية

نعم إنها ليست مرتى الأولى للقدوم على الإنتحار

بدأت بتمتمة بعض الكلمات استعدادا للرحيل
لكن ذراع امتدت بشكل مفاجئ
منعتنى من السقوط
التفت وملامح الذعر على وجهى
لأراه يحملنى ويسير بعيدا عن الجسر

صرخت بأعلى صوت لدى
كى يفلتنى ويرحل بعيدا
لكنه تشبث بى بشكل أكبر

فشلت جميع محاولاتى للهرب من بين ذراعيه
لأستسلم له بنهاية الأمر

دقائق حتى أنزلنى لأرى أنه ذلك المكان بالبحيرة
لكننى لم ألبث ثوان حتى فقدت الوعى

..........................

أنظر إلى ذلك الظلام حولى
بينما عيناى تتجول فى الأرجاء

لا أستطيع تذكر ما حدث
أنا فقط أفقت بمكان مظلم للغاية
ربما يبدو مألوفا لكنه بث الرعب إلى قلبى

انتفضت ما أن شعرت بصوت ما
يتحدث بجانب أذناى

كان خاصة تاى لكنه بدا مخيفا كذلك المكان تماما

ما أن تذكرت محاولتى الفاشلة للإنتحار
وظهوره الذى أفسد على الأمر
حتى بدأت سلسلة تذمراتى و صراخى 

" اخفضى صوتك حتى يمكننى التحدث معك "
قال تلك الكلمات
وبشكل غريب توقفت عن النطق

ليتحدث مجددا وعلامات الغضب على وجهه

" لما أردت الإنتحار ؟ هل أنت مجنونة ؟
دعك من هذا ألم تتذكرين جدتك ؟
ماذا عن أصدقائك ؟!
هل أنت أنانية إلى هذا الحد ؟ "

قاطعت كلماته بصراخ
" نعم أنانية ، لم أفكر بشئ أبدا
أنا فقط لا يمكننى تحمل المزيد من الألم
أنت لا تعلم شيئا لذا اتركنى وشأنى "

بصوت هادئ ومختلف عن نبرته القاسية التى حدثنى بها للتو تحدث
" الهروب ليس حلا يمكنك تخطى الألم بالمواجهة
لما لا تستطيعين فهم ذلك ؟! "

صمت لثوان ، بمجرد أن رأى دموعى تسلك طريقها معلنة عن إستسلامى

ليكمل :
" أعتذر عما حدث اليوم ، أنا حقا آسف
لم أقصد أيا مما قلت
لقد تسرعت فى إيجاد طريقة
لجعلك تتوقفين عن حبى "

قال ذلك لأنظر له بتعجب
والتوتر يعتلى ملامح وجهى

" ماذا تقول ؟ لم أفهم ؟

أيضا أين يكون ذلك المكان ؟
هل هذا بيت الأشباح "

أردفت بغباء فى محاولة منى لإخفاء التوتر
الذى يمكنه ملاحظته بسهولة

ابتسم بشكل مريب
لأراه يتنهد بثقل
وبصوت خافت :

" أعتقد أنه قد حان الوقت لإخبارك عن سرى "

صادقت شبحاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن